شفيق يتقدم استطلاعات الراي الخاصة بانتخابات الرئاسة المصرية .. واشتعال المنافسة

اشتعلت انتخابات الرئاسة في مصر قبل 8 أيام فقط على بدء الاقتراع رسميا، الذي سيستمر يومين (23 و24 مايو «أيار»)، لاختيار أول رئيس للبلاد بعد ثورة 25 يناير. وبينما واصل المصريون في الخارج التصويت، أمس، لليوم الرابع على التوالي، استمر المرشحون في جولاتهم الانتخابية، بوعودهم البراقة لتحقيق أحلام المواطنين، واتهامات شرسة للمنافسين. ويتنافس 13 مرشحا في الانتخابات. وكشف أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، ونشرت نتائجه أمس، تقدم أحمد شفيق قائمة المرشحين بنسبة بلغت 12 في المائة، تلاه عمرو موسى بـ11 في المائة، بينما تراجع عبد المنعم أبو الفتوح للمركز الثالث بنسبة 9 في المائة بعد تصدره الاستطلاع السابق.

وأظهر الاستطلاع حصول محمد مرسي، مرشح الإخوان، على نسبة 6 في المائة في المرتبة الرابعة، تلاه حمدين صباحي بـ5 في المائة، ثم المفكر الإسلامي محمد سليم العوا وخالد علي بـ1 في المائة.

وأعلن عبد الله الأشعل، المرشح عن حزب الأصالة السلفي، انسحابه من السباق ودعمه مرسي، على الرغم من استمراره على قائمة المرشحين حتى الآن، نظرا لإغلاق باب الانسحاب رسميا منذ 7 مايو (أيار) الحالي. وقال الأشعل لـ«الشرق الأوسط»: «أعلن تأييدي لمرسي الذي يمتلك مشروعا واضحا، كما أنه يتبع تنظيما كبيرا، داعيا أنصاره للتصويت لمرسي حتى لا تتفتت الأصوات لصالح الفلول».

من جهته، شن أحمد شفيق، هجوما حادا على نائب حزب الوسط الإسلامي، عصام سلطان، قائلا إن سلطان «كان رجل جهاز أمن دولة، وكان يستخدمه الجهاز للحصول على المعلومات عن الحركات السياسية، وعلى رأسها حركتا كفاية والجمعية الوطنية للتغيير».

وأكد شفيق خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس، للرد على البلاغات التي تقدم بها سلطان إلى النائب العام، والتي تتهم شفيق ببيع أرض بجمعية الطيارين لأبناء مبارك، أن «سلطان كان يلعب دورا سيئا في ضرب الثقة بين جماعة الإخوان والجمعية الوطنية للتغيير»، متهما سلطان بأنه لعب دورا في «توريط» خيرت الشاطر فيما يعرف بقضية ميليشيات جامعة الأزهر بإيعاز من جهاز أمن الدولة.

ووجه شفيق رسالة لـ«سلطان»، قائلا: «ارجع لحجمك الطبيعي لأن كوارثك كثيرة جدا وغير مشرفة»، مضيفا: «رسالتي الآن لـ(الإخوان) ومن يحركونهم، هي: اهدأوا.. سوف نعمل جميعا من أجل البلد.. أعذر لكم صدمتكم في مواقف الرأي العام التي تساندني وترفض تصرفاتكم».

إلى ذلك، أعلن عدد من الشخصيات العامة وشباب الثورة من بينهم الإعلامي حمدي قنديل، والشاعر جمال بخيت، والنشطاء السياسيين خالد تليمة وأحمد دومة، تأييدهم للمرشح حمدين صباحي، وطالبوا جموع الشعب المصري والقوى الثورية بدعمه، معتبرين أنه «نموذج نزيه ومخلص للسياسي صاحب التاريخ النضالي».

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية، إعلان الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، تأييده للمرشح عمرو موسى، وهو ما قوبل بغضب واسع لدى أعضاء الحزب، المحسوب على أنصار الثورة.

ومن جهتهم، قطع المئات من مؤيدي موسي، أمس، مسافة تزيد على 250 كيلومترا، مشيا على الأقدام، من محافظة كفر الشيخ وصولا لمقر حملته الانتخابية بالدقي بمحافظة الجيزة. ورد عليهم موسى في كلمة ترحيب ألقاها عليهم: «أشعر بأنني أقف على أرض صلبة وقوية ومتينة وحولي رجال أشداء يريدون وضع يدهم في يدي لإعادة بناء بلادنا، وأعتقد أننا قادرون على ذلك».

وأشار موسى إلى أن «الفقر ولقمة العيش هما المشكلة الأولى في مصر ويتوازى معهما كرامة المواطن»، وقال: «لكي نتقدم لا بد أن نستعيد القوة والعزة والكرامة المصرية، والعيش يعني التقدم الاقتصادي.. وأراهن على المواطن المصري الذي يعرف أوضاع البلد ويريد رجل دولة».

وواصل المواطنون المصريون في الخارج التصويت في الانتخابات لليوم الرابع على التوالي أمس. وفي العاصمة السعودية الرياض، أدلى المصريون بأصواتهم في السفارة، التي تعد أكبر لجنة انتخابية في العالم، حيث قام أكثر من 160 ألف مصري بتسجيل أنفسهم.

وقال عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن السفارة المصرية في الرياض استقبلت حتى الآن مظاريف اقتراع قرابة عشرة آلاف ناخب، وقد رتبت السفارة نظاما إلكترونيا للتصويت ومعاونة الناخبين على طباعة بطاقة الاقتراع والتوقيع في كشوف التصويت.

كما شهدت العاصمة البحرينية (المنامة) إقبالا كبيرا من المصريين على التصويت، حيث بلغ عدد من تلقت السفارة المصرية مظاريف اقتراعهم حتى الآن نحو ألفي مواطن (نصف عدد المواطنين المسجلين للتصويت بالبحرين).

وقال السفير المصري لدى إيطاليا، محمد فريد منيب، إن العملية الانتخابية تسير بسلاسة تعكس خبرات التجربة الانتخابية التي اكتسبها المصريون خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، وإن إيطاليا أصبحت تتصدر الدول الأوروبية من حيث عدد المصريين المسجلين في القوائم الرسمية للانتخابية، حيث ارتفع عدد المسجلين لأكثر من 10 آلاف ناخب بزيادة 30 في المائة عن الانتخابات البرلمانية.