ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ..... الحلقة التاسعة عشر

Leave a Comment

ظلت كلمات طاهر تتردد فى عقلى ، وكلما تجاهلتها وحاولتُ التفكير بأى شئ أخر ، كلما أزداد ترددها فى عقلى ، حتى أننى صرتُ لا أسمع سوى جُمله واحده..




"أنا لا يأسرنى سوى الشعر الأسود." !




يمتلكنى شعور قوى بأن جُملته لم تكن مجرد جُمله عابره ، يقولها دون أن يعنيها..




بل أننى واثقه من أنه كان يعنى كل حرف نطقه ، وتزداد ثقتى بهذا كلما تذكرت نظراته التى أستقرت على شعرى الأسود..




فى الواقع لقد أعتبرتُ جُملته كتصريح بحبه لى.. أو على الأقل أنجذابه لى..




لقد قال أنه لا يأسره سوى الشعر الأسود ، ونظر إلى شعرى..



بالتأكيد كان يلمح إلى أنه يحبنى ؛ فإن جُملته لا تحتاج منى إلى ذكاءٍ خارق لأفهمها و.......




مهلاً.. لا تنظرون إلىّ هكذا..



أنا لستُ واهمه ، ولستُ أبنى أمالاً واهيه دون الأستناد إلى دليل قوى على حبه لى..




إذا كان هذا هو رأيكم فعلاً ، فرجاءً لا تصعقونى بالموافقه عليهودعونى أحلم للحظات ، حتى وإن كنتُ سأستفيق منه لأُصدم بالواقع الأليم وهو أن طاهر لا يكن لى أى مشاعر وإن كانت ضئيله !




أنفتح باب حجرة طاهر فى هذه اللحظه لينتزعنى من شرودى..




أقترب طاهر منى بخطوات سريعه وقال: "أحملى حقيبتك ، فسوف نغادر."





قلتُ: "أليس باكراً جداً؟ إن الساعة الأن الواحده ظهراً."





قال: "بلى.. لكننى أريد أن أذهب إلى المستشفى لأطمئن على نهله."




نهله.. نهله.. نهله..



لقد كرهتُ هذا الأسم يا طاهر.. ألا تنساها للحظات؟



ألا تشعر بحبى لك أبداً؟!




"هيا يا ساره.. أحملى حقيبتك."





حملتُ حقيبتى بناءً على رغبة طاهر وغادرتُ معه المكتب..



كان طاهر يسير بخطوات واسعه وسريعه ، بينما كنتُ أنا أركض بجانبه لأوافيه..



وحين أستقلينا السياره كان طاهر يسير مسرعاً أيضاً..



لستُ أدرى لما كل هذه العجله؟! إن نهله لن تطير إذا تأخر قليلاً..



قلتُ بخوف مفتعل: "رجاءً خفف السرعه قليلاً يا طاهر."



طاهر أختلس النظر إلىّ وأبتسم ثم قال: "هل أنتِ خائفه؟"



لم أكن خائفه بالطبع إلا أننى قلتُ: "بلى.. رجاءً خفف السرعه."




قال طاهر: "حسناً." وخفف السرعه..




ران الصمتُ علينا ، إلا أننى قطعته قائله: "لابد أن نهله ستسعد كثيراً بزيارتك لها."




أختلس طاهر النظر إلىّ وقال: "رُبما."





عدتُ أقول بثقه أكبر: "بل أننى متأكده من أنها ستسعد بزيارتك."





أبتسم طاهر وقال: "أنت أدرى."





كنا قد وصلنا إلى منزلى فأوقف السياره على جانب الطريق وألتفت إلىّ..





قلتُ له لأستدرجه فى الحديث: "متى ستعود إلى منزلك؟"





هز كتفيه وقال: "لا أعرف.. هذا يتوقف على المده التى سأقضيها فى المستشفى."





قلتُ: "أذن.. ستتأخر هناك؟"





قال: "رُبما."





قلتُ: "هل ستخبرها بأنك كنتُ تكذب عليها حين أخبرتها بحبك لى؟"





صمت قليلاً ثم قال: "إذا كانت هذه هى رغبتك فسأخبرها."





قلتُ: "أنا لن يفرق معى الأمر كثيراً.. على أى حال إذا كنت لا تريد أخبارها فلا تفعل."





بدا لى طاهر مندهشاً بتغيير رأيى ، فبررتُ موقفى قائله: "أنا أثق فى أنك لن تفعل إلا الشئ الصائب."




أتسعت إبتسامة طاهر قبل أن يقول: "شكراً لكِ يا ساره."




غادرتُ السياره وأنتظرتُ حتى غابت سيارة طاهر عن أنظارى ثم دلفتُ إلى المنزل.



*******************




حين وصلتُ إلى حجرة نهله ، وجدتها مستلقاه على الفراش وأمها بجانبها..



حين دلفتُ إلى الحجره ، ألتفتت نهله لتنظر إلىّ ، وما أن رأتنى حتى أشاحت بوجهها عنى..



ها قد بدأنا.. أستعنا على الشقا بالله..



ألقيتُ التحيه عليهما ، فأجابت زوجة خالى التحيه ، بينما لاذت نهله بالصمت التام..




جلستُ فوق أقرب مقعد وقلتُ لنهله: "كيف حالك اليوم يا نهله؟"




للمرة الثانيه لم ألقى جواباً من نهله ، فى حين قالت زوجة عمى باسمه: "إنها بخير يا طاهر.. شكراً على مجيئك."




قلتُ لزوجة عمى: "حمداً لله." ووجهتُ حديثى لنهله قائلاً: "حمداً لله على سلامتكِ يا نهله."




وكما توقعتُ لم أتلقى منها جواباً !




تبادلتُ النظر مع زوجة عمى التى بدت محرجه بسبب تصرف نهله ، وقالت لنهله:


"نهله.. طاهر يقول لكِ حمداً لله على سلامتك."




نهله ألتفتت نحو أمها وقالت بأنفعال:


"أنه لا يستحق حتى أن أكلف نفسى عناء الرد عليه يا أمى."




أتسعت عينا زوجة عمى فى دهشه ونهرتها قائله:


"نهله.. لا يجب أن تتحدثى إلى أبن عمتكِ بهذه الطريقه.. لقد كلف الرجل نفسه مشقه المجئ إلى المستشفى ليطمئن عليكِ."




نهله قالت بسخريه: "فعلاً.. شكراً على مجيئك.. لقد قمتُ بالواجب وأكثر.. لكنى لا أريد أن ألهيك عن أعمالك.. فلتعود إلى عملك.. وبلغ تحياتى إلى تلك السكرتيره التافهه."




زوجة خالى قالت بمزيج من الحده والأستنكار : "نهله !"




ران الصمت علينا للحظات ، قبل أن تقطعه زوجة خالى حين قالت:


"أسفه يا طاهر.. يبدو أننى مضطره لأن أذهب ؛ فقد أخبرنا الطبيب أن نهله ستغادر المستشفى ، ولابد أن أذهب لأحضر لها ثوباً نظيفاً."




قلتُ لزوجة خالى: "هل تريدين أن أقوم بتوصيلك؟"




زوجة خالى قالت بأبتسامه: "كلا.. لا.. لابد أنك تريد أن تتحدث إلى نهله قليلاً."




فهمتُ أن زوجة عمى تقصد بهذا أن تفسح لى المجال بأن أتحدث إلى نهله وأنهى المشكله..



حين أنصرفت زوجة عمى أنتقلتُ من مكانى وذهبتُ لأجلس على طرف الفراش بجوار نهله..



ران الصمت علينا للحظات قبل أن تقطعه نهله حين بدأت تبكى وتنتحب !




ربتتُ على كتفيها برفق ، فدفعت يدى بعيداً وقالت: "لا تلمسنى.. أتركنى.."




أبعدت يدى عنها وقلتُ: "أسف.. لم أقصد أن......"




قاطعتنى نهله حين قالت: "ما الذى أتى بك إلى هنا؟ ألا تعرف أننى لا أريد أن أراك؟"




ظللتُ صامتاً للحظات ، وقد أدهشنى ما قالته وأحزننى فى الوقت ذاته..




"أنا لم أعد أطيق رؤيتك.. أبتعد عنى.. لا تجعلنى أراك أبداً.. أبداً."




قالت نهله جُملتها وأجهشت فى البكاء من جديد..




"لماذا تفعل بى هذا يا طاهر؟ لماذا؟ أنت تعرف أننى لا أتمنى سواك.. أنت تعرف كم أحبك.."




قالت نهله الجُمله السابقه ومدت يدها لتمسك بيدى ثم وضعت يدى على خدها وقالت:


"أنا أحبك يا طاهر.. أحبك أكثر من نفسى.. لا تتركنى يا طاهر.."




أمام كلامها ، لم أستطيع أن أعارضها وأخبرها بأننى لا أبادلها مشاعرها ، ولذتُ بالصمت التام ، فى حين تابعت نهله قائله بتهديد:


"إذا أبتعدت عنى فسوف أموت.." !



********************أعتكفتُ فى المطبخ بعد عودتى من العمل ، بناءً على رغبة أمى ، وبالطبع زينه الشقيه بجانبى..



كانت الساعه تناهز الرابعه حين أنتهيتُ من إعداد الطعام وغادرت المطبخ..




كنتُ أريد أن أطمئن إلى أن طاهر قد غادر المستشفى فأمسكتُ بهاتفى وأتصلت برقم طاهر..




أجابنى طاهر قائلاً: "السلام عليكم..."




قلتُ: "وعليكم السلام.. كيف حالك يا طاهر؟"




طاهر قال بعد فتره: "بخير !"




قلتُ: "وكيف حال نهله؟"




أجاب: "الحمد لله."




رددتُ: "الحمد لله.. كنتُ فقط أريد الأطمئنان عليها."




قال: "لا تقلقى.. لقد أصبحت بخير واليوم ستغادر المستشفى."




قلتُ: "عظيم."




ران الصمت علينا للحظات ، كنتُ أريد أن أسأله بطريقه غير مباشره إذا كان ما زال عندها أم لا؟ إلا أن الكلمات لم تسعفنى..



وبينما كنتُ فى ذلك سمعتُ طاهر يقول:


"وأنتِ كيف حالكِ؟"





قلتُ بغيظ وبحده:"أصبحتُ بخير بعدما أطمئنيتُ على صحة أبنة خالك."




طاهر قال بشك: "فعلاً!؟ شكراً لكِ يا ساره."




هنا نفذ صبرى وقلتُ مباشرةً: "أذن.. فأنت مازلتُ عندها."




أجاب: "بلى.. أنتظر أن تبدل ملابسها لأوصلها إلى منزلها.. ها هى قد أنتهت من تبديل ثيابها.. لابد أن أنهى الأتصال الأن." !



أغلق طاهر الخط دون أن يعطينى الفرصه لأقول أى شئ..



تباً لكِ يا نهله.. هل لابد أن أقطع شرايينى لأحظى بأهتمام طاهر مثلك؟!



*******************



كنتُ واقفاً خارج حجرة نهله ، فى أنتظار أن تبدل ثيابها لنغادر حين أتصلت بى ساره التى كانت تبدو مستاءه جداً رغم محاولتها أخفاء ذلك..




وبينما كنتُ أتحدث إلى ساره غادرت نهله الحجره برفقة والدتها ، وحين رأتنى وأنا أتحدث فى الهاتف أستاءت كثيراً ، فأنهيتُ الأتصال بسرعه ووضعتُ الهاتف فى جيب سُترتى..




"إلى من كنت تتحدث؟"




سألتنى نهله بتردد ، فقلتُ متلعثماً: "إنها.. أقصد.. إنه.. إنه.. آه.. هانى."





بدت نهله لى غير مصدقه ، فقلتُ بسرعه مغيراً مجرى الحديث: "هل تشعرين بتحسن؟"





أطالت النظر قبل أن تقول بصوت واهن: "كلا.. لا أشعر بتحسن إطلاقاً."





وأقتربت منى وتأبطت زراعى قائله بتهديد: "لا تترك يدى ؛ فأنا أشعر بالدوار ورُبما أسقط فاقدة الوعى."




أختلستُ النظر إلى زوجة خالى فوجدتها تبتسم !



غادرنا المستشفى وأستقلتُ سيارتى..



جلست نهله على المقعد بجانبى ، بينما جلست زوجة خالى على المقعد الخلفى.




أنطلقتُ بسيارتى وأتجهتُ إلى منزل نهله..



حين وصلتُ إلى منزلها أوقفتُ السياره على جانب الطريق وألتفتت إلى نهله قائلاً:


"حمداً لله على سلامتك يا نهله."




نظرت نهله إلى وقالت بتردد: "أتقصد أنك لن تصعد معنا إلى المنزل؟!"




قلتُ كاذباً: "لدى أعمالاً هامه فى المكتب."




نهله قالت: "أذن فلنذهب إلى المكتب معاً لأساعدك فى هذه الأعمال."




قلتُ: "لكنكِ مازلتِ متعبه يا نهله."




وافقتنى زوجة خالى قائله: "طاهر معه حق يا نهله."




نهله ظلت صامته للحظات قبل أن تقول: "حسناً يا طاهر.. لكنى سأواصل العمل غداً."




تفاجأتُ ، وقلتُ: "تواصلين العمل؟!"




أبتسمت نهله وقالت: "بلى.. لقد قررتُ أن أعود إلى العمل بما أننا قد تصالحنا."




ياللمصيبه التى حلت على رأسى !



هذا ما كان ينقصنى فعلاً..




غادرت أم نهله السياره فى هذه اللحظه ودلفت إلى البنايه ، بينما قالت نهله بتردد:


"لما لا تبدو سعيداً بهذا الخبر؟"




جاهدتُ لكى أبتسم وقلتُ: "من قال أننى لستُ سعيداً؟ إننى أكاد أطير من فرط سعادتى."




غادرت نهله السياره وألتفتت إلىّ قائله بأبتسامه رقيقه: "أنتبه لنفسك يا حبيبى." !



*****************

::



اليوم قررت أن أعود إلى عملى فى البنك ؛ فمررتُ على والدتى فى الصباح وتركتُ أبنتى لديها ثم أستقليتُ سياره أجره لتقلنى إلى البنك




وهناك قابلنى زملائى بالعناق ، وبكلمات المواساة والتعزيه ، التى كشفت الجرح من جديد وذكرتنى بما حاولت أن أتجاهله..




جلستُ خلف مكتبى ورأيت كم الأوراق المكدسه على مكتبى ، وحين لاحظ إحدى زملائى نظرتى اليائسه إلى كم الأوراق عرض علىّ المساعده وبدأنا فى العمل..




وبينما كنتُ غارقاً فى العمل ظهر صالح من حيث لا أدرى ، ووجدته يقول بسخريه:


"من؟! هانى؟! ولما كلفت نفسك عناء الحضور إلى المكتب؟ كان الأجدر بك أن تتصل لأتى لك بالملفات إلى المنزل."




زفرتُ بضيق وقلتُ: "هل أنتهيت من سخريتك يا صالح؟"




قال صالح بنفس النبره الساخره: "كلا.. مازال فى جعبتى الكثير."




هنا نفذ صبرى تماماً ونهضتُ قائلاً: "أذن فلتبحث عمن سيستمع إليك."




تحولت سخرية صالح إلى غضب بلا حدود وأستوقفنى قائلاً: "أنتظر يا هذا."




ألتفتتُ إليه ببطئ وقلتُ بأستياء:


"أولاً لدى أسم تستطيع أن تنادينى به ، ثانياً لا أظن أننى أريد الأستماع إلى مزيد من السخريه."




قلتُ جُملتى ولم أنتظر لأسمع منه رداً ، أو حتى لأرى وقع كلماتى عليه..



***************

يتبع ان شاء الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون