أستيقظتُ فى صباح اليوم التالى بصدر مُنقبض ، وهذا يرجع بالطبع إلى جلسة العلاج لهذا اليوم ..
كم أنا قلقه منها !
أرتديتُ ملابسى ، وأستعديتُ للمغادره أنا وأمى ، وبينما كنا فى طريقنا إلى الباب إذا بنا نسمع طرقاً على باب الشقه .. وكانت إيمان ..
أمى قالت :"إيمان ! لما كلفتِ نفسك عناء الحضور ؟ "
إيمان أبتسمت وقالت :" أى عناء ؟ على العكس إننى لا أجد فى مغادرة المنزل أى عناء .. بل أننى أذهب للتسوق هرباً من المنزل وملله. "
أبتسمت وقلتُ :"ها قد بدأ الملل الزوجى يزحف إلى منزلك يا إيمان .. لما لا تأتى لنا بطفلاً رائعاً يبهجنا ، ويملئ عليك المنزل بهجة وسرور ؟ "
إيمان توردت وجنتاها خجلاً وقالت : " وهل هذا بيدى ؟ "
أمى قالت :" عليكِ بمراجعة الطبيب .. وعساه خيراً. "
إيمان قالت :" أظن أننى سأفعل ذلك قريباً .. لكن علىّ أولاً بأقناع أحمد. "
أمى قالت :" الرجال عادة ما يأخذون هذا الأمر بحساسيه .. حاولى ألا تضغطى على زوجك يا إيمان .. "
إيمان قالت : " بإذن الله. "
غادرنا المنزل جميعاً وتوجهنا نحو المستشفى ..
لم تشعر أمى بأى أرهاق أو تعب أثناء الجلسه ، إلا أنها لقت الكثير من التعب بعد عودتنا من المستشفى ، والحمد لله أن إيمان لم تتركنى وتعود إلى منزلها ، بل رافقتنا إلى المنزل وبقيت معنا هذا اليوم .. وتناوبنا رعاية أمى طوال الليل ..
والحمد لله أستيقظت أمى فى اليوم التالى بصحه جيده ..
أستيقظتُ متأخره فى اليوم التالى ، وكانت إيمان لا تزال نائمه ، بينما كانت أمى قد أستيقظت وذهبت إلى دورة المياه ..
أنتظرتُ حتى غادرت أمى دورة المياه وذهبتُ لأخذ حمامى ، وحين غادرتُ المرحاض وجدتُ أمى تجلس بالصاله وكانت تبكى ..
أصابنى الهلع ، فتركت المنشفه من يدى وهرعتُ إليها ..
" أمى ! ما بكِ ؟ ! "
أمى نظرت إلىّ من خلال دموعها وقالت :
" حين مشطتُ شعرى وجدته يتساقط بشكل مُخيف. "
تنهدتُ ، ولم أدرى ماذا أقول لها ؟
" أذن .. فليس ما عندى هو مجرد أرتفاع نسبة السكر فى دمى .. لقد شككتُ فى الأمر منذ البدايه. "
طوقت أمى بزراعاى ، وأخذتُ أربت على كتفيها وأواسيها ، بينما أجهشت أمى فى البكاء ..
قضيتُ وقتاً طويلاً فى تهدأتها ، وفى النهايه غلبها النوم فنامت ..
أتصلت بطاهر وأخبرته بأننى لن أستطع الحضور اليوم ، و بعدما أنتهيتُ من مخابرة طاهر وجدت إيمان وقد أستيقظت ..
" كيف حال خالتى ؟ "
بادرتنى إيمان بالسؤال عن أمى ، فقلتُ : " إنها بخير. "
قالت : " أين هى ؟ "
قلتُ : " نامت. "
إيمان سألتنى بقلق : " أمازلت مريضه ؟ "
أخبرتها بما حدث اليوم ، فتنهدت وقالت : " مسكينه خالتى .. الصدمه عليها كانت قاسيه .. "
قلتُ : " الحمد لله. "
إيمان صمتت قليلاً ثم قالت : "سأذهب اليوم إلى منزلى ، إلا أننى سأتى غداً. "
قلتُ : " حسناً. "
إيمان قالت :" سأطلب من أمى أن تأتى لتهتم بخالتى أثناء تواجدكِ فى العمل. "
قلتُ :" لا داعى لأن نتعب خالتى ؛ بأمكانى ألا أذهب غداً إلى العمل. "
إيمان أبتسمت وقالت :" طبعاً بأمكانكِ .. أليس صاحب المكتب هو حبيب القلب ؟ "
وغمزت لى بعينها !
::بعد تفكير عميق .. وبعد مشاورات ومبحاثات بينى وبين أمى .. قررتُ أن أتحدث إلى ساره اليوم وأطلب منها الزواج ..
أتظنون أننى تسرعت كثيراً ؟
لكن . . . لما التأجيل ؟ ألا يقولون أن خير البر عاجله ؟
أذن .. سأتحدث إليها اليوم .. وأتمنى أن تقبل ساره الزواج منى ..
أتعتقدون أنها سترفض ؟
لا أظن هذا ؛ فعلى ما يبدو لى أن ساره تكن لى الكثير من الأحترام والود ..
لكن . . . هل يكفى الأحترام والود لقيام حياه زوجيه سعيده ؟ !
فيما سبق حين تزوجت من حلا رحمها الله ، كنتُ متيماً بها لذا حين ذهبتُ لخطبتها لم أفكر فى الأمر بتاتاً ..
إنها حبيبتى التى لم أكن أتخيل حياتى بدونها ، فلما التردد والتفكير ؟
لكن مع ساره الأمر مُختلف تماماً ؛ فأنا وإن كنتُ أكن لها بعض المشاعر ، إلا أن رغبتى فى الزواج منها من أجل أبنتى أولاً ، ومن أجل تلك المشاعر ثانياً ..
رُبما تظنون أننى أنانياً ..
لكن . . . . ألا يجب أن يفكر الأب فى راحة أبنته ؟
غير هذا أن ساره فتاه رقيقه وجميله ومهذبه ، وأعتقد أن هذه المشاعر ستنمو و تتضاعف فى وقت قصير للغايه ..
ألا تظنون هذا ؟
سأترك إجابة هذا السؤال للأيام القادمه ..
والأن .. لدى مشواراً هاماً قبل الذهاب إلى المكتب ..
لن أخبركم عنه الأن .. لكنكم ستعرفونه فيما بعد ..
***********
الجميع فى المنزل يسألونى عن ساره .. وعن خطبتى لها !
لقد أجلنا هذه الخطبه حتى يحين الوقت المناسب لذلك ، وأنا لا أدرى فى الحقيقه متى يحين هذا الوقت المناسب ؟ !
أمى ترى أنه لا مانع من الذهاب لخطبة ساره ، و لنقيم حفله بسيطه مراعاة لمشاعر ساره و والدتها ..
وأنا فى الحقيقه أعجبتنى الفكره كثيراً ..
فلما التأجيل ؟
إننى متشوق لأن تصبح ساره خطيبتى .. و قد سأمتُ من وضع المحاسب و السكرتيره هذا ..
و اليوم سأتحدث إلى ساره بشأن خطبتنا من جديد ..
أتظنون أنها ستوافق ؟ !
أتمنى هذا ..
وقبل الذهاب إلى العمل أفكر أن أذهب لأشترى لها ذلك الطقم الذهبى الذى أعجبها بمتجر المجوهرات أول أمس ..
أرتديت ملابسى بسرعه ، وغادرتُ المنزل و أستقليتُ سيارتى و ذهبتُ إلى المُجمع ، و لم أجد الطقم بواجهة المتجر ..
و حين دلفت إلى المتجر و سألت الرجل عنه ، أخبرنى أنه بيع منذ أقل من ساعه ..
و أخذ يعرض بعض الأطقم الذهبيه التى وجدتها رائعه ، إلا أننى لم أشتر واحداً منهم ، و فضلت أن تختار ساره الطقم بنفسها ..
أستيقظتُ اليوم فى حوالى الساعه الثامنه على صوت طرقات على باب الشقه ..
و حين ذهبتُ لأفتح طالعنى وجه خالتى ..
" صباح الخير يا ساره .. هل كنتِ نائمه ؟ أسفه لأننى أيقظتك. "
تثاءبتُ وقلتُ :
" كنتُ سأستقيظ الأن على أى حال. "
كانت خالتى تحمل الكثير من الأغراض ، فوضعتها على مقعد ، وتهالكت فوق مقعد أخر ، ثم قالت:
" كيف حال أمكِ اليوم ؟ "
قلتُ :" لا زالت نائمه .. أتريدين أن أوقظها ؟ "
خالتى قالت :" كلا .. دعيها نائمه .. سأعد طعام الأفطار أولاً ، ثم أوقظها بنفسى. "
ونهضتُ من مكانها وأخذتُ تفتح الأكياس وتخرج ما بهم ، وكانت تحوى الكثير من الأطعمه ..
قلتُ :" لما كل هذه الأغراض ؟ ما كان يجب عليكِ أن تشترى كل هذا . "
خالتى أبتسمت وقالت :
" هذا واجبى يا ساره .. وأنا تسعدنى المساهمه بأى شئ و إن كان بسيط . "
ذهبت خالتى لتعد الطعام فيما ذهبتُ أنا لأستعد للذهاب إلى العمل ، فأخذتُ حمامى وأرتديتُ ملابسى ولففتُ الحجاب على رأسى ..
حين غادرت حجرتى كانت خالتى تجلب الطعام من المطبخ وتضعه فوق المائده ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا