ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ........ الحلقة الخامسة والعشرون

Leave a Comment

أنتهيتُ من عملى فى حوالى الساعه السادسه ، فمررتُ على هانى لأخبره بأننى سأنصرف ، ثم غادرتُ المكتب..

أستقليتُ المصعد إلى الأسفل ، وحين غادرته لم أجد عابد بإنتظارى ككل يوم ، مما أصابنى بالدهشه!


لماذا لم ينتظرى اليوم يا تُرى؟!


لقد كنتُ أريد أن أشكره على باقه الزهور و.....

"هل تبحثين عن شيئاً ما؟"

ألتفتتُ خلفى فرأيت عابد..


"هل أفزعتك؟"


سألنى عابد فقلتُ: "لا."


عابد قال: "كيف حالك يا نهله؟"

"بخير."


"هل كنتِ تبحثين عن أى شئ؟"

أبتسمتُ وقلتُ مازحه: "كلا.. لقد كنتُ أنتظر الحافله.. ألا تمر من هنا؟"


رفع عابد حاجبيه فى دهشه وقال: "لا.. إنها لا تمر من هنا فى الحقيقه.. تعالى لأريكِ مكانها."


قال جُملته وغادر البنايه ، ثم أتجه نحو سيارته وفتح بابها قائلاً: "ها هى الحافله.. تفضلى."


أقتربتُ منه وأغلقتُ باب السياره قائله: "ليست هذه هى الحافله التى أريدها."


عابد قال بإصرار: "بل إنها هى التى تريديها.. تفضلى رجاءً."

لم أشأ أن أحرجه وأرفض طلبه ، خاصة لأنه أشترى له باقة الورود


عاد عابد ليفتح باب السياره فقلتُ: "أتمنى أن تكون قيادتك هادئه."


عابد قال بثقه: "سترين بنفسك."

كان موعد أمى مع الطبيب فى الساعة السادسه ، لذا فقد بدلتُ ملابسى بسرعه وأستقليتُ سياره أجره بصحبة أمى..

طلب الطبيب منا أن تقوم أمى ببعض التحليلات.. ولا أخفى عليكم أن هذا الأمر أقلقنى كثيراً ، وجعلنى أتجهم بشكل واضح..


أتمنى ألا يكون أمراً خطيراً ؛ فأنا لن أتحمل أن يصيب أمى مكروه لا قدر الله..


"لما أنتِ قلقه هكذا؟"


سألنى الطبيب بينما كانت أمى تسوى ملابسها بعد الكشف..

قلتُ: "وما الداعى لكل هذه التحليلات.. هل الأمر خطيراً؟ "

قال الطبيب بهدوء: "هذه التحليلات للأطمئنان وليس أكثر. إن والدتك بصحه جيده والحمد لله."

قلتُ متشبثه بالأمل: "أتمنى أن تكون بخير فعلاً."


حين وصلنا إلى المنزل تهالكت أمى فوق إحدى المقاعد وقالت بحسم: "أنا لن أقوم بهذه التحليلات."

ألتفتتُ نحو أمى وحدقتُ بها بذهول!


"ماذا قلتِ يا أمى؟"

أمى تجاهلت سؤالى تماماً وقالت: "سمعتُ الطبيب وهو يقول لكِ أن هذه التحليلات للأطمئنان."


قلتُ: "أذن دعينا نطمئن عليكِ."


أمى قالت بأستهتار: "وماذا سيكون عندى؟ إننى بخير يا ساره والحمد لله."


قلتُ: "وماذا عن الدوار الذى يصيبك؟"


أمى قالت: "لابد أنه أرهاق."


قلتُ: "ولما يصيبك الأرهاق؟ كان الأجدر به أن يصيبنى أنا ؛ فأنا التى أعمل وأنا التى أقوم بالطبخ وتنظيف المنزل."

أمى قالت حاسمه: "أسمعى يا ساره.. أنا لن أقوم بهذه التحليلات شأتِ أم أبيتِ."

أطلقتُ تنهيدة أرتياح حينما توقف عابد بالقرب من منزلى وقلتُ:لقد أثبتت لى فعلاً أنك غير متسرع.""

عابد أبتسم وقال:"رُبما أكون متسرعاً شيئاً ما ، لكننى سائق ماهر.. ولم يسبق لى أن صدمت شخصاً أو حتى أحتكتتُ بسياره."


ضحكتُ وقلتُ: "طبعاً أصدق أنك لم تصدم أحداً من قبل."


عابد فهم قصدى ، فقال بخجل: "كانت تلك المره هى المره الأولى التى أصدم فيها أحداً ، وعلى أى حال أنا لم أصدمها بالفعل."

وصمت قليلاً ثم قال مُبتسماً: "لولا أننى صدمتها ما كنا تعارفنا أبداً."

وافقته قائله: "فعلاً.. لولا ساره ما كنا تعارفنا.. حتى بعد أن تقابلنا بالمصعد ذلك اليوم."


ألتقطتُ حقيبتى وقلتُ: "شكراً ؛ لأنك قمتُ بتوصيلى اليوم.. إلى اللقاء."


قلتُ جُملتى وهممتُ بمغادرة السياره ، لولا أمسك عابد بيدى..

شعرتُ بقشعريره مُباغته تسير بجسدى ، وألتفتتُ لأنظر إلى عابد..

تلاشت صورة عابد تماماً ، وحل محلها طاهر ؛ فرأيته جالساً خلف عجلة القياده!

عصرتُ عينى بقوه لأتأكد من أن هذا ليس وهماً ، وحين عدتُ لأفتح عينى ، رأيت طاهر بعيناه البنيتان ، وبشرته السمراء ، وشعره الأسود الخفيف..



"ما رأيك لو تناولنا غداءنا معاً غداً؟!"



قلتُ بلا تفكير: "طبعاً.."



فى هذه اللحظه تلاشت صورة طاهر تماماً ، ورأيتُ عابد ينظر إلىّ مُبتسماً..



قلتُ بسرعه: "كلا.. لا.. أعنى.. أننى.. رُبما لن أستطيع ذلك.."




ندمتُ على تفوهتُ به حين رأيتُ الحزن يعتلى وجه عابد..



غادرتُ السياره ، فأنطلق عابد بسيارته على الفور ، أما أنا فقد أطلقتُ العنان لدموعى ، وسمحتُ لها بأن تنساب على وجنتاى..



طاهر..



حبيبـــــــــــــــى..



أنا لن أستطيع الأستغناء عنك.. وإن لم أكن لك ، فلن أكون لسواك..

فى اليوم التالى ، بينما كنتُ ذاهبه لأعد القهوه لنفسى مررتُ على مكتب ساره ، التى كانت ومنذ الأمس تنظر إلىّ نظرات لا أفهمها ، إلا أننى أعتقد أن لنظراتها علاقه بباقة الورد التى جائتنى بالأمس..

توقفتُ عند مكتب ساره ، وأقترحتُ عليها أن أعد لها القهوه معى.. فبدت مُندهشه من عرضى هذا.. إذ أنها لم تعتد على ذلك منى..


إلا أنها قبلت أن أعد لها القهوه باسمه..

عظيم.. أعتقد أن علاقتنا بدأت تتحسن قليلاً..

حين أنتهيتُ من إعداد القهوه ، مررتُ على ساره فى طريقى إلى حجرتى ووضعتُ فنجان القهوه الخاص بها على مكتبها..


كدتُ أنصرف عائده إلى حجرتى ، لولا أنها أستوقفتنى قائله:

"نهله."

ألتفتتُ إليها ، وقلتُ:


"نعم؟؟"

ساره أبتسمت بخجل ، وقالت:

"شكراً لكِ."

أبتسمتُ بدورى وقلتُ:


"على الرحب والسعه."

فى هذه اللحظه أرتفع رنين هاتفى المحمول ، وحين نظرتُ إلى رقم المُتصل وجدتها أمى..


ذهبتُ إلى حجرتى لأجيب عليها ، وتركتُ باب الحجره مفتوحاً..

"صباح الخير يا نهله."


أجبتُ التحيه قائله:"صباح الخير.. ما الأمر يا أمى؟! لستِ معتاده أن تتصلى بى فى هذا الوقت.. خيراً؟"

أمى قالت:"لا شئ.. فقط أردت الأطمئنان عليكِ ؛ لقد غادرتِ اليوم مبكراً ولم أراكِ فى الصباح."

سألتها فى شك:

أهذا كل ما فى الأمر؟""


".فى الواقع.. إننى أريدك أن تبكرى فى العوده اليوم .كلا."أمى قالت متردده:

"لماذا؟"

هناك عدة أشياء تنقصنى أحتاجها لأطهو طعام الغداء.""

"بأمكانك أن تجعلى حارس العماره يشتريها لكِ."

"لقد توفى والده وذهب برفقة زوجته إلى بلدته."



"وماذا عن والدى؟ ألا يمكن أن يشترى لكِ هذه الأشياء؟"


".كلا.. لقد أوى والدكِ إلى فراشه منذ ساعه.."

لم أجد مفراً ، فقلتُ:"حسناً يا أمى.. أخبرينى ماذا تريدين؟"


أخبرتنى أمى بما تريده ، فقلتُ:


"ألا تريدين شيئاً أخر يا أمى؟"

أمى قالت: "كلا.."

قلتُ:"حسناً.. إلى اللقاء."
 كدتُ أغلق الخط لولا أن أستوقفنى صوت أمى حين قالت:

"نهله."

"نعم يا أمى؟"


"هل لا مررتِ على مُصفف الشعر اليوم ليقوم لكِ بفرد شعركِ؟"
  
"!لماذا ؟؟؟"


"اليوم سيأتى إلينا بعض أقاربى الذين لم تقابليهم منذ أن كنتِ صغيره."





"مازلتُ لا أفهم.. لماذا تريدين منى أن أذهب لمصفف الشعر؟"





"كى تظهرى بمظهر لائق أمام أقاربى."





قلتُ بشك:"يبدو لى هذا الأمر مُريب يا أمى"





"وما المُريب فى الأمر يا نهله؟"





قلتُ بتردد:"ربما تكونين تدبرين لزواجى ثانيه."
  
أمى قالت بحده مُفاجأه:"وماذا فى هذا؟ إنكِ أكبر بناتى وأريد أن أزوجكِ وحاتم شخص رائع."





تفاجأتُ وأستأتُ فى آن واحد ، فقلتُ:



"ومن يكون حاتم هذا؟"



أمى قالت بنفاذ صبر:


"قلتُ لكِ أنه قريبى ، ولم يسبق لكِ رؤيته."





تنهدتُ وقلتُ بأسى:"أمى.. أنتِ تعلمين رأيى بهذا الموضوع."





أمى قالت بتوسل:"لكن.. رُبما أعجبكِ حاتم.. إنه شاب رائع.. على أى حال لن تخسرى شيئاً."




لا فائده..



الجدال مع الأمهات لايجدى ولا يفيد..ففى النهايه لابد أن نزعن لرغباتهم ، حتى لا تنقلب الدنيا فوق رؤسنا !



"حسناً يا أمى.. سأتى باكراً ، وسأمر على مصفف الشعر فى طريقى."





أنهيتُ الأتصال مع أمى وجلستُ فى أستسلام تام لدموعى..




لقد صار شغل أمى الشاغل هو التدبير لتزويجى..




هل أصبحتُ حملاً على عاتقهم لهذا الحد؟!


**********************



كنتُ ذاهباً إلى ساره لأعطيها إحدى الملفات ، حين مررتُ على حجرة نهله ، ووجدتُ بابها مفتوحاً قليلاً..



تعجبتُ ، فإن نهله غير مُعتاده على ترك الباب مفتوحاً..



تُرى ما الأمر؟!



طرقتُ الباب عدة طرقات خفيفه ، فلم يأتينى رداً..



رُبما كانت قد أنصرفت !



دفعتُ الباب ودخلتُ إلى الحجره لأتأكد من عدم وجودها ، وما كدتُ أدلف إلى الحجره حتى رأيتُ نهله والتى كانت جالسه على إحدى المقاعد ، وقد دفنت وجهها بين كفيها وأخذت تبكى..



أنتابنى القلق عليها ، فأقتربتُ منها قليلاً..



"نهله! ما الأمر؟ لما تبكين؟"




أنتفض جسد نهله بشده ، قبل أن تبعد يديها عن وجهها وتنظر إلىّ بدهشه..




قلتُ: "أسف.. لقد طرقتُ الباب لكنكِ لم تردى علىّ."




نهله مسحت دموعها وقالت بصوت خافت: "لا عليك.. لا يهم.. أهناك شيئاً؟"




جلستُ بجانبها على المقعد ، وقلتُ: "كلا.. لقد كنتُ ماراً بحجرتكِ ، فوجدتُ بابها مفتوحاً وظننتُ أنكِ أنصرفتِ."




نهله قالت: "لم أنصرف.. لا تقلق."




سألتها بتردد: "أذن ما الأمر؟! لماذا كنتِ تبكين؟!"




نهله تنهدت وقالت: "لا لسبب."




نظرتُ إليها بعمق وقلتُ: "كلا.. لابد أن هناك سبباً.."




نهله لم ترد ، فقررتُ الأنسحاب..



على أى حال إنها لن تخبرنى أنا بالذات بأى شئ..



هببتُ واقفاً وقلتُ: "سأذهب لأصلى الظهر."




حين غادرتُ الحجره وصلنى صوت بكاءها ، فلم أستطيع تجاهل بكاءها ، وعدتُ إليها..



"ماذا بكِ يا نهله؟ رجاءً أخبرينى."



نهله نظرت إلىّ من بين دموعها ، وهمت بقول شيئاً ما ، إلا أنها لم تلبث أن أطبقت على شفتيها ، ولاذت بالصمت التام..




جلستُ بجانبها وقلتُ بخيبة أمل: "ألا تريدين أن تخبرينى عما يبكيكِ؟!"




نهله أطالت النظر ، قبل أن تطأطأ برأسها أرضاً ، وتصمت..




"نهله.. لقد بلغ قلقى ذروته.. رجاءً لا تقلقينى أكثر من هذا."




ظلت نهله جالسه على نفس الوضع دون أن تنطق بكلمه..




فخطر ببالى أن تكون نهله قد تشاجرت مع ساره ، فسألتها بتردد:


"هل.. تشاجرتِ مع ساره؟!"




نهله رفعت بصرها إلىّ بغضب ، وقالت بأنفعال:


"لا تقلق.. لم أمس طفلتك العزيزه بسوء.. وإذا كنت لا تصدقنى ، أذهب وتفقدها بنفسك."





تعجبتُ من جُملتها وأستأتُ فى آن واحد ، فقلتُ:


"أتظنين أننى لا أكترث سوى بساره؟!"




نهله قالت:"أنا لا أظن.. أنا واثقه من هذا.. فأنا مهما كان لستُ سوى أبنة خالك ، بينما ساره هى من تحب."




قلتُ:"لا تقارنى نفسكِ بساره يا نهله فأنتِ أبنة خالى التى أحبها كثيراً.. وأتمنى لها كل خيراً ، كما أتمنى لنورا تماماً."




نهله ظلت صامته للحظات ، تنظر لى نظرات لا أفهمها..



سألتها: "ألن تخبرينى ما بكِ؟"




نهله قالت بعد برهه: "لن أستطيع أن أخبرك."




سألتها: "ولماذا؟"





أجابت بتردد: "لأنك.. لأنك.. طاهر.. الذى كنتُ أحبه ولازلتُ أحبه.."




فوجئتُ بردها ، وشعرتُ بخنجر يغرس بقلبى.. بينما أنتصبت نهله واقفه ، وحملت حقيبتها وأنصرفت قبل أن أستوعب أى شئ..



***********************بما أن نهله قد بدأت تعاملنى برقه ولطف ، فقد قررتُ أن أبدأ بمعاملتها هى الأخر بطريقه جيده..



كتبتُ الملفات التى أعطتنى أياها منذ فتره على الحاسب الألى بسرعه ، والتى كنتُ متعمده تأخيرها عليها ، ثم حملتُ الملفات وتوجهتُ نحو حجرتها..



وحين وصلتُ إلى حجرة نهله وجدتُ بابها مفتوحاً !




كدتُ أدلف إلى الحجره ، لولا أننى سمعتُ صوت طاهر وهو يقول:


"لا تقارنى نفسكِ بساره يا نهله فأنتِ أبنة خالى التى أحبها كثيراً"




لو أن صاعقه من السماء ، قد أنتخبت رأسى أنا بالتحديد لتصعقنى ، ما كنتُ لتأثرت بها مثلما تأثرتُ بكلمات طاهر ، وما كانت لتترك بنفسى أثراً كالذى تركته جُملة طاهر بنفسى !




ظللتُ للحظات واقفه أرتعش بقوه أنفعالاً وتألماً ، قبل أن ألملم شيئاً من شتات قوتى وأجبر نفسى على الأنسحاب..




فأخذتُ أجر قدماى جراً حتى وصلتُ إلى مكتبى.. فلم يعد لى مكاناً بينهما..



ولم يعد لى شئ سوى قلبى المحطم ، وجسدى المثقل بالهموم ، وأيامى التى قضيتها أحب طاهر بلا أمل



أهكذا يا طاهر؟



ألا تأتينى الطعنه إلا من أقرب الناس وأحب الناس إلى قلبى؟!



فى هذه اللحظه رأيت نهله تغادر حجرتها وتتجه نحو باب الشقه وتنصرف دون أن تتبادل معى كلمه واحده..



وبعد ذلك بقليل رأيت طاهر وهو يغادر حجرة نهله ويتجه نحو حجرته ويدلف إليها ثم يغلق بابها خلفه..



وطبعاً لم يتبادل معى كلمه واحده..



عند هذا الحد لم أتمالك نفسى ، وتركتُ دموعى تتساقط على خدى وعلى المكتب وعلى الأوراق لتبلل كل شئ..



********************



ظللتُ واقفه فى أنتظار المصعد لدقائق حتى أتى المصعد حاملاً معه عابد !



لكن هذه المره كانت فعلاً مصادفه ؛ لأننى لم أنصرف باكراً من قبل أبداً..



حين رأنى عابد وأنا أفتح باب المصعد بدا مُندهشاً ، وقلقاً..




"نهله ! ما الأمر ؟! هل ستغادرين باكراً هكذا ؟!"




سألنى عابد ، فقلتُ بأقتضاب: "بلى.."




لزم عابد الصمت حتى غادرنا المصعد..




"ما الأمر؟ ماذا حدث؟!"




سألنى عابد بقلق ، فقلتُ:


"لا شئ.. فقط أريد أن أنصرف باكراً."




عابد نظر إلىّ فى شك وقال:


"أهذا كل ما فى الأمر؟!"




قلتُ كاذبه: "بلى."




عابد قال بقلق:


"أأنتِ بخير؟!"




قلتُ:"بلى.. أنا بخير.. أسمح لى سأنصرف.. إلى اللقاء."




وهممتُ بالسير إلا أن عابد أستوقفنى قائلاً:


"هل أقوم بتوصيلك؟"




قلتُ:"شكراً..أريد أن أسير قليلاً."




عابد قال بحسم:


"أذن.. دعينى أرافقكِ."




قلتُ متحججه:


"لكن.. لا أريد أن أعطلك."




عابد قال:


"لا توجد أى عطله."




أستسلمتُ وسرتُ بجوار عابد..



"ألن تخبرينى ما بكِ؟"




قلتُ:


"لا شئ.. فى الحقيقه.........."




عابد توقف عن السير وأستدار ليواجهنى قائلاً:


"أنا أسمعكِ.. ها.. ما الأمر؟"




تنهدتُ وقلتُ:


"تقدم شاباً اليوم لخطبتى.."




عابد نظر إلىّ ملياً ثم قال: "و.........؟"




قلتُ:"لا شئ أكثر من هذا."




سألنى بأهتمام:


"وأنتِ ما رأيكِ؟"




قلتُ:"أنا لم أراه.. ولا أظن أننى أحب أن أتزوج بهذه الطريقه."





عابد صمتت قليلاً ، ثم قال بجديه:


"هل تتزوجيننى؟!"




ما أصابكم الأن من ذهول هو بالضبط نفس ما أصابنى حين سمعتُ جُملة عابد !



لكن ضيفوا إلى هذا ، أتساع حدقتا عينى ، مع تدلى فكى السُفلى ببلاهه !




قلتُ بعد فتره:


"عفواً.. ماذا قلت؟!"




عابد كرر بصوت واضح وعالى:


"هل تتزوجيننى يا نهله؟!"




أذن... أذانى لازالا يعملان بشكل جيد..




قلتُ بدهشه ، وذهول ، وتعجب ، وأستنكار: "أتزوجك؟!"




عابد أومأ برأسه إيجاباً ، بينما تابعتُ أنا:


"ألا ترى أنه قرار مُتسرع بعض الشئ؟"




عابد قال:"أنا لم أطلب منكِ الزواج لأنك قلتِ أن هناك شاباً تقدم لخطبتك.. لقد طلبتُ منكِ الزواج لأننى كنتُ سأطلبه منكِ أجلاً أم عاجلاً."




بقيتُ أحدق بعابد بتشتت ، وأرتباك ، وذهول..



قلتُ متلعثمه:


"أممممم.. لكن.. أنا............."




كنتُ سأخبره بأننى أحب طاهر ، لولا أنه قاطعنى حين قال:


"لا أريد أن أسمع رداً الأن.. فكرى بالأمر جيداً.. ومهما كان ردكِ سأتقبله.."



**************************


كنتُ فى طريقى إلى حجرة طاهر حين مررتُ بساره التى كانت جالسه خلف مكتبها وقد أثنت جدعها للأمام وأسندت وجهها إلى كفيها وزراعيها إلى سطح المكتب.. وكانت دموعها تتساقط على وجنتيها !!ما أن لمحتنى ساره حتى تراجعت فى مقعدها ومسحت دموعها بكلتا يديها !غيرتُ وجهتى وأتجهتُ نحو ساره التى أطرقت برأسها أرضاً ثم جلستُ على المقعد أمامها وسألتها:"لماذا تبكين يا ساره؟"أجابت بصوت خافت وهى لا زالت مطرقه برأسها:"من قال أننى أبكى؟"قلتُ مازحاً وأنا أشير إلى رموشها المبلله:"هذه الرموش المبلله قالت لى أنكِ كنتِ تبكين."هذه المره لم تجيب ساره ،


فقلتُ:"إذا كنتِ لا تثقين بى ، فلا تخبرينى بشئ."رفعت ساره بصرها ونظرت إلىّ من خلال دموعها وقالت:"أنا أثق بك.. لكن.. لا أستطيع أن أخبرك بما يبكينى.


"قلتُ:"مهما كان ما يبكيكِ غالياً ؛ فإنه هذه الدموع أغلى منه كثيراً."ساره نظرت لى للحظات ثم قالت:"لكنه أغلى من دموعى ومن روحى."كانت جُملتها بمثابة تصريح بحبها لشخص ما ، سألتها:"أهى قصة حب من طرف واحد؟"خفضت ساره بصرها وأومأت برأسها إيجاباً ، فقلتُ:"إذا كان هذا الشخص لا يقدر حبكِ فهو بالطبع لا يستحق دموعكِ."أطالت ساره النظر إلىّ وقالت:"لكننى أحبه.. أو كنتُ أحبه.. لا أعتقد أننى مازلتُ أحبه..


لقد مات حبى له للأبد."لم أشأ أن أضغط عليها وأسألها عن المزيد ، فقلتُ محاولاً تغيير مجرى الحديث:"ما رأيكِ فى نزهه على شاطئ البحر؟"صمتت ساره للحظات ثم أبتسمت ، فأعتبرت إبتسامتها علامة الموافقه فقلتُ:"سأذهب الأن لأحضر ملك.. ونذهب ثلاثتنا فى نزهه."لم أرى الأعتراض على وجهها فنهضتُ من مكانى وغادرتُ المكتب..****************


كان هانى هو أخر شخص يمكن أن أخبره بمشاعرى نحو طاهر..إلا أننى وجدته متفاهماً و خاصة لأنه لم يضغط علىّ ليعرف منى سبب بكائى..بل وأقترح أن نذهب فى نزهه إلى البحر..وأمام رقته ، لم يكن هناك مجال للرفض فلم أعترض وذهب هو ليحضر أبنته بينما جلستُ أنا فى أنتظاره..ولم يطل أنتظارى ، إذ أنه قد عاد بسرعه حاملاً معه ملك..طلب منى هانى أن أحضر حقيبتى حتى يخبر طاهر بأننى ذاهبه معه ،


فترك لى ملك وذهب إلى حجرة طاهر..وبعد دقائق غادر هانى المكتب بصحبة طاهر الذى بدا متجهماً..أقترب طاهر منى وقبل ملك التى كنتُ أحملها فوق زراعى ثم ألتفت إلى هانى وقال:"ما شاء الله.. لقد كبرت ملك يا هانى.


"قال هانى ضاحكاً:"لقد تفرغت أمى لأطعامها."قال طاهر:"بارك الله لك فيها."قال هانى: "شكراً لك يا طاهر." ثم ألتفت إلىّ وقال: "لقد أخذنا الموافقه من طاهر يا ساره.. هيا بنا."ألتفتتُ إلى طاهر وقلتُ بصوت خافت: "شكراً لك."رمقنى طاهر بنظره حاده قبل أن يلتفت إلى هانى قائلاً:"أتمنى أن تستمتعا بنزهتكما.


"غادرتُ المكتب لأول مره برفقة هانى.. وأستقلينا سياره أجره وذهبنا إلى أحدى الشواطئ الخاصه..وكانت النزهه رائعه ، لن أنساها ما حييت..أما هانى فكان متحفظاً ومرحاً وودوداً..وفى الحقيقه لقد رفعت هذه النزهه معنوياتى قليلاً..ولم يعكر علىّ صفوتى إلا صورة طاهر وهو يرمقنى بتلك النظرة الحاده..تُرى ما معنى هذه النظره ؟!*******************


0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون