ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ........ الحلقة الرابعة والعشرون

Leave a Comment


بعدما أنصرفت ساره ظللتُ أحدق فى الباقه للحظات..



تُرى من أرسل لى هذه الباقه الرائعه؟



أيكون طاهر؟ هل تظنون أنه هو؟



لا يوجد سوى طريقه واحده لمعرفة إجابه هذا السؤال ، ألا وهى قراءة البطاقه المرفقه..




أمسكتُ الباقه وتناولتُ بالبطاقه وقرأتُ ما بها..




"أجمل باقه ، لأجمل فتاه.. الأمضاء: عابـــد"




أذن.. ليس طاهر هو من أرسلها ، إنما عابد..




وضعتُ الباقه والبطاقه على سطح المكتب متأففه ، ونظرتُ إليها بخيبة أمل..



لقد أنتعش الأمل بقلبى للحظات ، ولم يلبث أن مات فى مهده..



ليته كان طاهر هو من أرسلها!




عُدتُ لأمسك بالبطاقه من جديد وقرأتُ ما بها من جديد..




"أجمل باقه لأجمل فتاه."



مجنون هذا العابد بلا شك!!



تركتُ إبتسامتى تطفو على شفتاى ، وأمسكتُ الباقه وقربتها من أنفى ، فتخللت رائحتها الجميله إلى أنفى..




يبدو أن عابد هذا لديه ذوق رائع.. كم أعشق هذه الورود الحمراء!




أرتفع صوت طرقات على باب حجرتى ..




توقعتُ أن تكون ساره ، فخبأتُ البطاقه وقلتُ: "أدخل."




فُتح الباب ودخل طاهر إلى حجرتى ثم تهاوى على أقرب مقعد..




"أهلاً يا طاهر."




طاهر نظر إلى الباقه بيدى وقال: "ما هذه الباقه الجميله؟"




قبضتُ بيدى على الباقه وكأننى بهذا سأخفيها عن أنظاره ، وقلتُ: "إنها.. لقد أهدتها لى إحدى صديقاتى."




نظر طاهر إلىّ بشك وقال بخبث: "ومن تلك الصديقه التى تهدى لصديقتها باقة من الورود؟"




قلتُ كاذبه: "إنها.. ليلى ؛ فهى تملك محل ورود."




أبتسم طاهر وقال بغموض: "هكذا أذن."




قلتُ: "إذا كانت الباقه تُعجبك فتفضلها."




قال: "شكراً.. لم أتى إلى هنا لأستولى على الباقه ، أنما أتيتُ لأتحدث معكِ بشأن هذا الملف."




نظرتُ إلى الملف ، ثم عدتُ لأنظر إليه وقلتُ: "وماذا به؟"




قال: "إنه ملئ بالأخطاء.. يبدو أنكِ كنتُ شارده بينما كنتِ تكتبينه."




تناولتُ الملف منه وقلتُ: "حقاً؟ أذن.. سأراجعه."




طاهر قال: "ولماذا؟"




قلتُ: "لأنك تقول أنه ملئ بالأخطاء."




طاهر قال: "كلا.. أقصد.. لماذا كنتِ شارده؟"




تلعثمتُ وقلتُ: "لستُ أدرى."




طاهر نظر إلىّ ملياً وقال: "أنت لا تعجبينى هذه الأيام يا نهله."




ومنذ متى أعجبتك يا طاهر؟



قلتُ: "ولماذا؟"




قال: "أصبحتِ أنطوائيه جداً.. ولم أعد أراكِ إلا مصادفه."




سألته بشك: "وهل يهمك أن ترانى؟"




طاهر قال بجديه: "طبعاً يهمنى أن أراكِ يا نهله."




نظرتُ إلى طاهر غير مصدقه.. أخيراً قال لى كلام يُثلج القلب..



"ألستِ أبنة خالى يا نهله؟"



ضحكتُ بمراره وقلتُ: "فعلاً.. معك حق.. على أى حال أنا لستُ أنطوائيه يا طاهر.. فقط اريد أن ترتاح منى.. أليس هذا ما كنت تريده؟"



طاهر قال: "طبعاً لا.. يهمنى أن تكونى سعيده قبل أى شئ."



قلتُ: "السعاده لن تعرف طريقها إلى قلبى أبداً.. أبداً.." وأكملتُ فى نفسى: "طلما أنت بقلبى يا طاهر."


****************


"السعاده لن تعرف طريقها إلى أبداً.. أبداً.."



كلمات نهله أثرت بى كثيراً ، وجعلتنى أشعر بأن الذنب ذنبى ؛ فهى وإن كانت قد أخطأت يوماً ما ، فقد ندمت على ذلك وما كان علىّ أن أضع حبل المشنقه حول عنقها ، فكلنا بشر وكلنا خطائين..



لكن لولا ظهور ساره بحياتى رُبما كنتُ عدتُ إليها..



مسكينه نهله..



قاطع تأملاتى صوت طرقات على باب حجرتى ، فقلتُ: "أدخل."



فُتح الباب ودخلت ساره إلى الحجره..



"الساعة الأن الخامسه.. ألن ننصرف؟ تعرف أن لدى موعداً مع الطبيب."




نظرتُ إلى ساعة يدى وقلتُ: "آه.. بلى.. طبعاً سننصرف.. لكن ماذا عن نهله وهانى؟"




ساره قالت: "طبعاً نهله سترفض كعادتها أن تقوم بتوصيلها.. أما هانى فلا أدرى إذا كان سينصرف الأن أم لا؟"




قلتُ: "أذن.. فلنذهب إليه."




أتجهنا نحو حجرة هانى ، بينما ظلت ساره بالخارج ، وأخبرنى هانى أنه سيظل قليلاً فى المكتب ، فأنصرفتُ أنا وساره ، وأستقليتُ سيارتى فى طريق العوده ، وساره كالعاده تجلس بجانبى..




"ما بكِ يا طاهر؟ لماذا تبدو حزيناً؟!"




سألتنى ساره ، فألقيتُ نظره عابره عليها وقلتُ: "ومن قال أننى حزيناً؟"




ساره قالت مازحه: "عيناك أخبرتنى بذلك.."




أبتسمتُ وقلتُ: "أذن فقد خدعتكِ عيناى حين أخبرتكِ بذلك."




هزت ساره رأسها نافيه ثم قالت: "بل أنت من تخدعنى.."




قلتُ: "لكن..."




قاطعتنى ساره قائله: "لكنك لا تثق بى.."




قلتُ: "كيف لا أثق بكِ؟"




قالت: "لأنك لا تخبرنى عما يحزنك.. رغم أننى سأسدى لك نصيحه تفيدك.."




أوقفتُ السياره على جانب الطريق وألتفتتُ إليها قائلاً: "طبعاً أثق بكِ يا ساره."




ساره قالت بإصرار: "أذن.. أخبرنى عما يحزنك."




تنهدتُ وقلتُ: "ما يحزننى هى نهله."




ساره نظرت إلىّ نظره لم أفهمها وقالت بجديه: "هل عادت تلاحقك من جديد؟"




قلتُ: "كلا.. لا.."




قالت: "أذن.. ما الأمر؟"




قلتُ: "ألا تلاحظين كم أصبحت إنطوائيه؟"




ساره ظلت صامته للحظات وقالت: "ألاحظ.. ولكن.. لم أفهم بعد ما يحزنك."




قلتُ: "ضميرى يؤلمنى لأننى السبب فى هذا."




ساره ومضت عيناها ، ثم قالت: "لا تخف عليها.. إنها ليست مقهوره عليك.. فلديها من ينسيها همومهـ............." !!




بدا لى أن ساره أنتبهت فجأه لما تقوله ، فبترت جُملتها ، وطأطأت برأسها أرضاً..




نظرتُ إليها بتمعن وقلتُ: "ماذا تقصدين؟"




ساره قالت بسرعه: "لا أقصد أى شئ.. فقط أقصد أنها.. أنها.. آه.. لا تبدو حزينه.. وأنها فقدت الأمل فى عودتكما ورضيت بهذا الأمر."




لم أصدق حرفاً مما قالته ، فنظرتُ إليها فى شك ، وتمنيتُ لو أسبر أغوارها ، وأعرف ما كانت تنوى أن تقوله ، على الأقل لأطمئن إلى أن نهله لم تعد تفكر بى..




قلتُ: "إذا كنتِ تعرفين شيئاً عن نهله فرجاءً أخبرينى به."




ساره قالت نافيه بسرعه: "كلا.. لا.. لا أعرف أى شئ عنها أبداً.. من أين لى أن أعرف يا طاهر؟"




قلتُ: "رُبما كانت قد أخبرتكِ بأى شئ."




ساره قالت: "لم تخبرنى بأى شئ."




نظرتُ إليها فى شك ، فأستطردت قائله: "صدقنى أنا لا أعرف شيئاً عنها."




لم أقتنع بحرفاً مما قالته لى ساره ، إلا أننى لذتُ بالصمت التام ، وواصلتُ طريقى إلى منزلها..



********************

يتبع ان شاء الله


0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون