ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ .... الحلقة الثاثة والثلاثون

Leave a Comment



 أحمد أخذ ينظر إلىّ بقلق ، ثم قال :



 " هل أنتِ مريضه ؟ هل تشكين من شئ ؟ "









 هززتُ رأسى نافيه ، فقال أحمد :



 " أذن .. لماذا تريدين الذهاب للطبيب ؟ "


 قلتُ أخيراً :



 " بشأن تأخر الأنجاب. "


 أحمد أخذ ينظر إلىّ وهله ، ثم قال :



 " لكن لم تمض فتره طويله على زواجنا يا إيمان .. "







 قلتُ :" لكنى قلقه بشأن هذا .. "







 أحمد تنهد وقال : " كما تشائين. "







 قلتُ : " ألا تمانع ؟ "







 أحمد هز رأسه نافياً ، فقلتُ ببهجه و سرور :



 " أنت أروع زوج على الأطلاق يا أحمد .. "







 أحمد أبتسم وقال :" لكى تعرفى أى زوج من الأزواج قد تزوجتِ. "







 قلتُ :" لقد كنتُ خائفه جداً من رد فعلك كثيراً على هذا الأمر .. فكثير من الأزواج يأخذون هذا الأمر بحساسيه ويرفضون الذهاب مع زوجاتهن إلى الطبيب. "







 تلاشت إبتسامة أحمد تماماً ، وحل محلها تجهم لا مثيل له ، قبل أن يقول أحمد :



 " ماذا تقولين ؟ "







 أرتبكتُ ، ولم أعرف بم أجيب ؟ !







 إلا أن أحمد قال : " و لماذا أذهب معكِ ؟ وما شأنى أنا بهذا ؟ ؟ ؟ ! "







 قلتُ بتردد :" لكى نعرف لما تأخرنا بالأنجاب حتى الأن ؟ "







 و كأننى بجُملتى هذه قد طعنته فى رجولته ، فأخذ أحمد يحدق بى بمزيج من الأستنكار و الذهول و الغضب ..







 " و هل تظنين أن المانع منى أنا ؟ ! "







 قلتُ :" أنا لستُ طبيبه لأعرف إن كان المانع منى أو منك. "







 أحمد قال :" كيف تجرؤين ؟ أنا لا اشكو من أى شئ .. "







 قلتُ : " ولكن . . . "







 أحمد قال بحسم :



 " لن أذهب إلى الطبيب يا إيمان. "







 قلتُ :" فى أى شئ تفرق أنت عن أجدادك ؟ "









 أحمد قال بثوره :" أنا جاهل يا إيمان لو كان هذا يرضيك .. لكن المانع ليس منى بالتأكيد. "









 قلتُ :" أنا لا أقصد هذا .. لكنى اقصد أنك مُتعلم و ....... "









 أحمد قال بحسم : " يكفى هذا يا إيمان .. يكفى ."







 و تركنى و دلف إلى إحدى الحجرات صافعاً الباب خلفه ..







 كنتُ قد أنتهيتُ من أرتداء ملابسى وحجابى فغادرتُ المنزل و ذهبتُ إلى منزل خالتى ..







 حين فتحت لى ساره الباب وطالعنى وجهها رأيتُ علامات الحزن محفوره بوجهها ، فكانت عيناها مُحمرتان و متورمتان ، و بعض الدموع عالقه برموشها !







 أنتابنى القلق الشديد .. و خشيتُ أن يكون قد أصاب خالتى مكروه لا قدر الله ..







 " ما الأمر ؟ لما تبكين ؟ "







 ساره أنفجرت فى البكاء فجأه ، فأخذتُ أربت على ظهرها و أحاول تهدأتها ..







 " أين خالتى ؟ "







 سألتها ، فلم تجيب ، فذهبتُ إلى حجرة خالتى لأطمئن عليها بنفسها ، وإذا بى أجدها نائمه على سريرها ، و أنفاسها منتظمه و صدرها يعلو و يهبط ..





 الحمد لله .. على الأقل خالتى بخير ..





 عدتُ إلى ساره وأنتظرتُ حتى هدأت من نوبة البكاء الهستيريه التى كانت غارقه بها وأخبرتنى بعد ذلك بكل شئ ..







 وأتمت كلامها قائله :





 " أنا لم أعد أريده يا إيمان .. لقد صرتُ أكرهه .. كيف يظن هذا بى ؟ كيف ؟ "







 و أجهشتُ فى البكاء من جديد ..







 أقتربتُ منها وأخذتُ أربت على ظهرها وأواسيها و أنا الأحوج إلى الموساه ..







 قلتُ :" لقد أساء الفهم يا ساره .. عليك أن تلتمسى له العذر . "







 ساره قالت :" و مع ذلك ما كان يجب أن يقول لى ما قاله. "







 و صمتت قليلاً ثم قالت بمراره لا حدود لها : " لقد نعتنى بالخائنه والغادره و اللعينه .. هل تصدقى هذا ؟ "







 قلتُ :" لم يكن عليه أن يقول كل ما قاله .. أنا واثقه أنه سيهدأ ويفهم الأمور على حقيقتها ، وحينئذ سيتصل بكِ ويعتذر لكِ. "







 ساره قالت بأنفعال :" أى إعتذار هذا الذى يمكن أن ينسينى ما 

قاله و ما فعله ؟ حتى نظراته كانت مُرعبه .. إنه ليس طاهر الذى 

أحببته .. كيف سأعود إليه بعد ذلك ؟ أنا لن أعود إليه أبداً .. لقد 

أنتهى كل شئ بينى وبينه يا إيمان . "







 فى المساء كانت ساره قد هدأت قليلاً ، خاصة وأن خالتى قد أستيقظت فتعاملت ساره و كأن شيئاً لم يكن ..







 أما أنا فحاولت الأتصال بزوجى مراراً ، إلا أن هاتفه كان مُغلق !







 ماذا يعنى هذا ؟ ألم يقترح علىّ بنفسه أن يأتى لأصطحابى ؟







 أيقصد بهذا أن أظل عند خالتى وألا أعود إلى المنزل ؟







 حسناً يا أحمد .. فلتذهب أنت ومنزلك إلى الجحيم .. أنا لن أعود إلى منزلك أبداً ..







 ساره أقبلت بينما كنتُ أجرب الأتصال بأحمد ، وقالت : " ألا يرد عليكِ ؟ "







 قلتُ :" بل أن هاتفه مُغلق. "







 قالت:" أذن .. فلتنامى عندنا اليوم. "







 قلتُ :" كيف هذا ؟ لقد أتفقتُ معه على أننى عائده. "







 ساره قالت : " رُبما نفذ شحنه. "







 قلتُ :" و مع هذا كان لابد أن يتصل بى. "







 ساره قالت :" ليس عليك سوى الأنتظار .. رُبما يتصل بكِ بعد قليل. "







 و أنتظرتُ أن يتصل بى أو يحضر .. فطال أنتظارى ، وأنتابنى القلق الشديد عليه ..





 ولستُ ادرى هل تعمد ذلك أم هناك مما حدث ؟





 تُرى ماذا حدث ؟







 *************::





 أستيقظتُ فى صباح اليوم التالى لأجدنى نائمه على إحدى 


المقاعد بينما كنتُ أجرب الأتصال بأحمد ..





 نظرتُ إلى هاتفى فوجدته هادئاً مظلما ، و حين نظرتُ للشاشه لم 

أجد ان أحداً قد أتصل بى أثناء نومى ..





 طلبتُ رقم أحمد وأتصلتُ به ، ولدهشتى فقد كان مفتوحاً ، وبعد عدة رنات أتانى صوت أحمد ..





 " أحمد ؟ أهذا أنت ؟ "







 أحمد قال :" بلى .. أهناك شئ يا إيمان ؟ "







 قلتُ :" لماذا لم تأتِ بالأمس ؟ "







 قال :" لم أظنكِ تنوين العوده. "







 قلتُ : " ولما لا ؟ "







 أحمد قال بنفاذ صبر : " هل ذهبتِ للطبيب ؟ "







 قلتُ :" كلا .. لم أذهب. "







 قال : " لماذا ؟ "







 قلتُ :" لم أذهب فحسب. "







 و غرقنا فى صمتٍ مُغدق ..





 قلتُ :" لماذا تتحدث إلىّ بهذه الطريقه ؟ "







 أحمد قال بحده :" وبأى طريقه تريدين أن أتحدث بها إليكِ ؟ "







 قلتُ :" كما يتحدث الزوج إلى زوجته. "







 أحمد قال :" هذا حينما تتحدث الزوجه إلى زوجها بطريقه جيده. "







 قلتُ :" أنا أتحدث بطريقه جيده يا أحمد . "







 أحمد قال :" وبالأمس .. أ كنتِ تتحدثين بطريقه جيده أيضاً ؟ "







 قلتُ :" أنا لم أعيب فيك بالأمس .. أنت الذى ......"







 أحمد قاطعنى قائلاً :" على أى حال الحديث لا ينفع فى الهاتف .. حين تعودين إلى المنزل سنكمل حديثنا. "







 قلتُ بعناد : " لن أعود. "







 أحمد صمت لبرهه ثم قال : " ماذا تعنين ؟ "







 قلتُ بأنفعال :" أعنى أنك طالما قررت بالأمس أننى لن أعود فأنا لن أعود بالفعل. "







 أحمد قال يحذرنى :



 " ما هذا الكلام الجديد الذى أسمعه ؟ هل أفهم من هذا أنكِ غاضبه ؟ يا إيمان نحن لم نعد مخطوبين لتقولى هذا الكلام الفارغ. "







 قلتُ :" و منذ متى يعجبك كلامى ؟ أنا لا أقول إلا كلاماً فارغاً .. إننى اتعجب لما تزوجتى أصلاً ؟ لما ؟ "







 أحمد قال بغضب : " أنت لا تطاقين. "







 وأنهى الأتصال على ذلك ، و دون وداع !







 *****************





 أجلس وكلى شوق وأنتظار ..





 وأعرف أنه فات القطار ..





 وغاب النهار ..





 وأنصرفوا الناس عنى ، وغابوا عن الأنظار ..





 وصرتُ وحدى أنتظر ..





 ولا جدوى من الأنتظار ..





 فقد أنتهى حبى هنا بكلِ أختصار ..





 وتركنى حبيبى على وشك الأحتضار ..





 لم أكن أدرى يا حبيبى أنك ستترك ما حلمتُ به ذات يوم ينهار ..





 وستمضى فى طريقك وتتركنى دون كلمة أعتذار ..





 وإن كان هذا أخر قرار ..





 فأفعل ما تشاء وأهجرنى ؛ فلى قلب يؤمن بحكم الأقدار ..





 ولى رب أسمه المنتقم الجبار ..



 ::



 ظللتُ لأيام لا أدرى كم عددها ، قابعه بحجرتى ، أبكى وأنتحب ، وأرثو حبى لطاهر ، بل وأرثو طاهر نفسه الذى غدوت أكرهه ..





 طاهر الذى لم يكلف نفسه عناء الأتصال بى ليعرف كيف صرتُ بعد ما فعله بى أخر مره ..





 بل ورُبما حذف أسمى من قائمته تماماً ..





 أ هكذا يا طاهر ؟





 أ بعد كل هذا الحب .. وبعد العذاب الذى لاقيته حتى أعترفت لى بحبك ..





 و بعد قلبى الذى تمزق و أنفطر من أجلك ألف مره ..





 و بعد الأيام التى قضيتها أفكر بك ..





 و بعد الليالى التى حرمتنى من النوم فيها ..





 و بعد الأوقات الرائعه التى قضيتها بقربك ، و قضيناها معاً ..





 و بعد كل شئ جميل بيننا ..





 ننتهى هذه النهايه ..





 أ بكل بساطه تخليتُ عنى يا طاهر ..





 بل و نعتنى بأسوأ الكلمات ..





 كم أنت ظالم يا حبيبى !





 أنا لا أستحق منك كل هذا .. فأنا لم أفكر أبداً بهانى .. و لم أحاول أبداً أن أجعله يحبنى .. و الله الحى القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم شاهداً على ما أقول !





 فيارب .. لو أننى كذبتُ بحرف مما قلته الأن ، فأخسف بى الأرض مائه مره ..





 أحرقنى و عذبنى ..





 أنزل علىّ البلاء من كل نوع ، و كل لون ..







 لكنك تعلم أننى لم أكذب بحرف .. و تعرف أننى بريئه مما أتهمنى به طاهر .. و تعرف أيضاً أن طاهر قد ظلمنى ..







 و حسبى الله ونعم الوكيل ..







 ****************

 يتبع ان شاء الله



0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون