₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ .... الحلقة الثامنة والثلاثون

Leave a Comment





كما أننى أنوى أن أبدأ بالنظر إلى هانى بمنظار أخر .. فهو خطيبى الذى يحبنى ويغار علىّ و هو أيضاً الذى دافع عن بالأمس ..





أما طاهر فقد تخلى عنى حين لجأتُ إليه ، وقد نعتنى بأسوأ الصفات والكلمات و رفض أن ينصت لى و يسمعنى ..





برأيكم .. بعد كل ما ذكرته الأن .. أياً منهما يستحق أن أمضى معه حياتى ؟ !

 
أقترحتُ على عمرو اليوم أن نذهب لتناول البيتزا فى الخارج ؛ فأنا منذ فتره طويله جداً لم أتناول البيتزا بالخارج ..





و طبعاً لأننى كنتُ لا أزال أسير ذكرياتى مع ساره ؛ فقد توجهتُ مباشرة نحو ذلك المطعم الذى ذهبنا إليه ذلك اليوم ..





أتذكرون هذا اليوم ؟





كم كان يوماً رائعاً ! ليته يعود !





ليتنى حين أذهب أجد ساره جالسه على نفس الطاوله التى كنا نجلس عليها وقتها .. و حين تبدأ بالبحث عن مرآتها أخبرها بأنها جميله ، بل بأنها أجمل فتاه على الأطلاق !





ليتكِ تعودين يا ساره !





كان للمطعم واجهه زجاجيه من الخارج نستطيع أن نرى من يجلس بالداخل ، وكم كانت دهشتى حين رأيتُ ساره وهى تجلس برفقه هانى !







فى البدايه ظننتُ أننى أحلم ، إلا أن رؤيتها و هى تطعم هانى البيتزا بيدها ، جعلتنى أشعر بوخز قوى بقلبى ، و أضرمت النار بداخل صدرى ، و جعلتنى كالبركان الذى سينفجر فى أى لحظه ، كما أنها جعلتنى أتأكد من أننى لا أحلم !









كنتُ على وشك ان أحطم الواجهه الزجاجيه للمطعم ، و أحول المطعم بأكمله إلى فتات ، ثم أمُسك بهانى و أوسعه ضرباً ، إلا أننى فى النهايه لم أملك إلا أن أكتم غيظى و أسير بخطى ثقيله نحو المطعم ، بينما تولى عمرو أغلاق نوافذ السياره وأبوابها ..





*************************





أنتهى هانى من تناول طعامه وذهب إلى المرحاض ، فيما هممتُ أنا بمغادرة المطعم ، و أنتظاره بالسياره ..





حين وصلتُ إلى الباب ، أصطدمتُ بجسد مفتول العضلات فظللتُ واقفه فى مكانى للحظات دون أن أرفع بصرى إلى ذلك الشخص الذى أصطدمتُ به و أنتظرت أن يتنحى هذا الشخص جانباً ليمكننى مواصلة طريقى ..





لكن ذلك الشخص لم يحرك ساكناً بل ولم يبد عليه أنه عازم على التنحى جانباً فما كان منى سوى أن رفعتُ بصرى إليه وقلتُ :



"بعد أذنـــ . . . . ."





لم أتم جُملتى حينما أصطدمت نظراتى بتلك العينان اللتان تقحدان شرراً قبل يقول صاحبهما بسخريه لاذعه :



" مفاجأه غير متوقعه .. أليس كذلك ؟ "





***************



" مفاجأه غير متوقعه .. أليس كذلك ؟ "





أطلقتُ شهقة ذعر رغماً عنى و تراجعتُ إلى الخلف عدة خطوات مصعوقه ، بل و كدت أعدو مبتعده عنه بأقصى سرعه و أذهب إلى هانى ، لكن يد طاهر ردعتنى عن ذلك حين قبضت على رسغى الأيسر بقوه قبل أن يديرنى لأواجهه متابعاً بصوت أجش :





" لكن . . . لا تنكرين أنها مفاجأه جميله يا حبيبتى. "





تملصتُ من نظراته و عبثاً حاولتُ جاهده أن أفلت يدى من قبضته الفولاذيه ..





" أنا واثق أنكِ قد أشتقتِ إلىّ خلال الفتره الماضيه. "





قال طاهر ذلك و أعقب جُملته بضحكه ساخره أنطلقت من حلقه فجأه و أتت فى غير موقعها ، ثم أستطرد قائلاً بصوت أجش :



" و الدليل على هذا .. هو ما شاهدته منذ لحظات. "





رفعتُ بصرى إليه فى حيره و أضطراب و سألته بتردد :



" ماذا .. ماذا تقصد ؟ "





طاهر أبتسم بسخريه وقال بصرامه :



" أقصد أطعامكِ لهانى بيديكِ .. "





وأتسعت أبتسامته أكثر و قال :



" كم كان مشهداً رائعاً ! لقد أديتِ دورك ببراعه هذه المره أيضاً. "





وتلاشت إبتسامته تماماً وحل محلها أستياء وغضب بلا حدود ، ثم قال :



" لكن . . . برغم براعتك فى التمثيل .. كان هذا المشهد يدعو للتقيؤ بالفعل. "





وضاقت عيناه بغضب ، ثم أسترسل قائلاً بغضب :



" أنت مخادعه كبيره يا ساره. "





بدأت الدماء تغلى فى عروقى و أنا أسمعه يقول لى هذا الكلام ، فصرختُ به قائله :" أطعمه بيدى أو يطعمنى بيده .. هذا ليس من شأنك بتاتاً .. فهو زوجى و أنا زوجته ، و لا أظن أنك نسيت هذا بهذه السرعه. "







أتانى صوته قاسياً وهو يقول :



" لم أنس هذا طبعاً .. يبدو أنكِ أنتِ التى نسيتِ أننى كنتُ إحدى الشاهدين على العقد . "





قلتُ بحده :" دع يدى يا طاهر .. ودعنى أمضى بسلام أفضل لك . "





طاهر رفع حاجبيه بدهشه وقال : " أ أعتبر هذا تهديداً ؟ ! "







قلتُ بعصبيه و أنا أحاول إفلات يدى من قبضته القويه :



" اعتبره كما تشاء .. أترك يدى حالاً. "





أزاداد ضغطه على يدى أكثر ، و قال :



" هيا .. أكشفى ما كان مستوراً .. أنزعى القناع عن وجهكِ الأن وأظهرى على حقيقتك ِاللعينه ! كم كنتُ مخدوع فيكِ ! "





لم أحتمل كلامه المؤلم ، وكذلك قبضته على يدى ، فبدأت دموعى تتساقط على وجنتاى و قلتُ له بتوسل :



" أترك يدى و دعنى أذهب .. آه .. أنك تؤلمنى يا طاهر. "





خفف طاهر قبضته على يدى و قال و قد تجلى الحزن على وجهه :



" كذلك خيانتكِ .. ألمتنى كثيراً .. أكثر مما تؤلمكِ يدى الأن .. أكثر بكثير . "







أحنيتُ رأسى نحو الأرض وقلتُ :



" أخبرتك مراراً أننى لم أخنك .. أنت الذى تأبى أن تفهم أى شئ . "







طاهر صرخ بى قائلاً :



" الأمر لا يحتاج لذكاء خارق لكى أفهمه .. لقد تركتينى و تزوجتِ من أقرب صديق لى .. دون أن تبالى بأى شئ .. "







تلفتُّ حولى فوجدتُ الناس يحدقون بنا ، فعدتُ لأنظر إلى طاهر و قلتُ له :



" دعنى أنصرف يا طاهر .. لا داعى للجدال الآن .. لقد إنتهى كل شئ. "







قبض طاهر على رسغى الأيمن والأيسر معاً و قال بأنفعال :



" هكذا وبمنتهى البساطه تقولين أن كل شئ قد أنتهى .. وكأن شيئاً لم يكن .. ألا تعرفين ما فعلتيه بى ؟ لقد دمرتينى . "





كلماته أستفزتنى كثيراً ، ألم يكن كل شئ بيده ؟



قلتُ ثائره :



" لقد أخبرتك بأننى مستعده لأن أتخلى عن كل شئ لأجلك ، وأنت من تخليت عنى. "







أزداد ضغط طاهر على يدى أكثر وأكثر وقال بصوت جهورى :



" كان هذا قبل عقد قرانكما بساعه واحده .. هل تظنين أننى كنتُ لأحطم قلب أقرب صديق إلىّ بهذه الطريقه ؟ أنا لستُ خائناً مثلكِ يا ساره. "







قلتُ بأنفعال :



" لقد خذلتنى .. لقد أضعت بفعلتك هذه أخر فرصه لنا معاً .. "







أطال طاهر النظر إلىّ ثم قال بجمود :



" و لو عاد الزمن إلى الخلف كنتُ سأخذلكِ أيضاً ؛ لأننى بكل بساطه . . . لم أعد أريدك. "





أنهى طاهر جُملته ونظر إلىّ بأحتقار شديد ، ثم حرر يدى من قبضته بحركه عنيفه وولانى ظهره وهم بالأنصراف ..



و من حيث لا أدرى ظهر هانى فجأه وقبض على كتف طاهر من الخلف قائلاً بصوت جهورى صارم :





" إلى أين تظن نفسك ذاهباً يا طاهر ؟ "





أستدار طاهر نحو هانى فهوى هذا الأخير على فكه بسيل متواصل من اللكمات أطاحت به مترين إلى الخلف جعلته يرتطم بالحائط بعنف ، و جعلت الدماء تندفع من أنفه بغزاره ، إلا أن هذا لم يوقف هانى الذى أنقض على طاهر و أمسكه من ياقة قميصه ، و رفع يده أستعداداً لأن يسدد له المزيد من اللكمات ..





أنتزعتُ نفسى من دهشتى و أندفعتُ نحوهما لأفض الأشتباك بينهما ، إلا أن هانى رمقنى بنظره حاده جمدتنى فى مكانى ..





و فى هذه اللحظه سدد طاهر ركله بركبته إلى معدة هانى ، و تلتها عدة ركلات فى معدته و لكمات فى فكه ، و أشتبكا الأثنان فى عراك عنيف ..





تدخل العاملون فى المطعم لفض الأشتباك ، كما تدخل شقيق طاهر الذى دلف إلى المطعم لتوه ، فأبتعد كلاً منهما عن الأخر و أخذا يرمقان بعضهما بنظرات متوعده ..



هانى أقترب منى و وضع زراعه حولى و سألنى بقلق :



" أ أنتِ بخير ؟ "





لم أكن أدرى حقاً هل كنتُ بخير أم لا ؟ إلا أننى قلتُ ونظراتى مُسمره على طاهر :



" بلى .. "





هنا صوب هانى نظراته نحو طاهر وصاح به قائلاً بصرامه :



" إذا أقتربت من زوجتى مره ثانيه فسوف لن أكتفى بضربك .. أفهمت ؟ "





قال هانى هذا و قادنى نحو الباب لنغادر ..





أستقلينا السياره وأنطلقنا عائدين إلى المنزل ، و فى منتصف الطريق توقف هانى على جانب الطريق ، و نزل من سيارته مُسرعاً وأخذ يتقيأ ..





أنتابنى القلق عليه ، فنزلتُ من السياره لأتفقده حامله معى زجاجة مياه معدنيه وجدتها بالسياره ، و أنتظرتُ حتى أنتهى من نوبة التقيؤ الحاده فناولته الزجاجه ، فشرب ما بها دفعه واحده ..



سألته بقلق : " أ أنت بخير ؟ "





هانى أجاب أقتضاب : " بلى. "





و هم بالعوده إلى السياره ، إلا أننى عدتُ أقول :



" دعنا نذهب إلى المستشفى . "





هانى قال بحده : " كلا . "





ودلف إلى السياره ، فدلفتُ بدورى إليها ، و قلتُ :



" متأكد أنك بخير ؟ "





هانى قال بخشونه :



" أنا بخير يا ساره .. لا تقلقى . "





قلتُ :" أذن .. لماذا كنت تتقيأ ؟ "







هانى ضرب عجلة القياده بقبضته بعنف وغيظ ، ثم قال بأنفعال :



" اللعين ضربنى بمعدتى .. "





و ألتفت إلىّ قائلاً و عيناه تضيقان من شدة غضبه :



" ماذا كان يقول لكِ ؟ "





لم أشأ أن أزيد الأمر تعقيداً ، فقلتُ بسرعه :



" لم يقل شيئاً .. كان فقط .. أمممم .. يسأل عن حالى . "





هانى نظر إلىّ متشككاً ، فقلتُ مؤكده :



" لم يقل شيئاً بالفعل .. "





هانى نظر إلىّ غير مصدقاً أيضاً ، و قال ثائراً :



" إذا كان قد أذاكِ بشكل أو بأخر فأخبرينى و أنا سأخذ لك حقكِ من عينه .. بل سأقتلع لكِ عينيه من محجريهما . "





قلتُ بسرعه :" لا .. لم يفعل .. ثم أنك أوسعته ضرباً .. يكفى ما لاقاه على يدك اليوم . "





هانى تنهد بقوه ثم أنطلق بسيارته و طوال الطريق لم ينطق أحدنا بكلمه واحده و حين وصلنا إلى المنزل أوقف هانى سيارته على جانب الطريق ، ففتحتُ الباب المجاور لمقعدى وهممتُ بمغادرة السياره ، إلا أن هانى أستوقفنى حين أمسك بيدى فجأه !





ألتفتتُ إليه متسائله ، فأذا به يرفع يدى إلى شفتيه ويقبلها برقه قائلاً :



" أنا أحبكِ كثيراً يا ساره و مُستعد لأن أفعل أى شئ من أجلك . "





أرتبكتُ كثيراً ، ولم أعرف بماذا أرد عليه ؟





إلا أن هانى سرعان ما لاحظ أرتباكى فقال :



" لا أنتظر منكِ رداً على أى حال .. تصبحين على خير. "





قلتُ : " وأنت بخير. "





و سحبت يدى من بين يديه برفق ، ثم غادرتُ السياره و صعدتُ إلى المنزل ..





************************





كانت للكمات هانى كدمات واضحه بوجهى ، توحى لمن يرانى بأننى تلقيتُ ضرباً مُبرحاً ، و كذلك جرح أنفى جرحاً بسيطاً ، رغم أن الدماء التى أندفعت من الجرح كانت غزيره ، إلا أنها لا تقارن بالدماء التى نزفها قلبى ألماً و حسرةً على صداقتى بهانى ، والتى أنتهت هذه النهايه ..





و ألماً و حسرةً أيضاً على حبيتى التى أصبحت زوجه لصديقى !





من نظرات هانى لى اليوم أستطعتُ أن أشعر بمدى الكره الذى أصبح يكنه لى ، وهذا أكثر ما ألمنى اليوم !





عمرو تفاجأ حين دلف إلى المطعم ووجدنى أتعارك مع هانى .. و حين فُض الأشتباك أنصرفتُ أنا و عمرو عائدين إلى المنزل .. وهناك أمطرنى عمرو بالكثير من الأسئله ..





و كلما أجبت على أسئلته كلما أزدادت حيرته ، و كلما بدا الأمر غامضاً بالنسبة له ، إلا أنه بالنهايه قال لى أنه يجب علىّ أن أنسى ساره تماماً ، وكذلك هانى !





ولكن هذا ليس سهلاً كما يتصور عمرو ، أو كما تتصورن أنتم ..





إن ساره هى حبيبة قلبى ! وهانى هو صديق عُمرى برغم كل شئ ! فكيف علىّ أن أنساهما معاً بكل بساطه ؟





لو أن ساره تركتنى وبقى لى هانى ، أو أن هانى تركنى وبقيت لى ساره ، لخفف هذا من مرارة الواقع الأليم !





لكنهما ذهبا معاً ، وتركانى وحيداً ، أحيا على ما تبقى بذاكرتى من ذكريات سعيده أو رُبما أليمه !





***********************





حين رأيت طاهر وهو يقف مع ساره جن جنونى ، وأشتعلت نيران الغضب بصدرى ، وتلاعبت مئات الشياطين برأسى وجعلتنى أنهال على طاهر باللكمات المؤلمه المُهلكه ..







وأفرغ كل الغضب الذى كتمته بصدرى - منذ أن سمعتُ نهله وهى تتحدث إلى طاهر - فى هذه اللحظه ، و بأعز صديق لدى !







طاهر أيضاً سدد لى ضربات ألمتنى كثيراً ، وترك بوجهى كدمات حمراء مؤلمه .. وأثراً عميقاً بقلبى لا يمحى ..







حين تدخل الناس - و منهم عمرو شقيق طاهر - لفك الأشتباك قررتُ أن أكتفى بما لاقاه طاهر على يدى من ضرب مؤلم ، وغادرتُ المطعم أنا و ساره ..







حين وصلتُ إلى منزل ساره أوقفتُ السياره على جانب الطريق وتحدثتُ إلى ساره قليلاً ، و أخبرتها لأول مره بأننى أحبها ..









و هذه هى الحقيقه بالفعل .. فحين رأيتها وهى تقف مع طاهر أشتعلت نيران الغيره فى أعماقى ، و وددتُ لو أنسف طاهر نسفاً و أمحوه من على وجه الكره الأرضيه تماماً !







حين أخبرتُ ساره بحبى لها أرتبكت كثيراً ، ولم ترد ..







و لولا أننى كنتُ أعرف بشأن حبها لطاهر لكنتُ ترجمت رد فعلها هذا على أنه خجل .. و لكننى أعلم أنه ليس الخجل ..







فمن نظرات ساره اليوم لطاهر أستطعتُ أن أدرك أن ساره لا تزال تحب طاهر !







و قد صممتُ على أن أجعل مشاعر ساره تتجه نحوى أنا ، و أنا فقط ..







فأنا زوجها الذى يحبها ، و يسعى لأرضاؤها بشتى الطرق ..







أما طاهر ؛ فهو الماضى الذى يجب نسيانه تماماً ..





*****************





منذ يوم عقد قران ساره على هاني ، و بعد أن ترك هانى العمل معنا ، تحول طاهر إلى رجلاً أخر لا أعرفه ولا أفهمه إطلاقاً ..





فصار حزيناً ، صامتاً معظم الوقت ، لا يبتسم أبداً ، وإن صادف و رأيته يبتسم أرى إبتسامته حزينه ممزوجه بالأسى ، كما أنه قد أطلق لحيته بعض الشئ ولم يعد يهتم بحلاقتها كما كان معتاداً ، بل و أيضاً فقد الكثير من وزنه ، و صار غارقاً فى العمل صباحاً ومساءً ، و أعتقد أن ترك هانى المفاجئ للعمل جعل أمور العمل تتكدس على عاتق طاهر ، لكننى لا أظن أن هذا هو السبب فقط ..





أعتقد أن طاهر يتعمد أن يغرق نفسه فى العمل ظناً منه أن هذا سينسيه حبه لساره ..





واليوم .. حين رأيت طاهر فى الصباح ، وجدتُ بعض الكدمات الحمراء بوجهه ، والتى توحى بأنه قد تعرض لضرب مُبرح !





و حين سألته عمن فعل به هذا ، أخبرنى بأنه قابل هانى وساره بإحدى المطاعم ، وبأنهما تعاركا وأشتبكا بالأيدى ، وبأن هانى بدوره لا يخلو من الكدمات !





لم أكن أدرى أن الأمر قد وصل بهما إلى هذا الحد ! فقد كنتُ أظن أن هانى لن يلبث أن يعرف أنه ليس لطاهر ذنباً بكل هذا ، وأنما الذنب ذنب ساره التى أعطت الوعود لطاهر ، وأوهمته بأنها تحبه ، ثم تزوجت منه بدون أسباب !





فى الحقيقه أننى مازلتُ لا أصدق أن ساره قد تفعل شيئاً مثل هذا .. وقد أوضحت لطاهر عن هذا فى إحدى المرات وأخبرته بأنها لابد أن يكون لديها سبباً قوياً و مُقنعاً لأن تفعل ما فعلته ، إلا أن طاهر قال لى فى النهايه أن هذا لن يغير شيئاً ، وبأن الأمر قد أنتهى تماماً !







لكنى وبرغم هذا ، مازلتُ أريد أن أفهم الأمر ، ومن ساره نفسها ..





أما عن عابد .. فأريد أن أخبركم بأنه قد بدأ ينسينى حب طاهر الذى كنتُ أظن أنه سيظل بقلبى إلى الأبد ..





وأظن أننى .. بدأتُ أحب عابد .. فهو شاب رائع ، و ثرى ، و أى فتاه تتمنى أن ترتبط به ..





هذا غير أنه يحبنى بجنون ..





و أعتقد أننا سنتزوج قريباً .. أدعو لنا ..

تفاجأتُ باليوم التالى حين أتصل بى هانى وعرض علىّ أن نذهب معاً فى نزهه ؛ فقد كنتُ



أظن أنه لازال متأثراً بما حدث بالأمس ، لكنه على ما يبدو أنه لا يكترث إلى الأمر برمته ..





لم أملك الرفض حتى لا يأخذ هانى رفضى بمعنى أخر ، و أتفقنا على أن يمر هانى علىّ بعد العصر اليوم ..





بدأتُ فى الترتيب لنزهة اليوم ، بأن أعددتُ لنا سلة طعام تحوى شطائر الجبن المقلى الذى أحبه ، و شطائر الهمبورجر التى يحبها هانى ، بالأضافه إلى علب العصير وثمار الفاكهه ..





و قد كنتُ أنوى أن أتجاهل كل ما حدث بالأمس .. و أنسى طاهر الذى لم يتسبب وجوده بحياتى إلا بالمزيد من التعاسه والألم .. بل و أن أمحو كل أثراً سيئاً تركه طاهر بنفسى ..



0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون