ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ... الحلقة الرابعة

Leave a Comment


الحلقة الرابعة

ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ
=======================


سنتزوج بعد أن تنتهى أختبارات الفصل الدراسى الأول." 



ظللتُ أحدق بإيمان فى دهشه لدقائق قبل أن أقول: "عفواً.. ماذا قلتِ؟" 



كررت إيمان وهى تضغط حروف كلماتها بحنق: "سنتزوج بعد أنتهاء الأختبارات.. هل أسترحتِ الأن؟" 



"وما شأنى بهذا؟ أنتِ التى ستتزوجين وليس أنا." 



"ومن سواك الذى أقنعنى بهذه الخطوه؟" 



"ولما كل هذا الأستياء طالما أنتِ مقتنعه؟" 



"أنا لستُ مستاءه.. فقط أننى أشعر بالتوتر والقلق." 



"لا تقلقى.. شعورك هذا سيختفى بمجرد أن ترى فستان العُرس." 



"هل تعتقدين هذا؟" 



"بالتأكيد.. طالما أنتِ مُغرمه بأحمد سيكون كل شئ على ما يُرام." 



"برأيكِ.. من أين أشترى فستان العُرس؟ وأيضاً هناك أشياء كثيره تنقصنى و... ما هذا؟" 



نظرتُ إلى البطاقه التى كانت أميره ممسكه بها وقلتُ: "إنها دعوه عيد ميلاد." 



"بالتأكيد أعرف أنها دعوه عيد ميلاد كما هو مدون على البطاقه وأعرف أيضاً أنها فى قاعه باهظه الثمن.. من صاحبة هذه الدعوه؟" 



"إنها شقيقة طاهر الصغرى ، وقد دعانى لحضور عيد ميلادها." 



"يبدو أن طاهر هذا ثرى جداُ..هل هو متزوج؟" 



"لا أدرى ،، لا أظن." 



"هل يبحث عن عروس رقيقه وجميله ورائعه مثلى؟" 



"للأسف لم أسأله هذا السؤال." 



"ياللأسف.. على أى حال فلتسأليه فى الحفله." 



"هذا إذا ذهبتُ." 



"ألن تذهبى؟" 



"لا أظن." 



"لماذا؟" 



"لأننى لا أمتلك ثياب مناسبه." 



"حسناً.. وماذا لو أصبحت لديك ثياب مناسبه؟" 



"بالتأكيد سأذهب." 



************************************* 



تشاجرتُ اليوم مع رئيسى فى العمل ويدعى صالح وتعرضتُ للتحقيق لأننى تركتُ مكتبى لأدخن 





كان من الممكن ألا أتعرض للتحقيق لو كنت أبتلعتُ غضبه وتحملتُ أهاناته وطريقته الفظه بصدر رحب ، لكنى فى الواقع لم أتحمل كلامه وبدأنا فى الشجار وأنتهى الأمر بالتحقيق معى وبالطبع لأنه رئيسى فلم يلقى أحد عليه باللوم!! 



على أى حال أنتهى الأمر على خير وتصالحنا صورياً لكن كل منا يكن للأخر مشاعر عدائيه.. 



فى الواقع إنه شخص لا يُطاق والجميع فى البنك يكرهونه ؛ لأنه متعجرف وعصبى وسئ الطباع.. 



"ماذا بك يا طاهر!؟" 



سألنى زميلى وصديقى هانى والذى يشغل مكتب مجاور لى فى البنك ، فهززتُ كتفاى قائلاً: "لاشئ." 



"كيف لا شئ ؟ إنك تبدو مستاءً جداً ." 



ران الصمتُ علينا للحظات قبل أن يسألنى هانى: "ألم ينتهى الأمر على خير كما أخبرتنى؟" 



"كلا لم ينتهى" 



"ألم تتصالحا؟" 



"بلى لكن هذا لا يعنى أن الأمر أنتهى.. إنها البدايه يا هانى." 



"لا تهول الأمر يا طاهر.. لقد أنتهى الأمر على خير والحمد لله." 



"كلا.. ليست هذه هى النهايه يا هانى." 



"هل تسمع بنصيحتى؟" 



"بلى." 



"تعال معى اليوم إلى منزلى لتعد لنا زوجتى وجبه شهيه ستنسى بعدها كل شئ يخُص صالح." 





"أنت اليوم مزاجك رائق جداً." 



"ولما لا؟ إننى اليوم سعيد جداً ؛ لقد أصبحتُ أباً لفتاه رائعة الجمال بعد إنتظار دام لمدة ثلاث سنوات ؛ إننى متشوق للعوده إلى المنزل لأرى ملك." 



"بارك الله لك فيها.. هل أسميتها ملك؟" 



"بلى.. رغم أننى ترددتُ كثيراً لأتخذ القرار بشأن أسمها فقد كنتُ أنوى تسميتها على أسم خطيبتك.." 



"من؟ خطيبتى أنا؟" 



"بلى.. نهله أبنة خالك." 



"نهله بالكاد أبنة خالى." 



"لكنها تحبك... لما لا ترتبطان؟" 



"يا ألهى.. أنت وأمى فى الوقت ذاته تطالبونى بالزواج من نهله !!" 



"لأنها فتاه جميله ورقيقه وأنت قد بلغت السادسه والعشرون.. ألم يحين الوقت لتتزوج؟" 



"سأتزوج حينما أجد فتاه مناسبه." 



"نهله مناسبه لك جداً.. أفعل بنصيحتى وتزوجها وستدعو لى." 



"لو كانت نهله أخر الفتيات على هذه الأرض فلن أتزوجها يا هانى." 



"أسمع يا طاهر.. لقد تحدثتُ مع نهله أول أمس وطلبت منى أن أتحدث معك بشأنها ،، وهى نادمه فعلاً يا طاهر." 



"وبماذا يفيد الندم؟ لقد أنتهينا يا هانى." 



"لكنها تحبك يا طاهر." 



"وأنا كنتُ أحبها.. منذ سنوات طويله.. لكن الأن.. إنها حتى لا تمر بمخيلتى." 





************************ 



بعد ساعات سيكون عيد ميلاد شقيقة طاهر.. 



إننى فى الواقع متردده جداً وأفكر فى عدم الذهاب.. 



لقد أعارتنى إيمان فستان سهره لونه أحمر غامق ، كما أعارتنى حذاء بكعب عالى رغم أننى أكره أرتداء هذا الكعب إلا أننى وجدته رائعاً ومناسب جداً لهذا الفستان ، كما أن إيمان أعارتنى عقداً من اللون البنى ، وقرطين لهما نفس لون العقد ونقشته ، وفى الحقيقه أعارتنى أيضاً خاتم له نفس اللون والنقشه.. 



على أى حال أنا أفكر فى عدم الذهاب.. ليس من الضرورى أن أذهب.. كما أن طاهر لن يتوقع حضورى و............. هل تعرفون؟ أنا لن أذهب إلى عيد الميلاد 





كانت القاعه رائعه ؛ فهى واسعه ومزينه بقصائص الورق الملون والبالونات الجميله ، لكن كل هذا لا يهم بالنسبة إلىّ أنما الأهم من كلِ هذا هو كعكه عيد الميلاد.. ألا توافقونى فى هذا؟ 



كم تبدو لذيذه!! 



أتمنى أن يعجلوا بتقديمها فأنا لم أتناول شيئاً منذ الصباح الباكر.. 





"هنيئاً له من يحظى بتفكيرك." 



كنتُ أعرف صاحبة هذه العباره قبل أن ألتفتُ لأرى وجه نهله الجميل.. 



أبتسمتُ لها كنوع من المجامله فأبتسمت بدورها قبل أن تسألنى:"كيف حالك؟" 



هززتُ كتفاى قائلاً: "إننى بخير.. ماذا عنكِ؟" 



أطالت نهله النظر إلىّ قبل أن تقول: "أنا لستُ بخير أبداً يا طاهر." 



هززتُ كتفاى ثانيه بلا أكتراث قبل أن أقول:"غريبه! إننى أراكِ بخير والحمد لله." 



أطالت نهله النظر إلىّ قبل أن تقول بحزن واضح: "لكنى لستُ بخير فعلاً." 



بالتأكيد أفهم ما تُلمحين إليه يا نهله لكنى لن أجاريكِ أبداً فيما تقولين..أرجوكِ يا نهله أتركينى وشأنى و يكفى ما لاقيته على يديكِ.. 





"إننى لستُ بخير ولن أكون بخير أبداً." 



أفقتُ من شرودى على صوت نهله التى قالت العباره السابقه ، فسألتها: "وما مشكلتك؟" 



بدا التردد واضحاً على وجه نهله ثم طأطأت برأسها أرضاً وكأنها تخشى النظر إلى عينى.. 



عدتُ أسألها: "أخبرينى يا نهله.. ما مشكلتك؟" 



أجابت نهله بصوت منخفض وهى مازالت مطأطأه برأسها: "مشكلتى أننى.. مازلتُ أعيش فى الماضى." 



عاد بى شريط الذكريات إلى الخلف عدة سنوات أو بالتحديد إلى خمس سنوات مضت.. 



أعتقدتُ فى وقت من الأوقات أن هذه الذكريات مُحيت من ذاكرتى ، لكن ها هى نهله تأتى اليوم لتنعش ذاكرتى وتجعلنى أتذكر هذه الأيام كما لو كانت حدثت بالأمس.. 



كنتُ طالباً فى الفرقه الأولى بكلية التجاره وكانت نهله زميلتى بنفس الفرقه ونفس القسم.. و كنا بحكم قرابتنا لا نفترق.. فكنا نذهب إلى الكليه معاً.. وكنا نستذكر دروسنا معاً أيضاً.. 



وأحببتها وأحبتنى.. وأعترفت لها بحبى فأخبرتنى بأنها تبادلنى مشاعرى.. وأتفقنا أن يكون حبنا سراً حتى أتخرج من الجامعه وأجد عملاً وحينئذ أذهب لخطبتها.. 



وحينما أنتهيت من دراستى ووجدتُ عملاً أنا ونهله فى البنك ذاته أخبرتُ والدى بحبى لها وطلبت منه أن نذهب لخطبتها 



.. لكنها تركتنى فى ذلك الوقت.. وبدون أسباب.. وعرفتُ بعد ذلك بأيام أنها قد تمت خُطبتها إلى زميل لنا فى البنك وأنفصلت عنه بعد ذلك بشهور قليله!! 



عدتُ أنظر إلى نهله التى كانت تنتظر تعليقى على جُملتها بلهفه وقلتُ لها:"لا يجب أن يعيش الأنسان فى الماضى لأنه قد أنتهى." 



بدت نهله مصدومه بجُملتى ولم تتفوه ببنت شفه لدقائق قبل أن تقول:"رُبما.. لكنى لم أنسى أجمل لحظات حياتى التى أضعتها بطيشى وغبائى." 



"لكن لابد أن تنسيها يا نهله." 



"وهل نسيتها أنت؟" 



"نسيتها قبل أن تنسيها." 



"من قال أننى نسيتك للحظه واحده.. إنك جزءً لا يتجزء منى." 



"لقد فات الأوان على هذا الحديث يا نهله." 



خفضت نهله بصرها أرضاً للحظات وحينما رفعت بصرها إلىّ كانت عيناها تومض وتوحى بدموع على وشك الأنهمار.. 



لكنها على أى حال لم تبكى أنما قالت بصوت مرتعش: "لكنى أحبك يا طاهر." 



لم أعلق على جُملتها وأخذتُ أنظر إلى أى شئ ، وكل شئ عدا نهله التى كانت تحاصرنى بنظراتها.. 



"أمازلت تُحبنى؟" 



سألتنى نهله وهى تنظر إلى عينى مباشره وتجبرنى على النظر إلى عينيها ، فأجبتُ: 



"منذ خمس سنوات كنتُ أحب فتاه.. لكنى أكتشفتُ أنها لا تستحق حُبى.. بل إنها لا تستحق سوى شخصاً كالذى تركتنى من أجله." 



فى هذه اللحظه تساقطت دموع نهله بغزاره ،، فأخرجتُ محرم من جيب سترتى وناولتها أياه قائلاً:"جففى دموعكِ يا نهله ؛ فما عادت دموعكِ تؤثر بى." 



صوعقت عند سماعها جُملتى وتجمدت الدموع فى عينيها للحظات وهى تحدق بى غير مصدقه تلك القسوه التى أعاملها بها.. 



أنا نفسى مندهشاً ولا أدرى كيف أصبحتُ قاسياً هكذا؟ وعلى من؟على من كانت ذات يوم تحتل عقلى وتستعمر فكرى.. بل كانت يوماً كُل عمرى.. 



رُبما لم يكن يتعين علىّ أن أقول لها ما قلتُ ،، لكنى أريد أن أنتهى من هذا الأمر بأقصى سرعه.. 



على أى حال يبدو أننى بالفعل أنتهيتُ من مشكله نهله إلى الأبد فبعد ما قلتُ لا أظن أنها ستجروء على ذكر هذا الأمر مجدداً أو حتى على التلميح إليه.. 



أنتزعت نهله نفسها من دهشتها وأبتعدت عنى بخطوات بطيئه وأتجهت نحو المرحاض. 



******************* 



ما أن دخلت إلى القاعه حتى رأيتُ طاهر واقفاً بجوار فتاه طويله القامه ، نحيفه ، شعرها أصفر مصبوغ متوسط الطول وكانت بيضاء البشره.. 



وكانت الفتاه ترتدى فستان لونه مزيج من اللونين الأبيض والبنفسجى لكنها أبتعدت عنه وصار طاهر يقف وحيداً 



أما عن طاهر فقد كان يرتدى بذله سوداء وكان يبدو وسيم جداً وجذاب إلى أبعد الحدود.. 



أنتبه طاهر إلى وجودى وأقترب منى وصافحنى قائلاً:"أهلاً يا ساره.. لقد كنتُ أظنك لن تأتى أيتها الصغيره." 



قلتُ وأنا أسحب يدى من يده:"ألم أخبرتك مسبقاً بأننى لستُ صغيره؟" 



أتسعت إبتسامه طاهر وهو يقول:"لقد قلتِ أن هذا يُعد إطراء.. لكن أخبرينى.. لما تعطفتِ علىّ ولبيت دعوتى المتواضعه؟" 





يتبع ان شاء الله


0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون