الحلقه الرابعة عشر
ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ
=====================
عاد هانى إلى السياره حيث كنتُ أنتظره وجلس بجانبى دون أن ينبس ببنتُ شفه.. ودون حتى أن ينظر إلىّ..
ربتتُ على كتفه قائلاً: "إلى أين نذهب؟"
لم يبد عليه أنه قد سمع سؤالى فظل يحدق فى اللا شئ وعيناه لا ترمشان وقد أزدادت قبضته قوه على الحقيبه قبل أن يرفعها ليضمها إليه بلهفه وقوه..
كررتُ: "إلى أين نذهب يا هانى؟"
ألتفت هانى إلىّ وقال: "إلى منزلى؟"
سألته: "تقصد منزل والدتك؟"
قال: "بل منزلى يا طاهر."
قلتُ: "لكن.... ماذا ستفعل فى منزلك؟"
نظر إلىّ هانى مستاءً قبل أن يقول فى حده: "هذا شأنى يا طاهر.. وإذا كنت لا تريد أن تقلنى بسيارتك فسأستقل سياره أجره."
قالها وهم بمغادرة السياره لكنى أستوقفته قائلاً: "أنتظر.. سأقلك إلى حيث تشاء."
ران الصمتُ علينا طوال الطريق حتى وصلنا إلى منزل هانى وهناك أوقفتُ السياره على جانب الطريق وقلتُ لهانى: "ها قد وصلنا."
فتح هانى باب السياره قائلاً: "شكراً لك يا طاهر."
قلتُ: "ألا تريد أن أصعد معك إلى شقتك؟"
أطال النظر إلىّ قبل أن يهز رأسه نافياً ، سألته: "هل أنت متأكد من أنك ستكون بخيرهنا؟"
قال: "بلى."
سألته: "ألا تريد منى أى شئ؟"
قال: "كلا.."
وغادر السياره دون أن يودعنى ودون أن ينبس ببنتُ شفه..
*********************************
فتحتُ باب الشقه وظللتُ واقفاً للحظات دون أن أجروء على أن أتقدم خطوه واحده..
كانت الشقه غارقه فى الظلام وكانت ساكنه سكون الموتى..
حسمتُ أمرى ودلفتُ إلى الشقه ثم ضغطتُ زر الأضاءه..
أضيئت الأنوار فرأيت طبقه من الغبار تغلف الأثاث..
أغلقتُ الباب خلفى وسمعتُ صوتاً أعتدتُ على سماعه فى الثلاث شهور الماضيه.. ألا وهو صوت بكاء ملك..
أنتعش الأمل فى قلبى.. أخذتُ أتتبع الصوت.. لابد أن حلا وملك فى حجرة المعيشه.. دلفتُ إلى الحجره لأجدها خاليه..
ذهبتُ إلى حجرة ملك لأجدها خاليه بدورها..
لم يتبقى سوى حجرتى أنا وحلا.. دلفتُ إلى الحجره لأجد حلا أمامى وقد أرتدت الفستان الذى أشتريته لها..
"حلا.. حبيبتى.. كنتُ أعرف أنكِ لم تموتين.. كنت أعرف ذلك."
قلتُ هذه العباره وأنا أقترب منها.. وكلما أقتربتُ منها كلما أبتعدت عنى وكلما بهت لونها حتى تلاشت تماماً..
حلاااااااااااااااااا.. أين ذهبتِ؟
حلااااااااااااااااا.. عودى إلىّ ..
حلااااااااااااااااااااا.. فراقك يقتلنى..
تهاويتُ على الفراش ووضعتُ الحقيبه التى تحوى متعلقات زوجتى على السرير وما كدتُ أفعل حتى لمحتُ بطرف عينى الفستان حيث تركته على السرير وبجانبه البطاقه التى تركتها لزوجتى..
"إلى أجمل وأرق زوجه"
عدتُ أنظر إلى الفستان من جديد.. كم كان سيبدو جميلاً عليها!! وكم كانت ستفرح به!!
عدتُ بنظراتى إلى الحقيبه التى لم أفتحها حتى الأن..
أمسكتُ الحقيبه وأفرغتُ محتوياتها على السرير.. وكان اول شئ وقع بصرى عليه هو العباءه التى كانت ترتديها فى ذلك اليوم ووشاحها التى كانت تضعه على رأسها..
أحتضنتُ عباءتها ووشاحها وأغلقتُ عينى ..
وكم شعرتُ حينئذ بقربها منى!!
وأقسم أننى شعرتُ أنفاسها تلهب وجهى..
وضعتُ العباءه والوشاح جانباً وأمسكتُ بحقيبة يدها ثم أفرغتُ محتوياتها على الفراش..
كانت حلا تضح بها قارورة ماء صغيره نصفها فارغ والنصف الأخر ممتلئ ، كما كانت تضع بالحقيبه نقودها دون ترتيب كعادتها ، وأيضاً كانت تضع علبه قطيفه صغيره..
أمسكتُ بالقاروره وقربتها من فمى لأفرغ ما بها فى جوفى عل المياه تطفئ النار المشتعله فى أعماقى..
أتجهتُ بنظرى إلى العلبه القطيفه وأمسكتُ بها.. فتحتها لأجد بداخلها ساعه رجاليه..
لابد أن هذه الساعه هى هدية حلا لى بمناسبة عيد زواجنا..
أخرجتُ الساعه من العلبه وأرتديتها..
وقررتُ ألا أفارق هذه الساعه أبداً.. ومهما حدث لن أفارقها..
وقد ضحيتُ بالكثير كى لا أفارق الشئ الوحيد المتبقى لى من حبيبتى..
***********************
"
فى مساء هذا اليوم ستُقام حفل زفاف إيمان.. والفضل فى هذا يعود إلىّ أنا كما تعرفون..
بالأمس ذهبتُ لأشترى فستان يليق بزفافها.. واليوم طلبت أمى منى أن أذهب لمصفف الشعر..
وبعد جدال طويل مع أمى أذعنتُ لرغباتها كارهه ؛ فأنا لا أحب أن أذهب لمصفف الشعر خاصة وأنا لدى شعر ناعم لا يحتاج إلى المصفف لفرده..
تركتُ ملك مع أمى التى ولدهشتى فقد رحبت أمى بذلك كثيراً !
ألا تلاحظون أن بالأمر شئ مُريب؟!
أو ليس مُريب جداً ، فى الحقيقه أننى أفهم أمى جيداً ؛ فهى تريدنى أن أكون اليوم فى كامل أناقتى لأجتذب العرسان..
على أى حال لقد أذعنتُ لرغباتها ليس لأننى أريد أجتذاب العرسان ، ولكن لأننى سأقابل طاهر اليوم ..
بلى.. سأقابله بعد فراق دام لمدة أسبوعان.. فمن أكثر منى سعاده فى الأن؟!
ومن أكثر منى تعاسه أيضاً؟!
بلى..قلتُ سعاده وتعاسه.. لم تخطئوا القراءه..
إننى بالفعل أشعر بالتعاسه والسعاده فى آنٍ واحد ؛ لأننى سأقابل طاهر اليوم..
وشعورى بالسعاده يرجع لشوقى الشديد لطاهر..
بلى.. أشتاق إليه كثيراً وأتمنى رؤيته.. ولو كان الأمر بيدى لذهبت إليه الأن وأخبرته بأن قلبى يخفق بأسمه..
وبأننى أحيا بقربه.. وبأننى أتنفس حبه..
أما شعورى بالتعاسه فسببه أن ملك ستعود إلى والدها اليوم..
هل عرفتوا الأن سر تناقدى اليوم؟
كم سأفتقد هذه الطفله الجميله !
كلا.. لا.. هل تعرفون ؟ أنا لن أعطيها لطاهر اليوم..
سأطلب منه أن تظل ملك عندى حتى غداً ولا أظنه سيرفض..
هل تظنون أنه سيرفض؟
***************************
كنتُ جالساً خلف مكتبى ومنهمك فى عملى حينما سمعتُ طرقات خفيفه على باب حجرتى..
قلتُ بشئ من الضجر: "تفضلى يا نهله."
فتحت نهله الباب وأطلت من فتحته قائله: "أسفه إذا كنتُ أزعجتك ولكن....."
قاطعتها قائلاً بنفاذ صبر: "لم تزعجينى.. هاتِ ما عندكِ."
ظهر الأنزعاج على وجهها ، وظلت صامته للحظات قبل أن تقول فى خفوت: "لقد أنتهيتُ من هذه الملفات وكنتُ أريدك أن تراجعها و..........."
بترت نهله عبارتها حينما أرتفع رنين هاتفى فجأه..
قلتُ لها: "أنتظرى حتى أجيب على الهاتف."
أجبتُ على الأتصال فأتانى صوت ساره قائله: "السلام عليكم."
قلتُ: "وعليكم السلام.. كيف حالك يا ساره؟"
أجابت بنبره حزينه: "بخير.. ولكن...... طاهر... أننى........."
ولم تتم جملتها ، كانت تبدو متردده ، سألتها: "ما الأمر؟"
أجابت: "لاشئ.. فقط.. كنتُ أريد... لا شئ.. متى سنتقابل اليوم؟"
أختلستُ النظر إلى نهله حين سمعتها تتأفف فتجاهلتها تماماً وقلتُ لساره: "وقتما تريدين."
قالت: "فى الساعه الثامنه مساءً."
قلتُ: "حسناً.. سأمر عليكِ فى تمام الساعه الثامنه."
هنا سمعتُ صوت الملفات وهى تصطدم بمكتبى فى عنف قبل أن تقول نهله بحده:"الملفات أمامك.. راجعها وقتما تشاء.. لا أظن أننى مضطره لأن أنتظرك كل هذا الوقت."
قالت نهله جُملتها قبل أن تولينى نهله ظهرها وتنصرف.. وفى هذه اللحظه سمعتُ صوت الهاتف وهو يغلق فى وجهى..
تفاجأتُ كثيرا حين أنهت ساره الأتصال هكذا وبدون مقدمات لكننى لم أكترث لها كثيراً ؛ فلا أظن أنها كانت متعمده ذلك .. هذا غير أننى منشغلاً بنهله التى أصبحت لا تطاق منذ أن جاءت لتعمل معى ، أى منذ أسبوع واحد..
فهى لا تكاد تسمع أسم ساره حتى يجن جنونها وتستاء كثيراً.. لقد ضقتُ ذرعاً من تصرفات هذه الفتاه..
يبدو أننى أخطأتُ كثيراً حين وافقت على أقتراح أمى ولابد أن أتصرف معها بأقصى سرعه ؛ فإن ساره ستعود إلى المكتب غداً ، وبعودتها ستتحول حياتى إلى جحيم بسبب غيرة نهله..
*************** أعتقد أنه قد حان دورى لأشغل هذه السطور القليله..
لكن دعونى أعرفكم بنفسى أولاً..
أنا نهله..
بالتأكيد أصبحتم تعرفونى جيداً من خلال الحلقات السابقه..
أو ربما تعرفون عنى الجوانب السيئه فقط..
بلى.. لا أظن أن طاهر ذكر لكم عنى سوى الجوانب السيئه بى.. وفى الحقيقه أننى لا ألقى اللوم عليه أبداً..
لقد كان الخطأ خطأى منذ البدايه.. أنا التى أستحق منه هذه المعامله بسبب فعلتى..
أعتقد أنكم تعرفون جيداً ما أقصده بحديثى ؛ فلابد أن طاهر قد أخبركم عما فعلته به فى الماضى..
وأنا لن أدافع عن نفسى ؛ لأننى وبكل بساطه أخطأتُ فى حقه.. وأنفصلتُ عنه من أجل شخص لا أشعر نحوه بأى مشاعر وإن كانت ضئيله..
رُبما كنتم تتسألون عن السبب الذى جعلنى أنفصل عن طاهر وأرتبط بشخصٍ أخر.. وفى الحقيقه أنا نفسى عاجزه عن إيجاد السبب..
لقد تركت طاهر لأننى كنتُ مراهقه تجهل معنى الحب الأول..
تركته لأننى كنتُ أجهل قيمته.. ولأننى لم أكن أدرى كم أنا مغرمه به!
وليتنى كنتُ أعرف حينها أن أى شخص لن يغنينى عن طاهر.. ليتنى كنتُ أعرف.. وليتنى ما تركته..
لو لم أكن قد أنفصلتُ عنه فى الماضى ما كان ليعاملنى هذه المعامله قط.. ما كان ليذكر أسم ساره أمامى وأنا التى أعرف بحبه لها و.........
قاطع تأملاتى صوت طرقات على باب حجرتى.. لابد أنه طاهر..
نظرتُ إلى مرأتى ومسحتُ دموعى بيدى ثم قلتُ: "تفضل."
فتح طاهر الباب وأتجه إلىّ بخطوات واسعه.. كان طاهر يبدو مستاءً جداً ولا ألومه على ذلك ؛ فما فعلته منذ قليل كان تصرفاً غريباً منى ..
لكن.. كيف أستطيع أن أتمالك ننفسى وأنا أسمعه يتحدث إلى الفتاه التى يحبها بل ويخبرها بالموعد الذى سيلتقان به؟!
هل يعتقدنى جماداً لا يشعر لأتحمل كل هذه الأهانات؟!
أختلستُ النظر إلى طاهر الذى جلس فى مقابلى وأخذ يتأملى بعينان تقدحان شرراً..
أطرقتُ برأسى وخفضتُ بصرى وأنا أسأله: "ماذا هناك؟"
أتانى صوته وهو يقول: "أنا الذى يجب أن يسأل هذا السؤال يا نهله."
قلتُ وأنا مازلتُ مطأطأة الرأس: "لا أفهم."
قال طاهر بحده: "بل تفهمين ولا تتصنعين الغباء يا نهله."
أستأتُ كثيراً من جُملته فرفعتُ بصرى إليه وقلتُ بحده ممائله: "لا تتحدث معى بهذه الطريقه وإلا.........."
ولم أتم جُملتى.. ماذا سأقول له؟ وإلا ماذا؟ وإلا سأترك العمل؟ أليس هذا ما يريده؟
"وإلا ماذا يا نهله؟"
سألنى طاهر فقلتُ: "لاشئ.. لم أقصد شئ."
قلتُ جُملتى وعدتُ لأطرق برأسى أرضاً فى حين سمعتُ طاهر يقول بحده:
"بل تقصدين يا نهله.. هل تريدين أن أتم لكِ جُملتكِ؟ أليست الجُمله المقصوده هى.. (وإلا سأخبر أمك).. أليس هذا ما كنتِ ستقولينه؟ أليست هذه هى الوسيله التى تستخدمينها للضغط علىّ؟ أليس كذلك يا نهله؟"
صوعقتُ لدى سماعى جُملته ورفعتُ بصرى لأحدق به فى دهشه قبل أن أقول نافيه:
"كلا.. لا.. لا.. أقسم أننى ما كنتُ أقصد هذا أبدا يا طاهر.. كيف تظننى أفعل ذلك و.....؟"
قاطعنى طاهر حين نهض من مكانه فجأه وأنحنى ليقبض على رسغى ويوقفنى لأواجهه قائلاً بصوت جهورى:
"حذارِ يا نهله.. حذارِ أن تخبرين أمى عن أى شئ.. أى شئ يا نهله.. وإذا حدث وعرفتُ أنكِ أخبرتِ أمى بأى شئ عنى وإن كان تافهاً فسوف أتصرف معكِ بطريقه أخرى.. هل تسمعين؟"
حرر طاهر رسغى من قبضته بحركه عنيفه جعلتنى أصطدم بالمقعد فى عنف قبل أن يغادر الحجره ويصفع بابها خلفه فى قوه !!
*******************
صفعتُ باب حجرة نهله خلفى فى قوه حتى كاد الباب ينهار من قوة الصفحه..
وقفتُ متردداً ، لا أريد العوده إلى مكتبى أو بالأدق لا أريد التواجد بأى مكان يجمعنى بنهله..
حسمتُ أمرى وقررتُ مغادرة المكتب.. غادرتُ المكتب ووقفتُ فى أنتظار المصعد.. تأخر المصعد قليلاً فاصابنى الملل وقررتُ ألا أنتظره أكثر من هذا..
أتجهتُ نحو السلم وهناك عادت بى الذاكره إلى ذلك اليوم ، حين أمسكتُ بيد ساره لأقودها إلى السلم..
نفضتُ الذكرى عن رأسى ؛ فلم يكن يحتل عقلى فى هذا الوقت سوى شئ واحد.. شئ واحد فقط.. ألا وهو نهله..
أكاد لا أصدق ما فعلته بها منذ لحظات..
أستقليتُ سيارتى وانطلقتُ بها بأقصى سرعه.. نظرتُ إلى ساعة يدى فوجدتها الثاله ظهراً.. مازال الوقت باكراً على العوده إلى المنزل.. وعلى أى حال أنا لن أستطيع العود إلى منزلى الأن ؛ لأن أمى ستتسأل عن سب عودتى المبكره ، وإذا أخبرتها عما فعلته ستستاء منى كثيراً..
أننى لم يسبق لى أن كنتُ فظاً مع نهله هكذا من قبل رغم كل شئ فعلته بى.. كنتُ دائماً أتروى فى أحلك المواقف.. ولم أفقد صوابى أبداً كما فقدته اليوم..
رغم كل الأستياء الذى أشعر به نحو نهله ، ورغم أننى بالفعل لم أعد أطيق رؤيتها ، إلا أننى أشعر بوخز الضمير يكاد يقتلنى على ما فعلته بها..
كم كنتُ قاسياً معها!
حسمتُ أمرى وقررتُ أن أرضى ضميرى وأعود إلى نهله..
*******************
خلال النصف ساعه الماضيه كنتُ أفكر فيما قاله طاهر وفيما فعله..
أكاد لا أصدق ما حدث منذ قليل..
أنظر إلى رسغى فأجده محمراً.. ألمسه بيدى فأجده يؤلمنى..
أذن فكل هذا لم يكن من وحى خيالى.. لقد كان طاهر هنا بالفعل..كان هنا ولم يكن هنا..
بالتأكيد لم يكن هذا هو طاهر الذى أعرفه.. لقد كان شخصاً أخر..
لقد رحل طاهر الذى أعشقه بجنون وحل محله شخصاً مُرعباً..
أعتقد أنه لم يعد هناك مجال لوجودى طالما أن الرجل الذى أحبه قد رحل عنى..
حسناً يا طاهر.. سأترك لك العمل وسأبتعد عنك للأبد.. وليتنى أقوى على فراقك.. ليتنى أتمكن من نسيانك.. بل ليتنى ما أحببتك.. ليتنى ما عشقتك حتى الجنون..
حملتُ حقيبتى وغادرتُ حجرتى..
وقفتُ متردده فى الصاله للحظات.. كنتُ أريد أن أنصرف دون أن أخبر طاهر لكنى لم أستسغ الفكره ؛ فقد كنتُ أريد التحدث إليه قبل أن أغادر..
أقتربتُ من حجرته وطرقتُ بابها.. أنتظرتُ أن يسمح لى بالدخول وطال انتظارى ولكن دون جدوى..
ناديته ، فلم أجد منه رداً..
قررتُ أن أتحدث إليه وإن كان هذا الباب يفصلنى عنه..
قلتُ: "لقد كنتُ أريد أن أخبرك بأننى سأترك العمل طالما أن وجودى يزعجك إلى هذا الحد."
صمتتُ قليلاً.. وأنتظرتُ أن أرى وقع كلماتى عليه لكنه لم يظهر ولم يفتح بابه..
ألمنى تجاهله لى كثيراً ، ولم أشعر إلا بدموع حارقه تسيل على خدى.. فقدتُ أخر أمل لى فى أن يظهر طاهر أو ييصفح عنى فأستدرتُ لأغادر المكتب.. وما أن حتى أصطدمتُ بجسد طويل القامه ورفعتُ بصرى لأجد طاهرأمامى !!
*******************
تتبع
ان شاء الله
0 التعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا