سألت عمرو و أنا أتململ فى وقفتى بنفاذ صبر . . فقال :
" لا تتحرك . . أثبت بمكانك . "
زفرتُ بضيق ثم قلتُ :
" الساعة الأن الثامنه . . لقد تأخرنا كثيراً . . "
و أضفتُ بضجر :
" إنها ليست سوى ربطة عنق ! هل ستمضى اليوم بأكمله فى عقدها ؟ ! "
نظر إلىّ عمرو مُستهجناًو قال : " لكنها ليست أى ربطه ! أنتظر لحظه واحده . "ثم أضاف بعد فتره : " بأمكانك الأن أن تنظر إلى المرآه . "و نظرتُ إلى المرآه و ليتنى ما نظرتُ إليها ؛ فقد كانت الربطه معقوده بشكل سئ جداً . . أسوأ بكثير مما تتصورون !ضربت عمرو على كتفه و قلتُ : " شكراً على الربطه السيئه . "و فككتُ الربطه ثم أعدتُ عقدها من جديد ، و فى هذه اللحظه دلفت أمى إلى الحجره و قالت : " طاهر . . لقد تأخرت كثيراً . . لابد أن العروس تنتظرك الأن على أحر من الجمر . "حين غادرتُ المنزل وجدتُ إحدى السيارات تقف أمام منزلى . .فى البدايه لم أتعرف عليها إلا أننى حين دققتُ النظر شعرتُ إنها تشبه بسيارتى بكل شئ عدا شيئان ، أولهما هو طبقة الغبار التى تغلف سيارتى دائماً ، و طبعاً السياره التى أمامى نظيفه . . بل و تلمع من النظافه !
و ثانيهما فهى تلك الأزهار التى تزين تلك السياره التى أمامى ، و طبعاً سيارتى لا تغلفها سوى طبقة الغبار التى تعرفون !أقترب عمرو من تلك السياره و فتح بابها ثم جلس خلف عجلة القياده و أنحنى من الداخل ليفتح لى الباب المجاور له ، و قال : " أدخل . "أشرتُ إلى السياره و قلتُ : " هل أشتريت سياره مثل سيارتى ؟ "عمرو أبتسم و قال : " ستبقى طوال عمرك دقيق الملاحظه . "دلفتُ إلى السياره ، و أتضح لى - من خلال بعض علب العصير اُلمُلقاه على الأرض - أن هذه السياره هى سيارتى !توجهنا مباشرة إلى مصفف الشعر ، و كان فى إحدى المجمعات التجاريه . .صعدتُ إلى الطابق الأول حيث يوجد مصفف الشعر " الكوافير " بينما ظل عمرو فى السياره
.أتصلتُ بهاتف ساره و أخبرتها بأننى أمام مصفف الشعر و طلبتُ منها أن تغادر المركز . .بعد فتره من الزمن خرجت فتاه من المركز ترتدى فستان أبيض فى قمة الجمال و الروعه . . لا لستُ أتحدث عن الفستان ؛ فالفستان جميل بلا شك ، لكننى أتحدث عن الفتاه الجميله التى تقف أمامى الأن و لا ينقصها سوى فولت واحد و تضئ العالم بأكمله بنورها ! للحظه ، ظللتُ واقفاً بمكانى أنظر إلى الفتاه بشك . .
و أحاول أن أتعرف عليها و أتأكد من شخصيتها . .أهذه الفتاه الواقفه أمامى تبتسم لى هى ساره ؟ أهذه الملاك التى لا ينقصها سوى جناحين لتكون ملاك بالفعل هى ساره بالفعل أم أنهم قد أخطئوا و أخرجوا لى فتاه أخرى ؟ !إذا كان الأمر كذلك فعلى بالهروب بها بسرعه قبل أن يدركوا هذا الخطأ و يستبدلونها بساره الحقيقيه !تململت الفتاه فى وقفتها و بدأت تنظر إلىّ بنفاذ صبر . .فقلتُ مداعباً : " لوسمحتِ يا أنسه . . هل لا ناديتِ لى ساره من المركز ؟ لقد خابرتها منذ فتره لتغادر لكنها تأخرت ! "أبتسمت ساره و قالت : " ظريــــف جـــداً . . "و أضافت بسخريه : " هل المطلوب أن أضحك أم أظهر لك أسنانى فقط ؟ "ضحكتُ و قلتُ : " الأن فقط تأكدتُ أنكِ ساره . " !*******
كانت القاعه أكثر من رائعه و كانت تعج بالكثير من المدعوات و المدعوين و معظهم من أقارب طاهر ؛ فأنا أقاربى قله جداً بالمقارنه بأقارب طاهر !
و طبعاً كانت المدعوات فى قمة الزينه و الأناقه ، لكن طبعاً إحداهن لم تكن لتنافسنى . . إنها ليلتى أنا . . الليله التى طالما حلمتُ بها و تمنيتها . .
إننى حتى الأن عاجزه عن تصديق أن حلم حياتى قد تحقق ! الحمد لله . .
آه . . نسيتُ أن أخبركم بأن طاهر اليوم فى قمة الوسامه و الجاذبيه و الأناقه . . أنا عن نفسى لم أرى البذله ملائمه لشخص مثلما أراها ملائمه لطاهر !
آه يا ربى كم أحب هذا الرجل ! يا رب لا تجعلنى أفترق عنه أبداً أبداً . .
فى بداية الحفل رقصتُ أنا و طاهر " سلو " . .
كانت لحظات قليله - بين زراعى حبيبى على أنغام الموسيقى الهادئه - لن أنساها ما حييتُ . . و لن أستطيع وصفها لكم و سأترككم تتخيلونها بأنفسكم !
كان من ضمن برنامج الحفل أن نمر على كل طاوله ليتعرف كلاً منا على عائلة الأخر . .
فى البدايه مررنا على عائلة طاهر . . و كان يجلس حول الطاوله عمرو و نورا و والد طاهر و والدته . .
على فكره . . أم طاهر سيده رائعه و منذ أن تمت خطبتى على طاهر و هى تعاملنى معامله رائعه . .
بعد ذلك مررنا على خالتى و إيمان و أحمد ، و طبعاً كانت زينه تجلس معهم ؛ فقد وعدتنى خالتى بالأعتناء بها طوال فترة شهر العسل . .
آه . . نسيتُ أن أخبركم بأن إيمان على وشك أستقبال مولودها الأول فى أى لحظه . . أدعو ألا تكون هذه اللحظه هى الأن !
مررنا بعد ذلك على أم هانى و ملك . .
أم هانى لم تغضب حين أخبرتها بخطبة طاهر لى ، بل العكس بدت لى مُتفاهمه إلى أقصى حد و أخذت تدعو لى بالسعاده و التوفيق . .
ملك كانت من قبل تقول لى ماما و الأن صارت تقول لطاهر بابا !
و تعاهدتُ أنا و طاهر على أن نظل نعتنى بملك حتى بعد أن نرزق بأطفال .
كانت الطاوله التاليه هى الطاولة الخاصه بنهله و عابد و يوسف الصغير . .
لن أخبركم كيف كانت نهله سعيده للغايه و كأنها ليلة زفافها هى و ليست ليلة زفافى أنا . .
على فكره . . نهله الأن تعشق زوجها و لا تفكر بطاهر مُطلقاً . . و قد تركت العمل لدى طاهر و وعدنى طاهر بأن أحل محلها بالمكتب . . هل تصدقون هذا ؟ !
بعد ذلك مررنا على أقارب طاهر و قام بتقدميهم لى ثم أتجهنا لنقطع الكعكه " التورته " ، و كانت رائعه مغطاه بالشوكولا و الكريمه . . لن أطيل فى وصفهم حتى لا أسيل لعابكم و أحرك أمعائكم !
بعد أنتهاء الحفل أستقلينا سيارة طاهر الذى كان عمرو يقدوها و ذهبنا إلى شقتنا . .
أشترى لنا طاهر شقه صغيره و جميله لتكون عشنا الصغير !
حين وصلنا إلى البنايه التى بها شقتنا حملنى طاهر و صعد بى إلى الشقه . .
مهلاً . . مهلاً . . إلى أين تظنون أنفسكم ذاهبون ؟ !
هيا عودوا أدراجكم . .
هذه الليله لى أنا و طاهر فقط و لن نقبل دخيلاً علينا !
************
أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا