₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ .... الحلقة التاسعة والثلاثون

Leave a Comment


بعد أن فرغتُ من تأدية صلاة العصر أرتديتُ ملابسى وأنتظرت حضور هانى ، وقد حضر هانى فى موعده بالضبط ، وسمعت صوت بوق سيارته عند وصوله فأسرعتُ بالذهاب إليه ..





حين وصلتُ إلى سيارة هانى ، ودلفت إليها أنتبهتُ إلى ملك التى تجلس على ساقيه بالسياره ..





فى الحقيقه أسعدنى كثيراً وجودها ، فأمسكتها وأخذتُ أداعبها فأخذت تضحك ، وملأت الأجواء بضحكاتها الجميله ..





ذهبنا إلى شاطئ البحر وجلسنا على المقاعد البلستيكيه ، و كان الجو رائع .. و المياه غايه فى الجمال ، و ملك غايه فى المرح ، و هانى غايه فى اللطف !





أعتقد أننى بدأتُ أتقبل حياتى الجديده وأرضى بها .. بل وأحبها !





" فيم تفكرين ؟ "





قال هانى ذلك ، ونزع عن عينى النظاره السوداء التى كنتُ أضعها بمرح ، فأبتسمت وقلتٌ :



" فى أن الجو رائع اليوم ، والبحر لا يقاوم .. ألا توافقنى فى هذا ؟ "





هانى أبتسم و قال :" طبعاً أوافقكِ .. ورُبما أفكر فى السباحه بشكل جدى ، لو أنكِ ظللت تقولين هذا الكلام. "





قلتُ :" أذن .. أذهب وتمتع بوقتك. "





هانى قال :" ألن يصيبكِ الملل من الجلوس بمفردكِ ؟ "





قلتُ :" كلا .. ثم أننى سأراقبكما وأنتما تسبحان "





هانى قال مُبتسماً :" أذن .. سأذهب لأبدل ملابسى فى غرفة تبديل الملابس ، بينما بدلى أنتِ لملك ملابسها. "





بدلت لملك ملابسها ، وألبستها ثياب البحر ، وحين عاد هانى وضع ساعة يده و محفظته على المنضده ..





ألتقطتُ الساعه و ألقيتُ عليها نظره عن كثب ، و قلتُ لهانى :



" إنها رائعه .. من أين أشتريتها ؟ إنها أصليه أليس كذلك ؟ "





هانى أضطرب ، ولا أدرى لماذا ؟



و قال :" فى الحقيقه .. إنها هديه من .. إحدى أصدقائى .. وهى .. أصليه بالفعل. "





هممتُ بإعادتها على المنضده إلا أنها سقطت من يدى رغماً عنى ، و أرطدمت بأرجل المنضده بعنف ..





أنحنيتُ لألتقطها إلا أن هانى قد سبقنى وألتقطها ، وأخذ يفحصها بعنايه ..





سألته بقلق : " هل كُسرت ؟ "





هانى زفر بضيق وقال بعصبيه : " لقد شُرخ زجاجها .. لماذا أوقعتيها يا ساره ؟ "





عضضتُ على شفتى السفلى و قلتُ : " لم أقصد أن أوقعها .. أنا أسفه . "





هانى قال بحده :" لا تعتذرى ؛ فلن يغير من شئ .. لقد كُسرت و أنتهى الأمر. "





صدمتنى طريقة هانى الحاده ، وتمنيتُ لحظتها لو أن الأرض تنشق و تبتلعنى ، فأطرقتُ برأسى أرضاً فى خجل ..





هانى أعاد الساعه إلى المنضده برفق وعنايه ثم ألتفت إلىّ وقال :



" أنا أسف يا ساره .. لم أقصد أن أكون حاداً .. ولكنكِ لا تعرفين كم أن هذه الساعه عزيزه علىّ. "





رفعتُ بصرى إليه وقلتُ : " أنا فعلاً أسفه. "





هانى أبتسم شبه إبتسامه وقال : " لم يحدث شئ على أى حال. "





هانى قال هذا وحمل ملك ثم توجه نحو البحر ليسبح ، أما أنا فظللتُ لفتره أفكر بما فعله هانى .. ألهذه الدرجه تلك الساعه عزيزه عليه ؟ !





لقد قال أنها هديه من أحد أصدقاؤه .. و لكنى لا أظن أنها مجرد هديه من صديق له .. و لا أدرى لماذا ؟





أفقتُ من شرودى حين رأيت هانى يلوح لى ، فأقتربتُ من الشاطئ قليلاً ، وأخذتُ أراقبه وهو يلهو مع أبنته ..





حين وصلتُ إلى المنزل ، كنتُ مبتهجه على عكس الأمس ، وقد لا حظت إيمان ذلك فسألتنى :



" تبدين مُبتهجه .. هل أستمتعتِ بوقتكِ ؟ "





قلتُ :" جداً .. كان يوماً رائعاً .. كنتُ بالفعل أحتاج إلى نزهه مثل هذه. "





إيمان قالت :" جميل .. أنا مسروره لأنك أستمتعتِ بوقتكِ اليوم. "





وصمتت لبرهه ، وبدا عليها إمارات التردد والخجل ، فقلتُ أحثها على الكلام : " أهناك شيئاً ؟ "





إيمان قالت بعد فتره :" فى الحقيقه .. أمى تريد العوده إلى المنزل. "





قلتُ :" ستعودان إلى منزلكما ؟ "





إيمان قالت :" بلى .. فإن أبى أصابه الملل من الوحده .. هذا غير أنه لا يستطيع تدبر أموره وحده. "





تنهدتُ وقلتُ :" حسناً .. على أى حال كنتُ أعرف أن هذا سيحدث. "







إيمان قالت :" لكننا سنأتى لزيارتك بأستمرار. "





و أبتسمت متابعه :" أتمنى أن تتزوجى من هانى بسرعه كى نطمئن عليكِ. "





قلتُ :" أطمئنا علىّ .. أنا سأكون بخير .. لا تقلقا .. لكن .. ماذا عنكِ ؟ ألم يأن لكِ أن تعودى إلى منزلك ؟ "





إيمان أبتسمت بمراره وقالت :" و هل طلب أحمد منى العوده و أنا رفضت ؟ إنه لا يفكر بعودتى بتاتاً .. يبدو أنه أرتاح لأبتعادى عنه. "





قلتُ بأستهجان :" بعد كل الحب الذى ربط بينكما ، وتفعلان ذلك .. أذن .. ماذا سيفعل بى هانى بعد الزواج ؟ "





إيمان قالت :" الأمر مُختلف يا ساره .. إن أحمد يعتقد أننى لا أستطيع الأنجاب ، ويلقى علىّ باللوم .. "





قلتُ :" ولم لم تذهبى إلى الطبيب سبب تأخر الأنجاب ؟ "





إيمان قالت :" كنتُ أنوى هذا لكن .. أنشغلتُ بمشاكلى مع أحمد فى الفتره السابقه .. لكننى سأذهب إليه غداً. "





فى هذه اللحظه رن جرس الباب ، وحين ذهبتُ لأفتح طالعنى وجه نهله ! !





******************************





تفاجأتُ حين رأيتُ نهله أمامى ، و قلتُ بصوت لا يخلو من الدهشه : " نهله ! أهلاً .. تفضلى. "





نهله دلفت إلى الشقه و تهاوت فوق أقرب مقعد ثم قالت بخجل :



" أسفه ؛ لأننى أتيتُ دون موعد .. حاولتُ الأتصال بكِ كثيراً و لكن كان هاتفكِ مُغلق. "





قلتُ :" لقد كنتُ فى الخارج و نفذ شحن هاتفى. "





و قدمتُ إيمان إلى نهله قائله :



" هذه هى إيمان أبنة خالتى .. أما هذه فهى نهله. "





تصافحتا الأثنتان ، فأستأذنت إيمان منا و دلفت إلى حجرتى ، تاركه لنا حرية الحديث بمفردنا ..





نهله بدت متردده قليلاً .. و بدت كأنها تريد أن تقول شيئاً أو تسأل عن شيئاً ، إلا أنها التزمت الصمت لفتره ..





أعتقد أنها تريد أن تتحدث إلىّ بشأن ما حدث بالأمس .. و فى الحقيقه كان أخر شئ أريد أن أتحدث عنه فى هذه اللحظه بالذات هو ما حدث بالأمس ..





نهله لم تدخل بالموضوع مباشرة ، و قالت ممُهده : " كيف حالك يا ساره ؟ "





قلتُ :" الحمد لله .. أنا بخير .. و أنتِ كيف حالك ؟ و كيف تسير أمور العمل ؟ و ... "





و لم أتم جُملتى ، كنتُ سأسلها عن طاهر ، إلا أننى أنتبهتُ فى أخر لحظه إلى أنه لم يعد من حقى حتى أن أسأل عنه سؤالاً عابراً !





نهله قالت تحثنى على المتابعه : " و ..... ؟ "





قلتُ : " لا شئ. "





نهله هزت كتفيها قائله :" الحمد لله .. أنا بخير .. والعمل أيضاً يسير على ما يرام. "





قلتُ :" هل قمتم بتعيين سكرتيره أخرى ؟ "





نهله هزت رأسها نافيه ثم قالت :



" أظن أن طاهر سيقوم بتعين سكرتيره و محاسب قريباً .. "





قلتُ : " موفقين بإذن الله. "





نهله صمتت لبرهه ثم قالت : " كيف تسير أحوالك مع هانى ؟ "





قلتُ بصوت تعمدتُ أن يكون مرحاً :" بخير .. لقد كنا اليوم فى نزهه لشاطئ البحر ، وكانت ملك بصحبتنا .. كانت نزهه رائعه . "







نهله أبتسمت وقالت :" هانى شاب رائع ، ولديه أبنة فى غاية الجمال .. أنتِ محظوظه يا ساره. "





و صمتت قليلاً ثم قالت وقد رفعت إحدى حاجبيها وأنزلت الأخر بخبث :



" كذلك طاهر .. شاب رائع. "





ها قد بدأنا بالحديث الذى كنتُ أخشاه ، ولا أريد الخوض به الأن ..



قلتُ : " فعلاً. " ثم قلتُ مغيره مجرى الحديث : " كيف حال عابد ؟ "





نهله أبتسمت بخجل وقالت : " إنه بخير .. وهو يبعث إليكِ بسلامه. "





قلتُ : " سلمه الله .. "





نهله لاذت بالصمت لبعض الوقت ، ثم عادت تقول :



" هل لى أن أسألكِ سؤالاً يا ساره ؟ "





أبتلعتُ ريقى بصعوبه ، وقلتُ : " بالتأكيد. "





نهله قالت مباشرة :" لماذا تركتِ طاهر و تزوجت من هانى ؟ "







صدمتنى طريقتها المباشره ، و زادت من أرتباكى ، فقلتُ بعد فتره : " كل شئ نصيب. "





وأيضاً قلتُ مغيره مجرى الحديث :" متى تنويان الزواج أنتِ وعابد ؟ "





نهله قالت : " لم نحدد بعد .. " و صمتت لبرهه ثم عادت تقول : " أنتِ لم تجبيى على سؤالى بعد . "





قلتُ :" بلى .. فعلت .. قلتُ لكِ أن كل شئ نصيب. "





نهله قالت :" لكنكما كنتم قد أتفقتم على كل شئ. "





قلتُ :" بلى .. لكن .. ما حدث هو أن هانى عرض علىّ الزوج بعد ذلك فوافقت. "





نهله قالت بأهتمام :" لكنكِ كنتِ تحبين طاهر .. فلما توافقين على هانى ؟ "





تنهدتُ و قلتُ : " هذا ما حدث. "





نهله حاصرتنى بنظارتها قائله :



" لماذا يا ساره ؟ لابد أن هناك سبباً لهذا. "





بللتُ شفتاى بلسانى ثم قلتُ :



" أرجوكِ يا نهله .. لم يعد هناك جدوى من الحديث عن هذا الأمر. "





نهله قالت :" رُبما .. لكنى أريد أن أعرف السبب .. أنكِ لا تعرفين كيف صار طاهر بعد عقد قرانكما. "





فى هذه اللحظه فقط ، تجرأتُ على السؤال عنه فقلتُ : " كيف حاله ؟ "



ولم أجرؤ على النطق بأسمه !





نهله قالت :" إنه ليس بخير أبداً يا ساره .. "





شعرتُ بخنجر حاد يغرس بقلبى بقوه ، ويمزق نياطه ..



" لقد كان هانى هو أقرب أصدقاؤه يا ساره .. لم يكن سهلاً عليه ما حدث. "





قلتُ بلا تفكير :" أنا لا ذنب لى فيما حدث .. ثم أن هانى لم يكن يعرف أن طاهر يحبنى .. "





نهله سألتنى بأهتمام : " أذن .. لماذا وافقتِ على الزواج منه ؟ "





قلتُ :" لم أوافق عليه فى البدايه .. لقد أرتبكتُ بشده حين عرض علىّ ولم أدرِ ما أقول له .. و .. قلتُ له أن أى فتاه تتمنى الزواج منه و كنتُ أنوى أن أخبره بأننى أحب طاهر لكن . . . "





صمتت لألتقط أنفاسى ، ثم عدتُ أقول :" فى هذه اللحظه دلفتِ أنتِ إلى المكتب و .... توقفنا عن الحديث و .. أعتبر هانى أننى موافقه و أخبر طاهر بهذا. "





نهله كانت تحدق بى فاغره فاها بدهشه ، وحين توفقتُ عن الكلام قالت :



" ولِم لم تخبرين طاهر بهذا ؟ "





أستعدتُ كلمات طاهر لى ذلك اليوم ، فأغلقتُ عينى بمراره ، وحين عدتُ لفتحهما رأيت نهله تحدق بى بفضول ..



قلتُ :" حاولتُ أن أشرح له الأمر لكنه لم يسمح لى بهذا وأخذ يلعننى و يسبنى .. "





نهله عضت على شفتيها قائله :" لكنه معذور يا ساره .. كان يظن أنكِ ... "





أتممتُ لها جُملتها : " كان يظننى أخدعه .. "





نهله قالت : " بلى. "





ران الصمت علينا للحظات ، فكنتُ أول من قطعته حين قلتُ : " و هكذا أنتهى كل شئ. "





نهله قالت :" بل إن هذا يغير كل شئ .. لو عرف طاهر بما قلتيه لى الأن سـ ..... "





قاطعتها قائله : " ومن سيخبره بهذا ؟ "





نهله هتفت :" أنا طبعاً .. إنه يتعذب يا ساره .. لابد أن يعرف بهذا .. و لابد أن تعودا لبعضكما. "





هززتُ رأسى أعتراضاً ، وقلتُ : " لا تخبريه بأى شئ يا نهله. "





نهله رفعت حاجبيها بدهشه وقالت : " لماذا ؟ "





قلتُ :" أننى لم و لن أنسى لطاهر ما فعله .. هذا غير أن هانى ليس لعبه فى أيدينا .. "





نهله قالت :" لكن طاهر يحبك يا ساره. "





قلتُ :" كان هذا زمان .. أما الأن .. لم يعد بقلب أياً منا مشاعر للأخر. "





***********************



كان وداعنا هذا الصباح مؤلماً .. و قد ذرفت ساره الكثير من الدموع لحظة عناقنا الأخير ..





لم أكن أريد أن أترك ساره وحيده بالمنزل ، لكن مهما طال الوقت بنا أو قصر فى النهايه لابد لنا أن نعود إلى منزلنا ..





و بما أن ساره قد تحسنت حالتها فى الفتره الأخيره ، و صارت أكثر تقبلاً للحياه ؛ فقد وجدتُ أنا و أمى أنه الوقت المناسب لرحيلنا ..





ثم أنه قد آن الأوان لأتفرغ لحل مشكلتى مع أحمد ..





وإن كنتُ فيما سبق أفكر بكرامتى ، فإننى الأن صرتُ أفكر بزواجى الذى سيهدمه العناد ..





قبل أن نتوجه إلى المنزل ذهبتُ أنا و أمى إلى إحدى الطبيبات ، وأجريتُ بعض الفحوصات لأعرف إذا كنتُ قادره على الأنجاب أم لا ؟





و طبعاً نتائج التحاليل ستظهر بعد أسبوع ..





أنا خائفه جداً . . و أشعر بالقلق الشديد . . أخشى ألا أكون قادره على الأنجاب فعلاً . .





و لستُ أدرى ماذا سأفعل لو هذا حدث ؟





رجاءً أدعوا لى . .



******************





" إلى أين سنذهب ؟ "





سألت هانى ، فأجاب بأن أشار لى بألا أسأل و قال : " إنها مفاجأه. "





ضحكتُ و قلتُ :" حسناً .. لنرى أين ستكون هذه المفاجأه ؟ "





و دلفتُ إلى السياره ، فأنطلق هانى بالسياره ..



صمتُ لوهله ثم عدتُ أسأله بفضول :



" أتظن أن هذه المفاجأه ستعجبنى ؟ "





هانى أبتسم إبتسامه لطيفه وقال : " أنا واثق من هذا يا حبيبتى. "





أسترخيتُ على المقعد لثوانى ، وأخذتُ أراقب الطرق الغريبه الذى أخذ هانى يسلكها ثم لم ألبث أن أستدرتُ إليه وقلتُ :



" ما هذه الطرق الغريبه ؟ إلى أين نحن ذاهبين ؟ "





هانى أختلس النظر إلىّ وقال مازحاً :



" رُبما أكون سأختطفكِ . "





ضحكتُ و قلتُ :" رجل يختطف زوجته .. أول مره أسمع بهذا الأمر. "





هانى قال :" أسترخى يا حبيبتى .. و لا تفكرى بأى شئ. "





أرحتُ ظهرى على المقعد ، و أسبلتُ جفناى و تركتُ الهواء يعبث بحجابى ..





إلا أننى لم أستطع منع أفكارى من الطيران والتحليق فى السماء كيفما تشاء ..





لقد قضيتُ الليل طوله أفكر فيما قالته لى نهله عن عودتى إلى طاهر ، و بالرغم من أننى لم أحظ إلا بساعات نوم قليله جداً ، فإننى لم أتخذ قراراً بهذا الشأن ..





فإن قراراً مثل هذا لن أستطيع أن أتخذه بسهوله ..





إننى أتوق إلى العوده إلى طاهر ، و قد سامحته على كل شئ قاله ، وعلى كل شئ فعله ..





لكننى برغم هذا لا أستطيع ذلك ؛ لأن هانى ليس له ذنباً فى كل هذا .. و أنا لن أستطيع أن أتخلى عنه بهذه السهوله ، خاصة و أننى تعلقتُ بملك فى الفتره السابقه تعلقاً شديداً ..





أفقت من تأملاتى حينما توقف هانى على جانب الطريق ، وألتفت إلىّ قائلاً : " لقد وصلنا. "





نظرت إلى ما حولى وأنتبهتُ لأول مره للمكان الرائع الذى كنا به ، فقلتُ : " أين نحن ؟ بالجنه ؟ "





هانى أبتسم وقال :" أى مكان تتواجدين به يا حبيبتى يكون جنه . "





تطلعتُ إلى الطريق الرائع الذى أوقف هانى سيارته به ، ونظرتُ إلى الأشجار المليئه بالزهور الورديه الجميله على جانبى الطريق ، و إلى الفلل الأنيقه ، ثم فتحتُ باب السياره وغادرتها ، فقادنى هانى إلى إحدى المطاعم المُطله على شاطئ البحر ، وأنتقى إحدى الطاولات وجلسنا حولها متقابلين .





" هل أعجبكِ المكان ؟ "





قلتُ مُنبهره :



" إنه رائع .. لكن أين نحن ؟ "





هانى قال :" فى الساحل الشمالى .. هل سبق و أتيتِ إلى هنا ؟ "





قلتُ مُبتسمه :" لا .. و لم يخطر ببالى أن أتى إلى هنا فى يوم . "





هانى أبتسم و قال :" من اليوم فصاعدا .. أنا أنوى تعويضكِ عن كل شئ يا حبيبتى .. "





و صمت لبرهه ثم أسترسل قائلاً :" و أكبر مكافأه لى هى هذه الأبتسامه التى أراها تزين ثغرك الأن . "





أخذتُ أنظر إلى هانى ، وأنا عاجزه تماماً عن الرد عليه ..



فأى كلمات تلك التى تكفى لشكره ؟





" ماذا تطلبين يا حبيبتى ؟ "





نظرتُ إلى قائمة الطعام ، ولم أفهم حرفاً مما قرأته بها ..



نظرتُ إلى هانى بحيره و قلتُ :



" ما هذه الأسماء الغريبه ؟ أنا لا أعرف صنفاً واحداً منها. "





هانى أبتسم وقال :" هذا طبيعى ؛ لأن هذا المطعم لا يعد إلا طعاماً إيطالياً .. على كلٍ أنا سأطلب لكِ الطعام على ذوقى . "





أشار هانى للنادل و طلب منه أن يحضر لنا الطعام ، و بعد أن ذهب النادل ، أخرج هانى من جيب سترته علبة مجوهرات أنيقه ومد لى يده بها قائلاً :



" تفضلى يا حبيبتى. "





نظرتُ إلى يد هانى الممدوده لى ، أو بالأدق إلى الساعه التى شرخ زجاجها بالأمس ، والتى لازال هانى يرتديها ..





سألته :" ألازلت ترتدى هذه الساعه بالرغم من شرخها ؟ "





هانى قال : " إننى لا أملك غيرها. "





قلتُ :" و ما حاجتك لها أصلاً ؟ "





هانى قال :" لأعرف الوقت بالطبع . "





قلتُ بحيره :" لكن . . . . الهاتف أيضاً به ساعه . "





هانى قال :" لقد أعتدتُ على أرتدائها على أى حال .. تفضلى . "





نظرتُ إلى العلبه بحيره و قلتُ : " ما هذه ؟ "





هانى أبتسم و قال :" أفتحيها لتعرفى بنفسك . "





فتحتُ العلبه و نظرتُ إلى الخاتم الذهبى الرائع الذى بها ، ثم عدتُ لأنظر إلى هانى قائله :



" أهذا الخاتم لى ؟ "





هانى أومأ برأسه إيجاباً و قال : " طبعاً لكِ . "





سألته بحيره :



" لكن . . . بأى مناسبه ؟ "





هانى ألتقط العلبه منى ، و أخرج الخاتم منها ، ثم أمسك بيدى وألبسنى أياه ثم قبل يدى قائلاً :



" بمناسبة أننى لدى أجمل زوجة على الأطلاق . . ألا تكفى هذه المناسبه ؟ "





****************



أتفقتُ أنا و إيمان أن نذهب اليوم للتسوق .. و حين أتصلتُ بهانى و أخبرته بهذا ، لم يمانع ..





و فى المساء ذهبتُ بصحبة إيمان و زينه إلى إحدى المجمعات .. و أشتريتُ الكثير من الأشياء، لدرجة أن يدى قد ألمتنى من كثرة الأكياس التى كنتُ أحملها ..





كنا نهم بالأنصراف حين توقفت إيمان أمام واجهة إحدى المحلات بتردد ..





قلتُ لها :



" يكفى ما أشتريناه اليوم .. دعينا نعود الأن. "







إيمان نظرت إلىّ بتوسل وقالت : " أريد أن أشترى شيئاً بسرعه . "







تنهدتُ و قلتُ : " حسناً. "







حين دلفنا إلى المحل لفتت نظرى إحدى الساعات الأنيقه الرجوليه ، وقررتُ شراءها من أجل هانى ، كما أشترت إيمان إحدى الساعات الأنيقه لزوجها ، ثم مررتُ على خالتى بعد ذلك وطلبتُ منها أن تأتى غداً إلى منزلى ؛ لأننى أريد أن أدعو هانى لتناول طعام العشاء معى ، و بطبيعة الحال لا أستطيع أستقباله و أنا وحدى بالمنزل ..





و فى مساء اليوم التالى أتت خالتى كما وعدتنى ، و كنتُ قد أعددتُ أصنافاً رائعه ، وحين وصل هانى تناولنا وجبتنا معاً ، ثم دلفنا إلى حجرة الصالون لنتناول الشاى و الحلوى التى أعددتها ..





هانى ألتقط قطعة حلوى و قال :





" أمممم .. لذيذه جداً .. لا تقولين أنكِ من أعددتها ؛ لأننى لن أصدقك . "







قلتُ :



" لكنى من أعددتها بالفعل . "





هانى قال :



" أنتِ طاهيه ممتازه يا ساره .. أظن أننى حين نتزوج ، وأكل من هذه الأصناف الرائعه التى تعددينها ، سأصبح مثل البالون . "





مجرد أن يذكر هانى زواجنا المحتوم ، أشعر بلسعة كهرباء تسرى بجسدى كله ..





نهضتُ من مكانى و أستأذنت من هانى بحجة تفقد خالتى ، لكنى فى الحقيقه غادرتُ الحجره لسببان .. أولاً هو أننى كنتُ أريد الهروب من فكرة الزواج الذى أخشى أن يطرحها علىّ بجديه .. و ثانياً لأننى أريد جلب الهديه لأقدمها له ..





ذهبتُ إلى حجرتى و أحضرتُ الساعه ، ثم عدتُ إلى حجرة الصالون ..





كان هانى يتحدث بالهاتف حين دلفت إلى الحجره ، فظللتُ واقفه بمكانى حتى أنهى هانى المخابره ، وحينئذ نظر إلىّ و قال :





" تعالى و أجلسى بجانبى . "





أقتربت منه بخطوات بطيئه و مرتبكه ، و حين اصبحتُ أمامه مددتُ يدى له بالعلبه التى تحوى الساعه و قلتُ بخجل :





" لأننى كسرتُ لك الساعه .. فقد أشتريتُ لك ساعه أخرى .. "





هانى ألتقط علبة الساعه و فتحها ، و أخذ ينظر إلى الساعه ، قبل أن يخرجها من العلبه ويدقق النظر إليها ..





قلتُ :



" إنها ليست أصليه مثل ساعتك القديمه .. "







هانى رفع بصره إلىّ و أبتسم بخجل ، ثم قال :





" لكنها جميله .. لم أكن أدرى أن لكِ ذوق رائع هكذا .. شكراً لك . "







و ببساطه أعادها إلى العلبه ..





قلتُ بخيبة أمل : " ألن ترتديها ؟ "







هانى سألنى بتردد : " هل أرتديها الأن ؟ "







قلتُ :



" بلى .. و أنزع هذه . "







هانى بدا متردداً لثوانى قبل أن ينزع الساعه ، و قبل أن يمد يده ليلتقط الساعه الجديده مددتُ يدى و ألتقطتها ثم ألبسته أياها بنفسى ..





قلتُ :



" لا تنزعها من يدك أبداً. "





هانى نظر إلىّ وأبتسم ، فقلتُ وأنا أرفع أصبعى أمام وجهه أحذره :





" حذار أن أرى يدك خاليه منها. "







هانى ضحك و أنحنى نصف أنحاءه قائلاً : " أمركِ سيدتى. "





ثم أمسك بالساعه القديمه ووضعها بالعلبه بحرص و عنايه !





كم يتملكنى الفضول لمعرفه سر هذه الساعه .. و من الذى أهداه أياها ؟





لقد قال أنه صديق له .. ولكن من هذا الصديق ؟ أيعقل أن يكون طاهر ؟





لا .. طبعاً ليس هو من أهداه أياها ..





" بماذا تفكرين يا حبيبتى ؟ "







نظرتُ إلى هانى و تنهدتُ قائله : " لا شئ . "







هانى أخذ يداعب وجنتى قائلاً :





" بل كنتِ تفكرين بشئ .. أعترفى .. لا فائده من الأنكار .. التهمه ثابته عليكِ و عقوبتها الأعدام . "







ضحكتُ و قلتُ :



" أتعتبر التفكير جريمه عقوبتها الأعدام ؟ يا لك من قاضى ظالم ! "







هانى قال :



" من قال أننى أقصد التفكير ؟ إننى أقصد جريمه أبشع . "

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون