ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ..... الحلقة الثامنة عشر

Leave a Comment


الحلقة الثامنة عشر

ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ

===================

لم يكن هناك مجال للرفض حين أبتسم طاهر وطلب منى أن أتناول طعامى معه.. 





دلفنا إلى المطعم ، فأختار طاهر طاوله لشخصين وأنتظر حتى جلستُ أولاً ، ثم جلس فى المقعد المقابل لى ، مما أتاح لى الفرصه لأتأمله حينما كان يتحدث إلى النادل ويطلب منه أن يجلب لنا البيتزا.. 







ألتفتت طاهر إلىّ بعدما أنصرف النادل ، فأشحتُ بنظرى عنه بسرعه ، وقبل أن يلاحظ أننى كنتُ أتأمله ، وأخذتُ أعبث بمحتويات حقيبتى بلا هدف.. 







قال طاهر: "تبدين رائعه." 







رفعتُ بصرى إليه وقلتُ بذهول: "ماذا؟!!" 







طاهر أبتسم وقال: "إذا كنت تبحثين عن المرآه ، فلا داعى لها.. فأنا أراكِ جميله جداً." 







فغرت فاهى فى بلاهه ، وأنا أحدق به غير مصدقه.. 





هل قال حقاً أننى أبدو رائعه ؟ وهل قال أنه يرانى جميله جداً؟ 





آه يا قلبى.. 





فى هذه اللحظه أتى النادل بالبيتزا.. وبرغم أننى كنتُ جائعه جداً ، إلا أننى لم أنقض على البيتزا لألتهمها بأكملها ، وأنتظرتُ حتى بدأ طاهر يأكل وقضمتُ أول قضمه من البيتزا.. 



بعدما أوصلتُ ساره إلى منزلها ، ذهبتُ إلى منزل والدة هانى الذى لم أراه منذ أن ذهبتُ إليه بملك ذلك اليوم.. 





أخبرتنى والدته بأن أخذ ملك وذهب إلى منزله.. 







كانت والدته قلقه عليه للغايه.. وطلبت منى أن أقنعه بأن يعود ليقيم معها.. 







أخبرتها بأننى سأحاول أقناعه ، إلا أننى كنتُ أعرف جيداً أن هانى إذا أراد شيئاً فلن يردعه عنه أى شئ ، وأى شخص.. 





وبالمناسبه ، فقد أخذت منى والدته رقم هاتف ساره لتشكرها على أهتمامها بحفيدتها.. 





أستقليتُ سيارتى من جديد وذهبتُ إلى منزل هانى.. 





طرقت بابه ، ففتحه بعد فتره ، وكان يحمل ملك على زراعيه.. 





أبتسم هانى وقال: "أهلاً يا طاهر.. تفضل." 





دلفتُ إلى الشقه التى كانت غارقه فى الفوضى ، فقال هانى: "من أخبرك بأننى هنا اليوم؟" 







أجبتُ: "أخبرتنى والدتك بأنك هنا.. وبالمناسبه فإنها كانت قلقه عليك جداً و........" 





قاطعنى هانى حين شهق بذعر وقد أتسعت عيناه عن أخرهما ، ثم أعطانى ملك لأحملها ، قبل أن يهرول إلى المطبخ.. 







عاد هانى بعد قليل ، وقال لى: "تركت اللبن على الموقد فأطفأ الشعله وأغرق الدنيا." 







أبتسمت وقلتُ: "لو أنك لم تترك منزل والدتك لما عانيت هذه المعاناه." 







تهاوى هانى على أقرب مقعد وقال بنبره حزينه: "أريد أن أظل وحدى هذه الفتره.. أعتقد أن هذا من حقى يا طاهر." 







سألته: "وماذا عن عملك؟" 







قال: "لم أذهب إليه منذ ذلك اليوم المشؤوم." 







صمتتُ قليلاً ثم قلتُ بجديه: "لا يجب أن تتوقف عن العمل أكثر من هذا ؛ فإن صالح لن يفوت الفرصه وسيسعى لفصلك من العمل." 







أطال هانى النظر ثم قال: "لا أشعر بالرغبه فى الذهاب إلى العمل.. ولا أريد أن أرى أى شخص وأنا فى هذه الحاله." 







قلتُ: "أى حاله؟ أنك بخير والحمد لله.. وعلى أى حال فإن العمل سينسيك أحزانك وسيجعل جراحك تندمل بسرعه." 







قال هانى بأسى: "وهل لجرح كهذا أن يندمل يا طاهر؟" 





******************************* 





ظللتُ قابعه فى حجرتى لساعات طويله ، لا أفعل شيئاً سوى البكاء ، وإلى جانبى دسته من المحارم ( المناديل ) ، التى أغرقتها بدموعى الحاره.. 





كانت صورة حبيبى وهو يعانق هذه الطفله مطبوعه بذاكرتى ولا تفارق عينى للحظه واحده.. 





أخذتُ أعصر عينى بقوه لأمحو صورتهما معاً ، إلا أن الصوره كانت تظهر أمام عينى أكثر وضوحاً مما كانت عليه!! 







أغلقتُ عينى علنى الأمان فى الظلام.. فرأيتُ صورتهما بعقلى.. 







أنتابتنى حاله من الجنون ، وبلا وعى صرتُ أضرب أحطم كل ما يقع بصرى عليه ، حتى جلب صوت التحطيم مسامع أمى فأخذت تطرق بابى بهلع.. 







كنتُ قد هدأت نسبياً ، إلا أننى لم أشأ أن أجعل أمى ترانى فى هذه الحاله.. فتحدثتُ إليها من وراء الباب وأخبرتها بأن كل شئ على ما يرام.. 







نظرتُ إلى الفوضى التى تسببتُ بها دون أن أشعر.. وكان الزجاج المحطم يملئ أرضية الحجره بأكملها.. 







بدأتُ أجمع قطع االزجاج الكبيره ، ودموعى تنهمر على وجهى وتحجب عنى الرؤيه تماماً.. 





وبينما كنتُ أجمع الزجاج ، أحتك رسغى بالأرض المملؤه بقطع الزجاج المحطمه وسالت الدماء منه.. 





حين نظرتُ إلى الجرح ، لم يبد لى عميقاً ، فأمسكتُ بإحدى المحارم ووضعتها على الجرح ، إلا أن الدماء كانت تندفع من الجرح بغزاره فأغرقت المنديل بسرعه وصبغته باللون الأحمر.. 





رُبما كنت قد قطعتُ إحدى شرايينى دون أن أقصد.. 





فكرتُ فى الذهاب إلى المستشفى ، إلا أننى نفضتُ الفكره تماماً عن رأسى ، فلماذا أكترث لحياتى طالما أن حبيبى ليس بها؟ 







فلأرحل عن هذه الدنيا لأريح طاهر منى.. 





تركت الجرح ينزف بغزاره ، وبعد فتره بدأتُ أشعر بالدوار ولم أعى شيئاً بعد ذلك.. 





********************* 



بينما كنتُ فى طريقى إلى منزلى أرتفع رنين هاتفى المحمول.. 





مددتُ يدى لألتقط الهاتف ثم نظرتُ نحو الشاشه فورأيتُ رقم نهله.. 





تفاجأتُ ، فلم أتوقع أن تخابرنى هكذا بسرعه.. 





تُرى ماذا تريد منى الأن؟! 





أجبتُ على الأتصال ، فأتانى صوت زوجه خالى (والدة نهله) وهى تقول بهلع: 



"طاهر.. تعالى بسرعه.. نهله أنتحرت." 







أنتفض قلبى بين ضلوعى ، وهتفتُ بهلع: "ماتت!!" 







قالت زوجة عمى بسرعه:"كلا.. لم تمت.. لقد حاولت الأنتحار.. تعالى بسرعه لتأخذها إلى المستشفى." 







حمدتُ الله فى سرى وقلتُ لزوجة عمى: "حسناً.. سأتى حالاً." 







ضغطتُ بكل قوتى على دواسة الوقود ، وأنا أدعو الله أن أصل فى الوقت المناسب.. 







وفى غضون دقائق ، كنتُ قد وصلتُ إلى منزل نهله.. 







طرقتُ الباب ، ففتح لى خالى الباب وهو يبكى.. 





قادنى خالى إلى حجرة نهله ، فرأيتُ نهله والتى كانت مستلقاه على الأرض ، وغائبه عن الوعى تماماً ، وقد تناثرت حولها قطع الزجاج ، بينما كانت الدماء تغرق ملابسها وتغرق الأرض حولها ، فى حين كانت زوجة خالى جاثيه على ركبتيها بجانبها ، وكانت تبكى بحرقه.. 







هالنى منظر الدماء ، وأنتفضت كل ذره فى جسدى وأنا أنظر إلى نهله الغارقه فى الدماء بذعر ، فى حين قال خالى: 



"أسرع يا طاهر.. تعالى وساعدنى لنحملها." 







لم يكن هناك مجال لأرتاع وأندهش ، فمددت يدى نحو نهله ، وحملتها أنا وعمى بحذر ثم هبطنا بها إلى الأسفل بسرعه ، وغادرنا البنايه متجهين نحو سيارتى ، وتبعتنا زوجة خالى.. 





وضعنا نهله برفق فى المقعد الخلفى و، وجلست زوجة خالى بجانبها ، بينما جلس خالى على المقعد بجانبى.. 







أنطلقتُ مسرعاً بسيارتى ، وذهبتُ إلى أقرب مستشفى.. 







عندما وصلنا إلى المستشفى ، أستقبلنا فريق الأسعاف بهمه ، وطلبوا منى أن أضع نهله على السرير المتحرك.. 





وحين وضعتها على السرير المتحرك ، قادها الفريق إلى حجرة العمليات مباشرةً.. 





أما نهله فكانت غائبه عن الوعى ولا تشعر بشئ مما حولها.. 







ذهب خالى وزوجته ليجلسان فى الأستقبال ، بينما ظللتُ أنا واقفاً فى الممر المؤدى إلى حجرة العمليات ، ولسانى لا ينقطع عن الدعاء لنهله.. 





فلو أصابها مكروه لا قدر الله ، سأكون أنا السبب فى هذا.. 





ولن أسامح نفسى أبداً.. 





أبداً.. 


0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون