ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ .... الحلقة الثانية والثلاثون

Leave a Comment


 " ســـــــــــاره. "





 نطق هانى إسمها بوضوح ، و بصوت مُرتفع أهتزت له طبلة أذنى ، 



و تصدع له قلبى ، و تزلزل له بدنى ..





 ماذا قال هانى ؟





 أ قال ساره ؟





 أيقصد ساره فعلاً ؟







 أ يريد الزواج من فتاتى التى تملئ حياتى بهجه وسرور ؟







 أ يريد الزواج من حبيبتى لا أتخيل حياتى بدونها ؟







 هل يمكن أن يكون يقصد ساره فعلاً ؟







 كلا .. لا .. لابد أنه يقصد ساره أخرى ..







 قلتُ بتشتت : " ساره من ؟ "







 هانى قال بكل بساطه :



 " ساره السكرتيره .. أقصد سابقاً .. فأنا لن أتركها تعمل لديك بعد

 الأن يا ساحر النساء. " ! !







 فتحتُ عيناى على وسعهما ، و فغرتُ فاهى لأقصى حد من هول 

ما سمعتُ ، و تراجعتُ فى مقعدى كالمصعوق !







 أذن .. أنا لم أسئ الفهم ، و هو يقصد ساره فعلاً !







 يا ألهى ! لا أكاد أصدق ما أنا فيه !







 كنتُ أحبس أنفاسى من شدة ذهولى ، و لا أقوى على النطق 

بأى كلمه ..







 بينما تلاشت إبتسامته هانى تماماً لما رأى حالتى تلك فقال وقد 

طغى القلق على وجهه :





 " ما الأمر ؟ ما بك يا طاهر ؟ "







 قلتُ :" لا .. لاشئ .. فقط إننى .. تفاجأت. "



 هانى عاد يبتسم من جديد وقال : " لا تنكر أنها مفاجأه ساره. "




 تجاهلتُ جُملة هانى الأخيره تماماً وقلتُ بإضطراب :



 " هل . . . تعرف ساره بهذا الأمر؟ "



 هانى قال : " أخبرتها منذ قليل. "


 سألته بتردد : " وكيف كان ردها ؟ "



 هانى قال مازحاً :



 " و هل تظنها قادره على مقاومة سحرى وجاذبيتى ؟ ! "



 عادة أنا أضحك على أى مُزحه يقولها هانى ؛ فأنا أجده مرحاً 

وخفيف الظل ، إلا أننى الأن لم أحتمل مزحته هذه ، ووجدتُ نفسى 

أسأل بمزيج من الحده والصرامه ونفاذ صبر :


 " هل وافقت يا هانى ؟ "

 هانى دُهش من حدتى المفاجأه و أخذ ينظر إلىّ بدهشه لدقائق 


قبل أن يقول :


 " ماذا هناك يا طاهر ؟ "



 تنهدتُ وقلتُ بهدوء نسبياً :




 " أسف يا هانى .. لم أقصد هذا .. كفاك مزحاً وأخبرنى هل وافقت

 ساره ؟ "



 هانى قال مُبتسماً :" لم توافق فقط ، لقد قالت أن أى فتاه تتمنى 

الزواج منى. "










 هنا .. لم أندهش فحسب .. لقد صُعقتُ و ذهلتُ و شلتنى 

المفاجأه تماماً .. فأخذتُ أحدق بهانى وقد أتسعت عيناى فى 

دهشه حتى كادتا تخرجان من محجريهما !





 لا .. لا يمكن أن يكون هذا حقيقاً .. مُستحيل أن يحدث هذا ..





 مستحيل أن تقبل ساره الزواج من أى مخلوق غيرى .. إنها تحبنى 

وأنا أعشقها و قد أتفقنا على الزواج !







 فهل غيرت رأيها بهذه البساطه ؟







 هل تخلت عنى بهذه السرعه ؟







 " أخبرنى ما رأيك ؟ "









 نظرتُ إلى هانى بتشتت ..







 أتريد أن تعرف رأيى فى أن تتزوج من حبيبتى ؟







 أتريد أن تستل روحى من كل خليه بجسدى و تسألنى عن رأيى ؟







 أتريد أن تطعننى بخنجر حاد فى كل أنحاء جسدى و تسألنى عن رأيى ؟







 ليتنى أموت و لا أسمع منك هذا السؤال يا هانى ..







 بل ليتك تستل روحى من كله خليه بجسدى فعلاً ، وتطعننى

 بخنجر فى كل أنحاء جسدى فعلاً ، و لا تخبرنى بأنك تريد الزواج 

من الفتاه الوحيده التى أحببتها ..







 الخائنه ساره التى تخلت عنى فى أقرب فرصه !







 ألم نكن قد أتفقنا على الزواج ؟ !







 ألم يكن كل شئ على ما يُرام حتى الأمس ؟ !







 ماذا حدث أذن ؟







 لماذا فعلت هذا بى ؟ لمــــــــــاذا ؟







 على أى حال الخيانه ليست بالشئ جديد بالنسبة إلىّ .. لقد 



أعتدتُ على تلقى الطعنات الغادره ، و الصفعات المؤلمه من أقرب 



الناس إلىّ ..







 لكن . . . هذه المره الصفعه كان أشد و أعنف ؛ فهى لم تتركنى

 من أجل رجلاً لا علاقة لى به ..


 بل تركتنى من أجل أقرب صديق إلىّ ..


 كيف أستطاعت أن تفعل هذا بى وبه ؟ كيـــــــــــف ؟







 ليتنى لم أحبك يا ساره .. و ليتنى لم أحبك يا نهله .. بل و ليتنى 

ما رأيتكما معاً أيتها الخائنتان ..


 لقد أفقدتمونى الثقه بجميع الفتيات ..


 هانى كرر :



 " أخبرنى ما رأيك يا طاهر ؟ "


 رفعتُ بصر إلى هانى وقلتُ بأسى :



 " مبارك عليكِ يا هانى .. أتمنى لك السعاده من كل قلبى . "


 قلتُ جُملتى و هببتُ واقفاً ، هاماً الذهاب إلى الحجرنى ، لولا أن 

أستوقفنى هانى حين قال :





 " إلى أين ؟ "









 قلتُ :"سأعود إلى حجرتى .. لدى أعمالاً كثيراً. "







 و سارعتُ بمغادرة الحجره ...

 بعد فتره من الزمن دلفت نهله إلى حجرتها وأغلقت الباب خلفها ،

 بينما ظللتُ أنا وحدى ، تلعب برأسى الهواجس والأفكار ..

 ماذا لو أخبر هانى طاهر بما قاله لى ؟

 ماذا لو عرف طاهر أن هانى قد عرض علىّ الزواج ؟



 ما هذه المصيبه التى حلت فوق رأسى يا ربى ؟



 ماذا يحدث لى بالضبط ؟ لماذا تنزل على رأسى المصائب واحده تلو 

الأخرى ؟ !

 يارب رحمتك بى ..

 بعد فتره طويله وجدت طاهر يغادر حجرة هانى متجهاً إلى حجرته 

دون أن يبدو عليه أنه قد أنتبه لوجودى أصلاً ..







 و حين ناديتُ عليه لم يرد ودلف إلى حجرته مباشرة ً !







 لم أحتمل هذا المعامله المُهينه من طاهر ، فنهضت ولحقتُ به قبل 


أن يغلق الباب ، و دلفتُ إلى حجرته ..



 " ما الأمر ؟ "



 كان طاهر مولياً ظهره لى ، ولم يبد عليه أن قد سمع سؤالى ..


 عدتُ أقول بنفاذ صبر : " ما الأمر يا طاهر ؟ "


 طاهر ألتفت إلىّ و رشقنى بنظره ناريه جعلتنى أتسمر بمكانى

، و 


أخرست لسانى عن النطق تماماً ..



 أذن .. صدق تكهنى .. لقد أخبره هانى بعرضه علىّ للزواج ..

 " ماذا تريدين ؟ "



 سألنى طاهر ، فقلتُ مُتلعثمه :



 " أريد أن . . . . . . . . أشرح لك الأمر. "


 تقدم طاهر منى خطوتان و قد ضاقت عيناه غضباً و أشتعلتا 

كجمرتان من النار ، و قبض على يدى بقوه كادت معها عظام يدى 

أن تتهشم ، و قال :


 " ماذا تريدين أن تقولى ؟ "



 أرتبكتُ وقلتُ : "أأ .. أنا . . . . . "


 طاهر قال فجأه بثوره :



 " أنتِ خائنه .. غادره .. كاذبه .. لعنة الله عليكِ. "


 هالنى ما قاله ، وبقيتُ للحظه أحدق به بعدم أستيعاب !





 واخيراً تحرك لسانى المعقود و أستطعتُ أن أقول :



 " ماذا تقول يا طاهر ؟ "









 طاهر قال :" أقول الحقيقه .. أليست الحقيقه ؟ ألم تخونينى ؟


 ألم تغدرى بى ؟ ألم تكذبى علىّ ؟ ألم تخدعينى ؟ "









 قلتُ : " كلا .. لا .. "









 طاهر قال :" أذن .. ماذا تسمى فعلتكِ تلك ؟ "









 قلتُ :" أنت لا تفهم أى شئ. "









 طاهر قال بحده :" بل لقد فهمتُ الأن كل شئ .. فهمتُ أنكِ أتفه مما توقعتُ. "









 ألمتنى جُملته ، وأثارت غضبى فى آن واحد ، فقلتُ بثوره :



 " أنا لا أسمح لك. "









 أزدادت قبضة طاهر على يدى أكثر و أكثر وشعرتُ بأسنانه تصطك ببعضها غضباً ، مما جعلنى أنتفض ذُعراً ..







 " لقد كنتُ تلعبين على الجهتين .. كنتُ تخدعينا معاً .. أنت مخادعه صغيره .. لستُ أدرى كيف أستطعتِ خداعى ببراءتكِ المزيفه ؟ كيف ؟ أنطقى .. كيف ؟ "







 قلتُ و قد بدأت دموعى تشق طريقها على خدى لتنتهى عند حجابى :





 " لا تقول كلاماً قد تندم عليه يا طاهر .. أنا لم أخنك أبداً .. و الله لم أخنك .. إننى أتعجب كيف تظن هذا بى أصلاً ؟ "







 حرر طاهر رسغى من قبضته فجأه ، و بلا مُقدمات أخذ يصفق بيديه قائلاً بسخريه :





 " جميل .. رائع .. أنتِ فنانه بارعه .. وقد قمتى بتأديه هذا المشهد الدرامى ببراعه .. لكنى للأسف أعرف أن كل هذا ليس سوى فيلم سخيف مثلكِ. "









 ألمتنى كلماته كثيراً ، فقلتُ : " أنتبه لما تقول يا طاهر .. "









 طاهر صرخ بى :" بل أنتبهى أنتِ منى ومما ستلاقينه على يدى تلك .. لا تظنين أننى سأتركك تفلتين من قبضنى بفعلتكِ هذه أيتها اللعينـ...... "









 صحتُ به مقاطعه : " أصمت. "







 رفع طاهر يده وكاد أن يهوى بها على خدى ، لولا أن أنحرفت يده عن وجهى قليلاً لتهوى على الحائط بضربة أهتز لها الحائط ، بل والبنايه بأكملها !







 حبستُ أخر نفس ألتقطته بصدرى و أخذتُ أحدق بطاهر برعب ، و إلى قبضته التى كانت ستهوى على وجهى منذ لحظات ، و أنا مشلوله تماماً وغير قادره على الحركه !







 طاهر كان يلتقط أنفاسه بصعوبه ، وكأنه ركض لمسافه طويله ، و كان وجهه مُحمراً و متعرقاً ، و عيناه مُحمرتان ذات نظرات ثاقبه .. و مُرعبه !







 " أنصـــــــــــرفى. "







 قال طاهر كلمته الأخيره بصوت أجش مُخيف .. و لستُ أدرى كيف تحركت قدماى المشلولتان ، و أخذتا تصارعان الريح إلى أن غادرتُ المكتب ؟ !







 فى طريقى قابلت عابد ، و الذى كان على ما يبدو ذاهباً لنهله بمكتبها ..







 نادانى عابد فلم أستجب لنداءه و مررتُ بجانبه كالقذيفه الموجهه نحو السلم .. و إلى الخارج .. و بلا عوده ..







 ***********



 فى صباح اليوم التالى .. أعددتُ طعام الغداء ، ثم بدأتُ بتنظيف الشقه وأزالت الأتربه عن الأثاث ..





 حين عاد زوجى من الخارج فى اليوم التالى ، كنتُ أرتدى ملابسى أستعداداً للخروج ..







 " هل ستذهبين إلى خالتكِ اليوم أيضاً ؟ "







 قلتُ :" بلى .. لكنى سأعود فى المساء. "







 قال :" أذن .. أتصلى بى فى المساء لأتى لأصطحابكِ إلى المنزل. "







 قلتُ : " حسناً. "







 توقفتُ عما أفعله ، و ترددتُ قليلاً ..





 كنتُ أريد أن أتحدث إليه بأمر الذهاب إلى الطبيب لنعلم لما تأخرنا فى الأنجاب ؛ فهذا الأمر يشغل تفكيرى منذ فتره ..







 إلا إننى لم أجرؤ على الكلام .. و ألتزمتُ الصمت لفتره من الزمن ..







 أحمد سألنى :



 " لما توقفتِ ؟ هل غيرتِ رأيك و لن تذهبين إلى خالتك ؟ "







 قلتُ :" بل . . هناك ما أريد التحدث معكِ بشأنه. "







 بدا الأهتمام على وجه أحمد وهو يقول : " خيراً ؟ ما الأمر ؟ "







 طأطأتُ برأسى أرضاً ، ولم أرد ..







 أحمد أبتسم وقال :" هل تريدين نقود ؟ قلتُ لكِ مائه مره ألا تخجلى من طلب أى شئ .. أنتِ زوجتى و كل ما أملك لكِ يا حبيبتى . "







 شعرتُ بالخجل من نفسى بعد كلماته .. كيف سأقول له هذا ؟





 أخرج أحمد من جيب سترته عدة أوراق ماليه ومد لى يده بها ..







 عضضتُ على شفتى السفلى وقلتُ :



 " لا أريد نقود. "







 أحمد قال :" حسناً .. خذى هذه النقود .. و أخبرينى بعد ذلك ماذا تريدين ؟ "







 مددتُ يدى بخجل وألتقطتُ النقود ووضعتها بحقيبتى ..



 " ما الأمر أذن ؟ "







 قلتُ بخجل وتردد :



 " فى الحقيقه .. كنتُ .. أريد الذهاب إلى .. الطبيب."






0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون