ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ... الحلقة العاشرة

Leave a Comment






الحلقه العاشره

ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ

=====================


وصلتُ إلى المستشفى فى أقل من خمس دقائق وهرولتُ حاملاً أبنتى إلى الأستعلامات..

سألتُ الشاب الذى وجدته هناك عن زوجتى فقال: "أهى التى تعرضت لحادث سير؟" 

قلتُ: "بلى." 


قال الشاب: "إنها تحتاج إلى جراحه عاجله وكنا ننتظر حضورك لتوقع على الموافقه و....." 


لم أنتظر حتى يتم جملته فقاطعته قائلاً: "لماذا؟ ماذا بها؟ هل إصابتها بالغة الخطوره؟" 


أجاب الشاب: "لستُ أدرى.. كل ما أعرفه هو أنها تحتاج إلى جراحه عاجله.. بأمكانك أن تسأل الطبيب المُختص ، لكن عليك الأن أن توقع بالموافقه وتذهب إلى الحسابات لتدفع تكاليف العمليه." 


وقعتُ على الموافقه وهرولت إلى الحسابات وهناك أخبرنى الصراف أنه لابد لى أن أدفع ألف جنيه حتى يتم إجراء العمليه لزوجتى.. 


مددتُ يدى فى جيب سترتى وأخرجتُ ما بها من نقود وأنتفضت عروقى كلها ما أن أكتشفتُ أن كل ما معى ليس سوى مائه جنيه.. 





نظرتُ إلى الصراف وقلتُ له: "لم أجلب معى سوى مائه جنيه." 





أجاب الصراف ببساطه: "أذن فلتسرع لتجلب باقى المبلغ." 





سألته: "ألا يمكن أن تجرون لها العمليه الأن بينما سأذهب أنا لأحضار باقى المبلغ." 

هز رأسه نافياً وقال: "لايمكن.. الدفع أولاً." 

لم أتمالك نفسى وصرختُ به قائلاً: "إن زوجتى تحتاج إلى جراحه عاجله.. هل تظنون أن الموت سينتظر حتى يتم سداد المصاريف؟ ربما تموت بسبب إهمالكم هذا." 


قال الصراف ببرود: "أنا أعمل على تنفيذ الأوامر ليس إلا." 


صرختُ به مجدداً: "أى أوامر تلك؟ أى أوامر؟ أتتركون الناس تموت وتقول أوامر." 


قال الشاب بطريقه مستفزه: "لا شأن لى بهذا.. أنا أنفذ الأوامر وإذا كنت معترض على هذا فـ....." 


قاطعته بصرخه هادره وأنا أقول متوعداً: "إذا أصاب زوجتى مكروه فسوف أحملكم المسئوليه كامله.. ورُبما أهدم هذه المستشفى على رؤسكم.. هل سمعت؟" 


بدا الأستياء واضحاً على وجه الشاب وهو يقول: "المستشفى بأكملها سمعت وعيدك.. وأنصحك أن تسارع بالأتصال بأى شخص يمكنه أن يجلب لك المبلغ بدلاً من الصراخ فى وجهى." 


رغم أن طريقته بدت لى مستفزه إلى أبعد الحدود إلا أن جُملته بدت لى منطقيه جداً وهذا ما أنقذه من بين يدى.. 



كنتُ أجمع كتبى أنا العن المصادفه التى جعلت زينه تجد الهاتف المحمول الخاص بطاهر حينما غادر طاهر حجرته وجلس على المقعد المقابل لى قائلاً: "لماذا تجمعين كتبتكِ؟ هل قررتِ ألا تذاكرين فى المكتب؟" 


قلتُ: "رُبما." 



"ماذا تعنين بـ رُبما؟ هل قررتِ ألا تذاكرين فى المكتب أم لا؟" 


خفضتُ بصرى وقلتُ: "قلتُ رُبما." 


قال طاهر: "أنظرى إلىّ يا ساره وأخبرينى ماذا هناك؟" 


لم أجيب فكرر بنفاذ صبر: "يا ساره.. أخبرينى ماذا هناك؟" 


قلتُ دون أن أنظر إليه: "سأترك العمل." 



أطلت الحيره من عينى طاهر وهو يقول: "تتركين العمل!؟ لماذا؟" 


خفضتُ بصرى وقلتُ فى خفوت: "لا أريد العمل.. هذا كل شئ." 


مد طاهر يده إلى ذقنى ورفع وجهى لأواجهه قائلاً: "أخبرينى ما مشكلـــ.........؟" 



بتر طاهر جُملته حينما أرتفع رنين هاتفه المحمول فأخرج هاتفه من جيب سُترته قائلاً: "بعد أذنكِ يا ساره.. سأجيب على هذه المخابره ثم نكمل حديثنا بعدها." 



بالتأكيد.. فلتجيب على نهله هانم أولاً ؛ فلا يجب أن تتركها على الهاتف طويلاً ؛ فرُبما تقفز من السماعه لتقوم بتوبيخك على إهمالها.. 



نظرتُ إلى طاهر مستاءه قبل أن أشيح بوجهى عنه ، فى حين أجاب طاهر على الأتصال قائلاً: "السلام عليـ...." 


لم أستطيع مقاومى فضولى حينما بتر طاهر تحيته ، فأختلستُ النظر إليه لأجد وجهه وقد تغير تماماً وهو يستمع إلى المتحدث قبل أن يقول فى حسم: "حسناً.. حسناً.. أنا قادم حالاً." 





أغلق طاهر الخط ثم ألتفت إلىّ قائلاً: "أحملى حقيبتك يا ساره ؛ فسوف ننصرف الأن." 




لم ينتظر أجابتى ودلف إلى حجرته ليحضر ميدالية المفاتيح الخاصه به قبل أن يعود قائلاً: "هيا يا ساره.. سارعى بحمل حقيبتكِ لنغادر." 


كنتُ مازالت جالسه فى نفس الوضع وقد تملكنى الفضول لأعرف من الذى كان يخابره؟ هل تظنون أن نهله هى التى كانت تخابره؟ لكن.... تُرى ما الأمر الذى أخبرته به والذى جعله ينهض مسرعاً هكذا؟ 



"هيا يا ساره." 



أنتزعنى طاهر من شرودى ، فغادرتُ الحجره وحملتُ حقيبتى مغادره الشقه وبينما كنتُ أنتظر قدوم المصعد كان طاهر قد أنتهى من أغلاق الشقه ولم يكد يقترب منى حتى أمسك بيدى وجذبنى ناحية السلم وهو يقول: "فلنهبط على السلم أسرع." 



سارت قشعريره مباغته ببدنى ما أن لمست أصابع طاهر يدى.. وراح قلبى ينبض فى عنف.. فكدتُ أسحب يدى من يده لولا أنه كان يطبق على يدى بقوه.. 



وصلنا إلى سيارة طاهر بسرعه _ فقد كان طاهر يسير بسرعه شديده_ وما أن أصبحنا أمامها حتى ترك طاهر يدى من يده وأخرج مفتاح السياره من جيب سترته ثم فتح لى باب السياره قائلاً: "تفضلى يا ساره." 



دلفتُ إلى السياره وأنا أشعر بوجنتاى قد توردا خجلا فى حين كان طاهر يدور حول السياره ليفتح الباب الذى على يسارى قبل أن يجلس خلف عجلة القياده وينطلق بأقصى سرعته.. 





تملكنى الفضول لمعرفة سر تعجله المفاجئ وبالتأكيد أن لهذا صلة بالمكالمه التى قد تلقاها فى المكتب.. أتظنون أنها نهله فعلاً كما أتوقع!؟ 





لمحتُ بطرف عينى يده التى كانت تمسك بعجله القياده وتذكرتُ لمسة يديه.. 



صحيح أن يديه كانت بارده جداً.. وصحيح أنه لم يبد عليه أنه قد تأثر بلمسة يدى مثلما تأثرتُ.. وصحيح أنه بدا لى وكأنه يمسك بيد طفله صغيره ليقودها إلى الطريق إلا أننى كنتُ أحلق فى السماء وأشعر بمشاعر غريبه وجديده لم أشعر بها من قبل.. 



"سأمر على مستشفى "المبره" لأقابل هانى قبل أن أقوم بتوصيلك إلى منزلكِ." 



قاطع طاهر تأملاتى حينما قال العباره السابقه فنظرتُ إليه وسألته: "خيراً؟ هل أصاب صديقك مكروه؟" 



أجاب طاهر دون أن يلتفتت إلىّ وقال: "كلا.. إنها زوجته.. لقد أصيبت فى حادث.. ولابد من إجراء جراحه عاجله لها الأن.. لكنهم ينتظرون أن تسديد حساب المستشفى أولاً.. لذا فقد طلب منى صديقى أن أجلب إليه المال ." 





هززتُ كتفاى قائله: "فليسدد حساب المستشفى بعد أنتهاء العمليه." 



أختلس طاهر النظر إلىّ ثم عاد لينظر إلى الطريق أمامه ولمحتُ فى هذه اللحظه شبه إبتسامه على شفتيه قبل أن يقول: "لا يمكن إجراء العمليه إلا بعد سداد الحساب يا ساره." 



*****************وضعتُ سيارتى على جانب الطريق دون أن أهتم بوضعها فى المرآب وألتفتتُ إلى ساره قائلاً: "لن أتأخر كثيراً." 



لم أنتظر إجابتها وغادرتُ السياره مُسرعاً ودورتُ حولها وكدتُ أعبر الطريق العمومى الفاصل بينى وبين المستشفى لولا أننى قد لمحتُ ساره وهى تغادر السياره! 



ألتفتتُ إليها وعلى وجهى علامة أستفهام كبيره وقبل أن أبدأ بسؤالها عن سبب مغادرتها للسياره قالت: "سأرافقك إلى الداخل." 





قلتُ حاسماً: "كلا.. عودى إلى السياره." 





تراجعتُ عما قلته حينما تقوست شفتاها إلى الأسفل وبدا الحزن واضحاً على وجهها ، فقلتُ لها: "حسناً.. تعالى يا ساره لنعبر الطريق معاً." 



مددتُ لها يدى لتمسك بها لنعبر الطريق معاً فبدت متردده للحظات ثم حسمت أمرها وأمسكت بيدى.. أختلستُ النظر إلى ساره التى خفضت بصرها بسرعه وقد توردت وجنتاها خجلاً قبل أن تسألنى: "ألن نعبر الطريق؟" 





أنتظرتُ حتى خلا الطريق من السيارات ثم عبرته ، وما أن أصبحنا على الجانب الأخر حتى سحبت ساره يدها من يدى بسرعه كما لو كانت قد أصابتها صاعقه مباغته.. هل تعتقدون أنها أستاءت ؛ لأننى أمسكتُ بيدها لنعبر الطريق ؟! 



كان هانى جالساً على إحدى المقاعد القريبه من المدخل.. وما أن دلفتُ إلى المستشفى حتى هرول إلىّ وسألنى بلهفه: "هل أحضرت النقود؟" 



ربتتُ على كتفيه قائلاً: "بلى.. سأذهب لأدفع الحساب." 



توجهتُ إلى الصراف مباشرةً لأدفع الحساب فيما ظلت ساره برفقة هانى.. 



***********************تركنى طاهر برفقة هانى الذى تهاوى فوق أقرب مقعد ودفن وجهه بين كفيه.. 



نظرتُ إلى هانى الذى بدا لى مختلفاً تماماً عن هذا الذى رأيته فى المكتب منذ ساعات و..... 


مهلاً... أنصتوا هكذا.. ما هذا الصوت!؟ 



إنه صوت بكاء طفل رضيع! من أين يأتى هذا الصوت!؟ 



تلفتتُ حولى بحثاً عن ذلك الطفل فإذا بى أجده فوق المقعد المجاور لمقعد هانى.. وكانت طفله جميله خضراء العينان ، شعرها أشقر ثقيل ، وكانت تبدو فى شهرها الثالث على ما أعتقد.. 


حملتُ الطفله وأخذتُ أهزها قائله: "ما شاء الله.. ما أجمل هذه الطفله!" 


أبعد هانى كفيه عن وجهه ونظر إلىّ ثم أبتسم إبتسامه باهته ، فسألته: "من أتى بهذه الطفله الجميله إلى هنا؟" 

أجاب: "إنها أبنتى." 



كانت هذه هى أول مره أعرف فيها أن هانى لديه طفله ، قلتُ له: "بارك الله لك فيها.. ما أسمها؟" 

قال فى خفوت: "ملك." 



قالها ثم عاد ليخفى وجهه بين كفيه ، فعدتُ أنظر إلى ملك التى كانت تبكى بلا أنقطاع .. إنها تشبه والدها إلى حد كبير.. لكن ترى هل تشبه هذه الطفله والدتها أيضاً أم لا؟ 



فى هذه اللحظه ، أقترب طاهر منا وقال موجهاً حديثه لهانى: "لقد دفعت الحساب كاملاً ولابد أنهم يجرون لها العمليه الأن.." 
وضعتُ سيارتى على جانب الطريق دون أن أهتم بوضعها فى المرآب وألتفتتُ إلى ساره قائلاً: "لن أتأخر كثيراً." 



لم أنتظر إجابتها وغادرتُ السياره مُسرعاً ودورتُ حولها وكدتُ أعبر الطريق العمومى الفاصل بينى وبين المستشفى لولا أننى قد لمحتُ ساره وهى تغادر السياره! 



ألتفتتُ إليها وعلى وجهى علامة أستفهام كبيره وقبل أن أبدأ بسؤالها عن سبب مغادرتها للسياره قالت: "سأرافقك إلى الداخل." 



قلتُ حاسماً: "كلا.. عودى إلى السياره." 



تراجعتُ عما قلته حينما تقوست شفتاها إلى الأسفل وبدا الحزن واضحاً على وجهها ، فقلتُ لها: "حسناً.. تعالى يا ساره لنعبر الطريق معاً." 



مددتُ لها يدى لتمسك بها لنعبر الطريق معاً فبدت متردده للحظات ثم حسمت أمرها وأمسكت بيدى.. أختلستُ النظر إلى ساره التى خفضت بصرها بسرعه وقد توردت وجنتاها خجلاً قبل أن تسألنى: "ألن نعبر الطريق؟" 



أنتظرتُ حتى خلا الطريق من السيارات ثم عبرته ، وما أن أصبحنا على الجانب الأخر حتى سحبت ساره يدها من يدى بسرعه كما لو كانت قد أصابتها صاعقه مباغته.. هل تعتقدون أنها أستاءت ؛ لأننى أمسكتُ بيدها لنعبر الطريق ؟! 



كان هانى جالساً على إحدى المقاعد القريبه من المدخل.. وما أن دلفتُ إلى المستشفى حتى هرول إلىّ وسألنى بلهفه: "هل أحضرت النقود؟" 



ربتتُ على كتفيه قائلاً: "بلى.. سأذهب لأدفع الحساب." 



توجهتُ إلى الصراف مباشرةً لأدفع الحساب فيما ظلت ساره برفقة هانى.. 


تركنى طاهر برفقة هانى الذى تهاوى فوق أقرب مقعد ودفن وجهه بين كفيه.. 



نظرتُ إلى هانى الذى بدا لى مختلفاً تماماً عن هذا الذى رأيته فى المكتب منذ ساعات و..... 



مهلاً... أنصتوا هكذا.. ما هذا الصوت!؟ 



إنه صوت بكاء طفل رضيع! من أين يأتى هذا الصوت!؟ 



تلفتتُ حولى بحثاً عن ذلك الطفل فإذا بى أجده فوق المقعد المجاور لمقعد هانى.. وكانت طفله جميله خضراء العينان ، شعرها أشقر ثقيل ، وكانت تبدو فى شهرها الثالث على ما أعتقد.. 



حملتُ الطفله وأخذتُ أهزها قائله: "ما شاء الله.. ما أجمل هذه الطفله!" 



أبعد هانى كفيه عن وجهه ونظر إلىّ ثم أبتسم إبتسامه باهته ، فسألته: "من أتى بهذه الطفله الجميله إلى هنا؟" 



أجاب: "إنها أبنتى." 



كانت هذه هى أول مره أعرف فيها أن هانى لديه طفله ، قلتُ له: "بارك الله لك فيها.. ما أسمها؟" 


قال فى خفوت: "ملك." 



قالها ثم عاد ليخفى وجهه بين كفيه ، فعدتُ أنظر إلى ملك التى كانت تبكى بلا أنقطاع .. إنها تشبه والدها إلى حد كبير.. لكن ترى هل تشبه هذه الطفله والدتها أيضاً أم لا؟ 



فى هذه اللحظه ، أقترب طاهر منا وقال موجهاً حديثه لهانى: "لقد دفعت الحساب كاملاً ولابد أنهم يجرون لها العمليه الأن.." 


أنتفض جسدى بلهع وكأننى أسمع هذا الخبر لأول مره.. وكأننى لم أوقع بيدى على الموافقه بأجراء العمليه لزوجتى.. 



فى حياتى بأكملها لم أشعر بالعجز مثلما شعرتُ به فى هذه اللحظه.. وأنا أعرف أن زوجتى وحبيبتى وأم أبنتى تخضع لعمليه جراحيه الأن.. 

شعرتُ فى هذه اللحظه بيد طاهر تربتُ على كتفى مواسياً فما كان منى إلا أن رفعتُ بصرى إلى طاهر الذى كان ينظر إلىّ وقد تجلى القلق على وجهه وهو يقول: "هون عليك يا هانى.. بأذن الله ستصير زوجتك على ما يرام." 



أشحتُ بوجهى عنه ونظرتُ إلى ساره التى كانت تحمل ملك وتحاول تهدئتها بلا جدوى.. 



"لماذا تبكى ملك بهذه الطريقه!؟" 

أنتزعتنى جُملة طاهر من شرودى فنظرتُ إليه وقلتُ فى حيره: "لا أعرف.." 



أقترحت ساره قائله: "رُبما كانت جائعه.." 

تذكرتُ بغته بأن ملك لم تتناول حليبها منذ أن أحضرتها السيده أم سيف ، فقلتُ: "بلى.. لابد أنها جائعه.. لكن من أين أتى لها بالحليب الأن؟" 



كانت إحدى الممرضات تمُر بالمصادفه من أمامنا فأستوقفتها قائله: "معذره.. من أين لى أن أتى بحليب أطفال؟" 

نظرت الممرضه إلى ملك بتساؤال فتابعتُ: "إن والدتها تُجرى لها عمليه الأن وهى تبدو جائعه." 

قالت الممرضه: "حسناً.. سأحضر لكِ الحليب الخاص بالحضانات." 



شكرتها وجلستُ أنتظرها ولم يطول أنتظارى فقد عادت بسرعه وأعطتنى الحليب.. وما أن وضعتُه فى فم الصغيره حتى كفت عن البكاء وشيئاً فشيئاً أغلقت عيناها وراحت فى سُباتٍ عميق.. 



سألنى طاهر: "هل نامت؟" 



أومأتُ برأسى إيجاباً فأقترب طاهر منا وأنحنى ليطبع قُبله حانيه على رأس الصغيره قبل أن يرفع رأسه وينظر إلىّ قائلاً: "لقد صنعتِ المعجزات فى دقائق." 


أبتسمتُ وقلتُ: "أنا معتاده على العنايه بالأطفال ؛ فقد مرضت أمى بعد ولادة شقيقتى زينه مباشرة وتوليتُ أنا العنايه بزينه." 


نظرتُ إلى ملك التى كانت نائمه كالملاك وتمنيتُ لو كنتُ أنا والدتها.. يارب إذا قُدر لى العيش حتى أتزوج وأنجب فأجعل لى بنتاً كهذه الملاك.. 



"أسف ؛ لأننى قمتُ بتأخيرك.. بأمكاننا أن نرحل الأن." 



رفعتُ بصرى إلى طاهر وقلتُ فى حيره: "وملك؟ لمن سأتركها؟ بالتأكيد والدها لن يقدر على العنايه بها." 



ظل طاهر صامتاً للحظات وقد بدت عليه علامات التفكير ، قبل أن يقول لهانى: "ألم تتصل بوالدتك يا هانى؟" 



رفع هانى بصره إلينا وأجاب فى خفوت: "لقد سافرت والدتى منذ أيام لخالتى فى المنصوره." 




سأله طاهر: "وماذا عن والدة زوجتك؟" 



أجاب:"والدتها متوفيه." 



سأله طاهر: "أذن... من سيعتنى بالصغيره حتى تشفى والدتها؟" 


طأطأ هانى برأسه وأجاب فى حيره: "لستُ أدرى يا طاهر.. لا أستطيع التفكير فى أى شئ."



أقترح طاهر: "ما رأيك لو أخذها معى إلى المنزل لتعتنى بها أمى؟" 

رفع بصره إلى طاهر وقال فى شك: "لكن..... رُبما لا تقدر والدتك على رعاية ملك." 



خطرت لى فى هذه اللحظه فكره نقلتها دون تفكير إلى لسانى.. 



************* 


"بأمكانى أن أعتنى بالصغيره حتى تُشفى والدتها."صوبتُ نظراتى نحو ساره التى قالت العباره السابقه وأستنكرتُ أقتراحها للحظه ثم أستحستنه فى اللحظه التاليه.. رُبما يكون حلاً مناسباً.."لقد كان أقتراح ليس إلا."قالت ساره العباره السابقه حينما لم تجد تعليقاً على جُملتها فقلتُ: "أراه أقتراح مناسب جداً.. على الأقل مؤقتاً."لم يُعلق هانى على جُملتى أنما نهض قائلاً: "سأذهب إلى المرحاض."ونظر إلىّ لأرافقه إلى المرحاض فنهضتُ قائلاً: "خذنى معك ؛ فأنا أريد أن أغسل وجهى بالماء الفاتر."أختفينا داخل طرقه جانبيه وسألنى هانى مباشرة: "هل تثق بساره؟"أجبتُ: "أننى أثق بها ثقه عمياء.. لماذا تسأل؟ ألا توافق على أقتراحها؟"قال هانى: "لستُ أدرى.. أننى عاجز تماماً عن التفكير."قلتُ: "أطمئن ؛ فإنا واثق من أن ساره ستعتنى بأبنتك جيداً."قال: "هل تعتقد هذا؟"أجبتُ: "بالتأكيد 



أنتهت المباحثات فى الطرقه الجانبيه وعاد طاهر بصحبة هانى ليعود كلا منهما إلى مقعده.. 


بالتأكيد فهمتُ أن هذا هو القصد من وراء زعمهما بدخول المرحاض وأكاد أقسم على أنهما توقفا فى الطرقه الجانبيه ولم يدلفا إلى المرحاض.. 



أنتظرتُ أن يخبرنى أحداهما عن النتائج التى أسفرت عنها المباحثات ولم يطول أنتظارى فقد قال هانى بدون مقدمات: 



"سأكون شاكراً لكِ لو أعتنيتِ بأبنتى حتى تشفى زوجتى يا ساره." 



لن أستطيع أن أصف لكم مدى سعادتى بموافقة هانى على أن أقوم بالعنايه بأبنته.. كل ما أستطيع أن أقوله لكم هو أننى كنتُ فى قمة سعادتى وأنا أغادر المستشفى حامله معى ملك وبجانبى طاهر.. 



مهلاً.. أنظروا إلينا الأن ودققوا النظر.. 


ألا نبدو كعائله واحده؟! 


طاهر هو الأب الصارم وأنا الأم الحنونه بينما ملك هى أبنتى الجميله التى تشبهنى كثيراً ؛ فإن شعرها أشقر كشعرى ، كما أن عيناها خضراء كعينى تماماً! 



سبحان الله! إن ملك هى صوره طبق الأصل منى! 



بلى.. إنها صوره طبق الأصل منى ولا تحدقون بى هكذا.. 



***************** 


تتبع

ان شاء الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون