ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ..... الحلقة العشرون

Leave a Comment

أستيقظتُ على صوت الهاتف المحمول الخاص بى..



تناولتُ الهاتف من فوق المنضده المجاوره لفراشى ، وأجبتُ عليه دون أن أنظر إلى الرقم المُتصل..




أتانى صوت نهله قائله: "صباح الخير يا طاهر.. هل ما زلتُ نائماً حتى الأن أيها الكسول؟"




أجبتُ بأقتضاب: "بلى."




قالت: "كيف حالك اليوم؟"




أجبتُ بنفاذ صبر: "بخير.. ما الأمر يا نهله؟"




قالت: "أمى مُصره على منعى اليوم من الذهاب إلى المكتب."




قلتُ: "جيد جداً ؛ فأنتِ مازلتِ مريضه ، ورُبما ستحتاجين لعدة أيام حتى تستردين عافيتكِ."




قالت معترضه: "كلا.. سأتى إلى العمل غداً."




قلتُ بأستياء: "حسناً."




قالت: "هل ساره ستكون موجوده غداً؟"




قلتُ وأنا أضغط على حروف الكلمه: "بالطبع."




بدت نهله مستاءه وهى تقول: "حسناً.. إلى اللقاء يا حبيبى."





أنهيتُ الأتصال ثم أخذتُ حماماً دافئاً وأرتديتُ ملابسى ثم ذهبتُ إلى المكتب..





حين دلفتُ إلى البنايه وجدتُ ساره تقف فى أنتظار المصعد ، حييتها فأجابت التحيه باسمه ثم دلفنا إلى المصعد..





وبينما كنا فى المصعد سألتنى ساره: "كيف حالك يا طاهر؟"




أبتسمتُ وقلتُ: "بخير."




قالت: "وكيف حال نهله؟"




أجبتُ: "بخير أيضاً."




كان المصعد قد وصل إلى الطابق الثانى ، ففتحتُ الباب وأنتظرت حتى غادرت ساره المصعد ثم غادرته بدورى..




حين دلفنا إلى المكتب أقترحتُ على ساره أن أقوم بعمل القهوه لنا ، فقبلت أقتراحى باسمه..




وحين رأيتها تبتسم شعرتُ بأن الشمس قد سطعت فجأه لتنير الكون بأكمله ، وشعرتُ بأننى صرتُ أسير هذه الأبتسامه !



*******************حين ذهبت طاهر إلى المطبخ ليعد لنا القهوه ، حملتُ عدة ملفات كنتُ قد أنتهيتُ من كتابتهم على الحاسب ، ثم وضعتهم على المكتب بحجرة طاهر..



وبينما كنتُ فى طريقى لمغادرة الحجره ، وقع بصرى على المكتبه المكدسه بالكتب ، فتملكنى الفضول وأقتربتُ منها ثم تناولتُ بيدى إحدى الكتب ، فوجدت طبقه من الأتربه تغلف الكتاب..




لم أستطيع مقاومة رغبتى فى تنظيف المكتبه ، ولم أضيع وقتاً بطبيعة الحال فأخليتُ أرفف المكتبه من الكتب ووضعتُ الكتب على سطح المكت الخاص بطاهر ، ثم بدأتُ أزيل الأتربه عن الأرفف قبل أن أقوم بتنظيف الكتب لأضعها على الأرفف من جديد..




دلف طاهر إلى حجرته حاملاً القهوه ، وحين لاحظ الفوضى التى تسود المكتب قال بصدمه:"ساره ! ماذا تفعلين بالله عليكِ؟!"




ألتفتتُ إلى طاهر وهززتُ كتفاى قائله:"أعيد ترتيب المكتبه كما ترى.. كانت الكتب مغلفه بالأتربه.. آه بالمناسبه..هل قرأت كل هذه الكتب؟"




قال:"قرأتُ معظمها.. وقتى ضيق كما ترين يا ساره."




قلتُ:"أذن.. هل بأمكانى أستعارة إحدى الكتب؟"




أبتسم وقال:"المكتبه بأكملها لكِ يا ساره."




أبتسمت بدورى وقلتُ: "شكراً يا طاهر."




طاهر نظر إلى أكوام الكتب الموضوعه فوق سطح المكتب وقال: "وأين سأعمل أذن؟"





قلتُ: "فلتذهب لتعمل فى مكتبى."




بدت أمارات التفكير واضحه على وجه طاهر قبل أن يقول:"كلا.. سأذهب لأعمل بحجرة نهله."





قلتُ: "آه.. بمناسبة الحديث عن نهله.. بما أنها لن تعمل معنا ثانيه ، أعتقد أنه ما من داعٍ لأن تظل الحجره على ما هى عليه ، فلتتخلص من الأثاث وتغلقها كما كانت."


وأكملتُ فى نفسى: "ليطمئن قلبى إلى أنها راحت بلا عوده."





أطال طاهر النظر إلىّ قبل أن يقول: "يبدو أننى لن أستطيع أن أتخلص من الأثاث."




سألته: "لماذا؟!"




أجاب: "لأن نهله ستعود إلى العمل غداّ."





فجر طاهر القنبله وولانى ظهره ثم أنصرف ، بينما ظللتُ أنا مصعوقه بما قاله للحظات ، قبل أن يستعيد عقلى قدرته على التفكير ، وتقفز صورة نهله الموضوعه على مكتبها إلى رأسى بغته..




ركضتُ بسرعه لألحق بطاهر قبل أن يدلف إلى حجرة نهله ، ووجدته يهم بفتح باب حجرة نهله ، فأستوقفته قائله:"مهلاً.. أنتظرنى لثوانى.. لابد أن حجره نهله غير مرتبه.. سأقوم بترتبها بسرعه."




عاد طاهر وجلس على إحدى المقاعد بالصاله ، بينما دلفتُ أنا إلى الحجره وأغلقت بابها خلفى قبل أن أتوجه مباشرةً نحو صورة نهله ، فأمسكتها ثم أخذتُ ابحث عن مكان يصلح لكى أقوم بتخبأتها فيه..





وبينما كنتُ أدور ببصرى فى أرجاء الحجره ، لاحظتُ وجود عدة أدراج فى المكتبه الخاصه بنهله ، فتوجهتُ نحوها وفتحت إحدى الأدراج المليئه بالملفات وأخفيتُ الصوره بأن وضعتُ فوقها عدة ملفات ثم أغلقتُ الدرج وغادرتُ الحجره وتوجهتُ نحو طاهر قائله:"بأمكانك أن تذهب الأن."





أبتسم طاهر وقال: "حسناً." ثم توجه نحو حجرة نهله وأغلق بابها خلفه..




عدتُ إلى حجرة طاهر وقمتُ بتشغيل إحدى أغانى نجاة الصغيره وتسمى (إلى رجل) ثم واصلتُ تنظيم المكتبه..




كانت كلمات الأغنيه منطبقه تماماً علىّ ، فكانت تصف حالى مع طاهر..




أنتابنى شعور قوى بأن هذه الأغنيه كُتبت من أجلى ، وكأن كاتبها كان يدرى قصتى مع طاهر ، فكتبها لى أنا..




وبلا شعور ، أمسكتُ بإحدى الأوراق الموضوعه على مكتب طاهر وكتبتُ عليها _ متى ستعرف كم أهواك يا رجلاً ، أبيع من أجله الدنيا وما فيها؟!_




وطويتُ الورقه ، ثم فتحتُ إحدى الملفات الموضوعه على مكتب طاهر ووضعتُ الورقه بداخلها وأعدتُ أغلاق الملف..



هل تظنون أنه سيفهم هذا ؟!


****************



ظللتُ أسير بلا هدى لساعه كامله ، حتى قادتنى قدماى بلا شعور إلى مكتب طاهر..




وقفتُ أسفل البنايه متردداً ، أريد أن أصعد ، لكننى فى الوقت لا أريد أن أزعجه..




حسمتُ أمرى وصعدتُ إلى المكتب..




حين دلفت إلى المكتب لم أجد أحداً بالصاله فأتجهتُ نحو حجرة طاهر حين رأيتُ بابها مفتوحاً ، وحين دلفتُ إليها وجدتها خاليه إلا من ساره التى كانت تقف أمام المكتبه وقد ولت ظهرها لى ، بينما كانت منهمكه فى التنظيف..




كنتُ سأنسحب بهدوء ، لولا أن أستدارت ساره بغته لتنظر إلىّ..




أنتفض جسدها حين وقع بصرها علىّ ، ثم وضعتُ يدها عند قلبها بحركه تلقائيه ، قبل أن تقول:


"أفزعتنى."




قلتُ معتذراً:"أسف.. لقد وجدتُ الصاله خاليه ، فظننتُ أن طاهر بحجرته."




أبتسمت وقالت:"حسناً.. لا عليك.. تفضل بالجلوس."




أرتبكتُ وقلتُ:"شكراً.. رُبما أكون أتيت مبكراً.. ألم يحضر طاهر حتى الأن؟"




قالت:"إنه فى الحجره الأخرى."




سألتها:"أى حجره؟"




قالت:"الحجره المجاوره."




غادرتُ الحجره وأتجهتُ نحو الحجره ثم طرقتها ، فأتانى صوت طاهر قائلاً:


"تفضلى يا ساره."




فتحتُ الباب ودلفتُ إلى الحجره فنهض طاهر من مكانه وأقترب ليصافحنى قائلاً:"أهلا يا هانى.. كيف حالك؟"




قال جُملته ثم عانقنى بشوق حقيقى..




مقابلة طاهر لى رفعت معنوياتى كثيراً وأنستنى همومى قليلاً..




جلسنا متقابلين على المقاعد الأسفنجيه ، وحينئذ قال طاهر:"أخبرنى أى ريح طيبه أتت بك إلى مكتبى؟"




ضحكتُ وقلتُ:"فى الواقع إنها ليست طيبه أبداً.. إنها ريح خبيثه جداً."





عقد طاهر حاجبيه ورمقنى بتسأل ، فتابعت:"إنه صالح.. لقد تشاجرنا."




رفع طاهر حاجبيه فى دهشه ثم قال:"لقد حذرتك منه مراراً وتكراراً.. أنت الذى لم تنصت لى."




هززتُ كتفاى وقلتُ:"هذا ما حدث."




سألنى بعد فتره:"وماذا تنوى أن تفعل؟"




قلتُ:"بالطبع سأقدم أستقالتى ، وسأبدأ فى البحث عن عمل أخر."




هز طاهر رأسه بتفهم ولاذ بالصمت لدقائق ، ثم برقت عيناها فجأه وقال:"لما لا تعمل معى يا هانى؟"




تفاجأتُ من أقتراح طاهر ، ورفضته قبل أن أفكر فيه ؛ فأنا لا أريد أن أحمل طاهر عبء فوق أعباءه ، فعلى ما يبدو أن أبنة خاله تعمل معه فى المكتب..




قلتُ:"لا أعتقد أنها فكره جيده.. لا تقلق يا طاهر فسوف أجد عملاً بإذن الله."




قال طاهر بأصرار: "لا تظن أننى أقول هذا لأساعدك.. أننى بالفعل أحتاج لمن يساعدنى فى عملى."




قلتُ:"لكن... يبدو أنك وجدت فعلاً من يساعدك ؛ فهذه الحجره........"




قاطعنى طاهر قائلاً:"تلك الحجره هى حجرة نهله ، ونهله بالكاد تساعدنى فى العمل.. حقيقى أنا أحتاج إليك يا هانى و..."




أعترضتُ قائلاً:"لكن........"




للمره الثانيه قاطعنى طاهر قائلاً بحسم:"لن أقبل الجدال يا هانى.. فلنذهب غداً لننتقى أثاث جديد لحجرتك."



******************* كان هانى قد أنصرف حين أنتهيتُ من تنظيم المكتبه فذهبتُ إلى طاهر لأخبره بذلك.. طرقتُ الباب فأتانى صوته من وراء الباب يقول:


"تفضلى يا ساره." فتحتُ الباب ودلفتُ إلى الحجره ، كان طاهر جالساً خلف المكتب وقد شبك زراعيه خلف مكتبه وأسند رأسه عليها، وكان يبدو ناعساً ، كأنه لم ينل قسطاً كافياً من النوم.. تسمرتُ فى مكانى بلا وعى وظللتُ أتأمله غير منتبهه إلى نظراته المتسأله.. أبعد طاهر زراعيه عن بعضهما وأحنى جدعه للأمام ثم أسند رأسه إلى يديه وزراعيه إلى سطح المكتب ، وأخذ يتأملنى ملياً قبل أن يسألنى بصوت خافت: "ما الأمر؟!" أفقتُ من شرودى على صوت طاهر ، فقلتُ متلعثمه:"أ.. أأأأ.. آه.. لقد أنتهيتُ من تنظيم المكتبه." أبتسم طاهر وقال: "عظيم." ونهض من خلف مكتبه حاملاً بعض الملفات ، ثم أتجه إلى حجرته وبالطبع تبعته لأعرف رأيه فى المكتبه.. نظر طاهر إلى المكتبه نظرة أستحسان وألتفت إلىّ قائلاً:"ممتاز يا ساره.. تستحقين مكافأه على ذلك." أنا لا أريد منك أى مكافأه يا طاهر.. لا أريد منك سوى شيئاً واحد.. وهو أن تبادلنى مشاعرى.. هل هذا أمراً عسير؟! أتجه طاهر ليجلس خلف مكتبه ونظر إلى الملفات قائلاً:"هل أنتهيتِ من كتابة كل هذه الملفات؟" نظرتُ إلى الملف الذى به الورقه والذى كان طاهر يمسك به ، وهوى قلبى على الأرض حين هم بفتحه ، فقلتُ بسرعه:"كلا.. لم أنتهى من هذا الملف.. أقصد.. لم أراجعه.. أعطنى أياه." قلتُ جُملتى ومددتُ يدى إليه فقال طاهر: "حسناً.. سأراجعه بنفسى." أبتلعتُ ريقى بصعوبه وظللتُ واقفه فى مكانى مصدومه ، بينما كان طاهر يرمقنى بنظرات متساءله.. أنتزعتُ نفسى من شرودى وغادرتُ الحجره ثم أغلقتُ بابها خلفى ، ووقفتُ ألتقط أنفاسى بصعوبه.. تُرى.. هل سيفهم رسالتى؟ ************************


~ إلى رجلاً ~::



ظللتُ أحدق فى الباب الذى أغلقته ساره خلفها للحظات ، قبل أن أنتزع نفسى من دهشتى وأبتسم..




أحيانا تتصرف ساره بغموض وتجعلنى أضرب أخماساً بأسداساً ، وأحيانا أخرى تكون واضحه كوضوح الشمس فى كبدِ السماء وشفافه كالماء !



غريب أمر هذه الـ ساره !




واصلتُ عملى وبدأتُ فى مراجعة الملفات التى جلبتها ساره..




وبينما كنتُ أقرأ إحدى هذه الملفات ، أو بالأدق ذلك الملف الذى قالت ساره أنها لم تراجعه ، وقع بصرى على ورقه مطويه بداخله..





وضعتُ الورقه جانباً وأخذتُ أراجع الملف ، ولدهشتى لم أجد به غلطه واحده..





لماذا قالت ساره أنها لم تراجعه أذن؟! رُبما تذكرت أنها نسيت به هذه الورقه..




لكن.. تُرى على أى شئ تحتوى هذه الورقه؟




نظرتُ إلى الورقه بتردد.. أأفتحها لأقرأ ما بها أم علىّ أن أحترم خصوصيتها وأعطيها الورقه دون أن أقرأها؟!



ظلتُ متردداً للحظات قبل أن أحسم أمرى وألتقطتُ الورقه ثم فتحتهافتحها وقرأتُ ما بها..




(( متى ستعرف كم أهواك يا رجلا ، أبيع من أجله الدنيا وما فيها؟ ))




يهيأ لى أننى أعرف هذه الكلمات جيداً.. بلى.. إنها أغنيه لنجاة الصغيره..




لكن.. لماذا هذه الورقه هنا فى الملف؟ أمن الممكن أن تكون ساره قد نسيت ووضعتها فى الملف أم تكون قد وضعتها عمداً ؟!



على أى حال أنا أميل إلى الأقتراح الأول ، وسأتأكد منه بنفسى..



*******************



لم يغادر طاهر حجرته حتى حان موعد أنصرافنا..



هل تعتقدون أنه لم يقرأ الورقه؟ أم يكون قد قرأها وتجاهلها؟ بل ورُبما ضحك منى وسخر من مشاعرى..




إذا كان بالفعل تجاهلنى وسخر من مشاعرى فستكون صدمه بالنسبة لى ، ولن أتردد فى ترك العمل رغم حاجتى إليه..



آه يا طاهر.. ماذا أفعل أكثر من هذا؟ هل أقول لك أننى واقعه فى حبك؟ هل أخبرك بأننى لا أتمنى سواك؟



أنا لا أملك الشجاعه لأفعل.. ليتك تفهم أننى أحبك لتريحنى.. بل ليتك تبادلنى مشاعرى..




فى هذه اللحظه ، غادر طاهر حجرته وأتجه نحوى مُبتسماً !



أبتسامته طمأنتنى قليلاً.. بل فى الحقيقه طمأنتنى كثيراً..



هل تظنون أنه لم يقرأ الملف؟ إذا كان لم يقرأ الملف فسوف أخذ الملف غداً وأمزق الورقه لينتهى كل هذا..



"هيا بنا يا ساره."




قال طاهر الجُمله السابقه فنظرتُ إليه بتعجب وقلتُ:"هيا بنا !! إلى أين؟!"




هز طاهر كتفيه وقال:"سنغادر.. حان موعد الأنصراف."




حملتُ حقيبتى دون مناقشه وسرتُ بجانب طاهر حتى وصلنا إلى السياره..



فتحتُ السياره ودلفتُ إليها بينما دار طاهر حول السياره نصف دوره ليجلس خلف مقعد القياده قبل أن ينطلق بسيارته..



ران الصمت علينا طوال الطريق ، وحين بدأنا نقترب من منزلى ، قررتُ أن أبدأ الحديث فقلتُ لأستدرجه بالحديث:"هل راجعت الملفات؟ هل توجد بها أخطاء؟"




أختلس طاهر النظر إلىّ وقال بلا أكتراث:"مُطلقاً.. لم أجد به خطأ واحد."




قلتُ:"وهل راجعت كل الملفات؟"




أومأ طاهر برأسه إيجاباً ثم قال: "بلى.. كلها.. لكن....."



كنا قد وصلنا إلى منزلى ، فأوقف السياره على جانب الطريق وألتفت لينظر إلى عينى مباشرةً قبل أن يتابع:"لكننى وجدتُ بإحدى الملفات ورقه أعتقد أنها تخصكِ."




أبتلعتُ ريقى بصعوبه ، وأحتقنت الدماء فى وجهى ، بينما مد طاهر يده فى جيب سُترته ثم أخرج الورقه قائلاً بلا مبالاه:"لم أستطيع مقاومة فضولى فقرأتها.. إنها أغنيه لنجاة الصغيره.. أليس كذلك؟"




قلتُ فى خفوت: "بلى.. صحيح."




طاهر قال بجديه:"توقعتُ أنكِ كنتِ شارده وأنتِ تضعين هذه الورقه.. لا أتوقع أن تكونى وضعتيها عمداً.. أليس كذلك؟"




ألمتنى جُملته كثيراً وشعرتُ كأنه يقول لى أننى لستُ سوى مجرد سكرتيره لا أكثر ولا أقل..



قلتُ بصوت يُعبر عن مدى ألمى:"بلى.. كنتُ شارده جداً." وأكملتُ فى نفسى: "وكنتُ واهمه جداً جداً ، وبلهاء جداً جداً جداً."




ألتقطتُ الورقه منه وغادرتُ السياره دون أن أنطق بكلمه واحده..



وبمجرد أن أغلقتُ الباب ، كان قد أنطلق مُسرعاً بسيارته دون أن يلوح لى أو يقول لى وداعاً..




أعتصرنى الألم وأنا أراقب سيارته التى أختفت عن نظرى بسرعه ، وحينئذ شعرتُ بدموعى تسيل على خدى..



لماذا يا طاهر جرحتنى بهذه الطريقه؟ لماذااااااااااا؟



نظرتُ إلى الورقه التى لا زالت فى يدى، ثم مزقتها بغيظ ونثرتها فى الهواء ، وبينما كنتُ أرى أجزاء الورقه الممزقه وهى تطير فى الهواء ، كان قلبى يتمزق مثلها على قصة حبى التى أنتهت قبل حتى أن تبدأ..



كم كنتُ بلهاء حين ظننتُ أن هذه الورقه الغبيه ستلفت أنظار طاهر إلىّ ! وكم كنتُ ساذجه حين ظننتُ أن طاهر سيبادلنى مشاعرى يوماً ما !




أنا أسفه يا طاهر على كل وقت قضيته أفكر فيك ، أما عن حبى لك فأنا قادره على أن أنتزعه من قلبى أنتزاعاً..




صعدتُ إلى منزلى وفتحتُ الباب بمفتاحى ثم دلفتُ إلى الشقه..




ما أن وطأتُ بقدمى المنزل حتى أتانى صوت أمى من حجرتها وهى تقول: "أهذه أنتِ يا ساره؟"




قلتُ لها بينما كنتُ أتجه نحو حجرتها: "بلى يا أمى.. إنها أنا."




حين دلفتُ إلى حجرتها وجدتُ زينه جالسه الأرض تلعب بدميتها ، بينما كانت أمى مستلقاه على الفراش ، ووجهها شاحب ، ويبدو على مُحياها التعب..




أنتابنى القلق عليها ، فسألتها: "هل أنتِ مريضه؟"




أبتسمت أمى أبتسامه باهته وقالت بصوت واهن: "كلا.. أننى بخير."




قلتُ بشك: "لا تبدين كذلك يا أمى.. رُبما كنتِ مريضه."




قالت أمى: "يبدو أننى مصابه بالأنفلونزا."




تنهدت وقلتُ: "أذن فلنذهب اليوم إلى الطبيب."




قالت أمى: "كلا.. لن أذهب إلى الطبيب.. إننى بخير.. لقد تناولت كأس من عصير الليمون وبأذن الله سأكون بخير."




أمى عنيده جداً ، ومهما قلتُ لن أستطيع أن أقنعها بأن تذهب إلى الطبيب ، لذا فقد هززتُ كتفاى بقلة حيله وقلتُ:


"حسناً.. ولكن إذا ظللتِ مريضه هكذا حتى غداً ، سنذهب إلى الطبيب."




قالت أمى: "حسناً."




غادرتُ حجرة أمى وبدلت ثيابى ثم دلفت إلى المطبخ وبدأتُ فى أعداد الطعام..




حين أنتهيتُ من أعداد الطعام لم تكن لدى شهيه لتناول أى شئ إلا أننى أجبرت نفسى على تناول الطعام لأشجع أمى التى كانت رافضه تناول أى شئ ، وفى المساء جلستُ فى حجرتى أستذكر دروسى ، وعبثاً أن أفهم حرفاً واحداً..




تباً لك يا طاهر.. ألا أستطيع التفكير فى أى شئ دون أن تقفز إلى رأسى وتحول بينى وبين التفكير فى أى شئ؟!




رميتُ الكتاب فأصطدم بالحائط قبل أن يرتد ويسقط أرضاً ثم بدأتُ فى البكاء.. كنتُ أظن أنك تملك الذكاء الكافى لأن تفهم رسالتى يا طاهر.. كنتُ أظن أنك أذكى من هذا بكثير..




ظللتُ أبكى لساعات لا أعلمها ، وبينما كنتُ جالسه وسط دموعى قفزت جُملة طاهر إلى رأسى فجأه..



"أنا لا يأسرنى سوى الشعر الأسود."



لو لم تكن تبادلنى مشاعرى يا طاهر ، فلماذا جعلت الأمل ينتعش فى قلبى؟!


لماذا جعلتنى أبنى قصوراً من الرمال طالما تنوى أن تهدمها فوق رأسى؟! لماذا؟ لماذا؟



********************أستيقظتُ فى صباح اليوم التالى على صوت أمى التى كانت تقول:"ساره.. هيا بُنيتى أستيقظى.. الساعة الأن الحادية عشر."




أنتفضتُ من مكانى بذعر وحملقتُ فى ساعه الحائط بدهشه.. إنها فعلاً الحادية عشر..




"ما الذى جعلكِ تنامين هنا؟"




سألتنى أمى ، فنظرتُ حولى لأجدنى جالسه فوق إحدى المقاعد الأسفنجيه بحجرتى ، قلتُ لأمى:"يبدو أننى رُحتُ فى النوم بينما كنتُ أستذكر دروسى."




نظرت أمى إلى الكتاب الملقى بعيداً فى إحدى أركان الحجره ، ثم عادت لتنظر إلىّ قائله:"أذن لابد أن الكتاب قد قفز بنفسه بينما كنتِ نائمه."




قلتُ مغيره مجرى الحديث:"كيف حالك اليوم يا أمى؟ هل أصبحتِ بخير؟"




أمى قالت: "بلى.. حمداً لله.. لقد قلتُ لكِ أنها مجرد أنفلونزا."




قلتُ: "حمداً لله."




حين وصلتُ إلى المكتب كان بابه مفتوحاً فدلفتُ إلى المكتب ، وتوجهتُ مباشرة نحو حجرة طاهر التى كان بابها مفتوحاً ، إلا أننى توقفتُ فى منتصف الطريق حين سمعتُ صوت نهله وهى تقول:


"إن الساعة الأن الثانيه عشر ونصف ، وتلك الفتاه لم تحصر بعد.. يبدو أنك تساهلتُ كثيراً معها.. على أى حال من الأن فصاعدا سأتعامل أنا معها.. وسترى بنفسك أن اللين والرفق لا يجدى مع أمثالها يا حبيبى."



صدمتنى جُملتها ، وصدمنى أكثر أن أسمعها وهى تقول لطاهر "يا حبيبى"..



أنتظرتُ أن أسمع رداً من طاهر ، إلا أنه لاذ بالصمت التام..




أهكذا يا طاهر.. أتتركها تتحدث عنى بهذه الطريقه ؟!


حسناً.. سأترك لكما المكتب كى تهنئا ببعضكما..



*******************

تتبع ان شاء الله



0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون