₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ .... الحلقة الواحدة والاربعون

Leave a Comment

بالرغم من أننى أنوى الأنفصال عن ساره إلا أن رؤيتى لذلك الحقير و هو يغازلها أضرم النيران بصدرى و أشعلها ، و جعلنى أهب واقفاً كمن لدغه عقرب و أنقض عليه كما ينقد الأسد على فريسته لأوسعه ضرباً وأكاد أتسبب له فى عاهه مستديمه لولا أن ردعتنى ساره عن هذا و هى ترتجف كورقه فى مهب الريح ، و إلا ما كنتُ تركت ذلك الحقير يفلت من قبضتى أبداً . .







طوال الطريق ، كانت ساره تبكى بحرقه و تغطى وجهها بيديها و تمنعنى من رؤية وجهها ، أما أنا فظللتُ صامتاً و تركتها تذرف الدموع التى كانت تصيبنى كسهام قاتله !





و حين وصلنا إلى بيت ساره أوقفتُ السياره على جانب الطريق ، فغادرت ساره السياره دون أن تودعنى و أتجهت إلى منزلها بخطوات سريعه و فى لحظات كانت قد أختفت بداخله ، فأنطلقتُ بسيارتى و عدتُ إلى منزلى و صورة ساره و هى تبكى مطبوعه بذاكرتى و تطاردنى بألحاح . .







حين دلفتُ إلى المنزل و رأتنى ملك أقبلت نحوى بخطواتها الصغيره و رفعت زراعيها لى تدعونى لأحملها ، فحملتها و أجلستها بجانبى و أخذتُ ألاعبها برغم ما كنتُ فيه ، و بعد قليل حين هممتُ بالذهاب إلى حجرتى أخذت ملك تبكى بشده ، مما جعلنى أضطر للجلوس معها قليلاً إلى أن غلبها النعاس و راحت فى سباتٍ عميق . .





حملتها برفق و كنتُ أنوى الذهاب بها إلى غرفتها ، إلا أننى لم ألبث أن غيرتُ وجهتى و فضلتُ أن أجعلها تنام معى بغرفتى . .







فدلفتُ إلى حجرتى و وضعتها على سريرى و ظللتُ جالساً بجانبها أتأملها و أمسح على شعرها بحنان و قد تلاعبت مئات الأفكار برأسى . .







فإن أبنتى متعلقه جداً بساره و تحبها كما لو كانت أمها بالفعل ، و حين بدأت بالكلام قالت ماما و لم تقل بابا !







إن حاجة الأطفال للأم لا يمكن أن يعوضهم عنها الأب مهما فعل ؛ لذا فقد تزوجت من ساره لتكون أماً لملك قبل أن تكون زوجه لى . .







على أى حال أبنتى لن تلبث أن تنسى ساره بمرور الأيام ، و لكن . . .





هل سأتمكن بدورى من نسيانها ؟ !





****************

مررتُ على جارتى التى كنتُ أترك زينه بصحبتها ، فأخبرتنى بأن زينه قد نامت منذ وقتٍ طويل مما أثار دهشتنى فإن زينه لا تنام قبل منتصف الليل أبداً ، ذهبتُ إلى الحجره حيث تنام فوجدت أن حرارتها مرتفعه بعض الشئ ، فنصحتنى جارتى بأن أعطيها حبوب خافضه للحراره . .







حين عدتُ إلى منزلى وضعتها على الفراش و أوقظتها لأعطيها الحبوب ثم تركتها تنام بعد ذلك و جلستُ بجانبها لبعض الوقت حتى رحتُ فى سباتٍ عميق و لم أشعر بأى شئ حتى أفقتُ من نومى على صوت بكاء زينه المتواصل و وجدتُ أن حرارتها قد أرتفعت جداً . .







لم أدرى ماذا أفعل ؟ فالساعه كانت تناهز الواحده بعد منتصف الليل ، و لن أستطيع الخروج من المنزل لأذهب بزينه إلى المستشفى . .







لم أجد حلاً سوى أن أقوم بالأتصال بهانى ليأتى لأصطحابنا ، و بالفعل أتصلتُ به و أرتديتُ ملابسى و جلستُ أنتظره و لم يطل أنتظار ، فقد أتى بسرعه و ذهبنا إلى المستشفى . .







و هناك أخبرنا الطبيب بأن زينه مصابه بالأنفلونزا و تحتاج إلى أن تبقى بالمستشفى لبعض الوقت . .





كنتُ جالسه بصحبة هانى فى الممر المؤدى إلى حجرة زينه ، و كان الصمت هو سيد الموقف ، فلم يتبادل أحدنا كلمه مع الأخر . .







أردتُ أن أقطع حاجز الصمت فقلتُ :



" أسفه لأننى أوقظتك من النوم . . لكن لم يكن لدى حلاً أخر . "







هانى أبتسم شبه إبتسامه و قال :



" لا عليكِ . . على أى حال أنا لم أكن قد نمتُ بعد . "







قلتُ :



" على أى حال شكراً على ما فعلته . "







و صمتت لبرهه ثم قلتُ :



" بأمكانك أن تذهب الأن إذا شئت ؛ فإن زينه لن تخرج الأن على أى حال . "







هانى نظر إلىّ بأستنكار و قال :



" و هل تظنين أننى سأتركك و أذهب الأن ؟ "







هززتُ كتفاى و قلتُ :



" أعتقد أنك لديك عملاً فى الصباح و ستحتاج لأن تنام لبضع ساعات لتستطيع التركيز فى العمل . "







هانى قال بنفاذ صبر : " لن أذهب إلى العمل . "







قلتُ : " و لكن . . . . . . "







هانى قاطعنى قائلاً بأنفعال :



" و هل كنتُ لأذهب للنوم لو أن ملك هى المريضه . "







قلتُ :



" لا أظن . . لكن . . ملك هى أبنتك ، بينما زينه هى شقيقتى ، و بما أننا سننفصل فلا أجد مانع فى ذهابك . "







هانى زفر بقوه و قال بضيق :



" و ليكن . . أنا لن أتركك و أذهب على أى حال . "





****************





ظللتُ ساهراً لساعه متأخره من الليل فى شرفة غرفتى أنظر للسماء و أشكوا إلى الله حالى ، و أدعوه بأن يعيد لى ساره ، حبيبتى التى ظلمتها و ظننتها تخوننى و تلعب بى . .







كم أنا نادم على هذا ! و لكن . . . فيم ينفع الندم الأن ؟ ؟ ؟ إن ساره الأن هى زوجة هانى ، و مجرد تفكيرى بها الأن يعد ذنباً عظيماً . .







ترى كيف حالك الأن ؟ هل أنتِ سعيده مع هانى ؟ و هل أستطاع أن ينسيكِ حبكِ لى ؟







طبعاً أنساها حبها لى ، و لا أتعجب فيما لو كانت قد صارت تكرهنى الأن ، فأنا أستحق أن تكرهنى . .







ألم أكن أنا السبب بكل ما وصنا إليه الأن ؟ و لولا طيشى و غبائى لكانت ساره الأن زوجتى أنا و ليست زوجة هانى . .







آه يا ساره يا حبيبتى . . كم أشتقتُ إليكِ ! كم أتمنى لو يعود الزمن بى إلى الخلف !







كم أتمنى لو تعودى لى مجدداً و لو لساعه واحده ، أعيشها بجوارك ، و أملى نظرى برؤيتك ، و أشبع قلبى منكِ يا حبيبتى !







يارب كما أستطعت أن تقلب كل شئ رأساً على عقب فى أيام و تجعلها زوجه لهانى بدلاً منى أعيدها إلىّ بمعجزه . .







يا رب . . أنت القادر الُمقتدر ؛ فبقدرتك أعيدها لى و أجعلها زوجة لى . .







يارب أنا لا أريد شيئاً سواها فلا تخذلى و أستجيب لدعائى . .







***************





ظللنا حتى ساعات النهار الأولى جالسين بالمستشفى ننتظر أن يسمح لنا الأطباء بالمغادره ، ساره كانت تجلس بجانبى و كنا لا نتبادل سوى كلمات قليله و موجزه من حين لأخر حتى بدأت جفونها تثقل و عيناها تغفل ، فطلبتُ من الأطباء أن ندلف إلى حجرة زينه لأجعل ساره تنام على إحدى الأسره بالحجره ، و لأن الحجره كانت خاليه إلا من زينه فقد سمحوا لنا بالدخول إليها . .







كانت ساره نائمه كالملاك ، و كنتُ أنا جالساً بجانبها أتأملها و أملى عينى برؤيتها . .







و كم شعرتُ آنذاك بصعوبة أبتعادى عنها !







يا ألهى . . كيف سأتحمل بعدها عنى ؟ ! لقد تعلقت بساره بشده فى خلال الأيام الماضيه حتى صرتُ لا أتخيل حياتى بدونها . .







آه يا ساره لو تعلمين . . لو تشعرين بالحب الذى أكنه لكِ بقلبى . . ليتك تشعرين بى و تبادلينى مثل هذا الحب ! بل ليتنى أنساكِ و ينتهى كل شئ !







لكن . . . . أنا لن أستطع نسيانكِ مهما حدث ؛ لقد صرتِ تجرين فى عروقى مسرى الدماء ، لقد صرتِ الماء و الهواء بالنسبة إلىّ ؛ فكيف أستطيع أن أحيا بعد أن أنتزع الدماء من عروقى ؟ و كيف أستطيع أن أحيا بدون الماء و الهواء ؟ !









رُبما كان قرارى متهوراً بعض الشئ . . بل متهوراً جداً ؛ فأنا بكل صدق لن أستطع أن أترك ساره و لن أتحمل بعدها عنى ، و أحتمال زواجها من رجلاً أخر سواى . .









لا أنا لن أتركها لأى شخص أخر . . إن ساره هى حبيبتى أنا و هى زوجتى أنا التى لن أتركها لأى مخلوق . .









و خاصة أنت يا طاهر . .





*****************





أستأذن هانى من الطبيب و جعلنا ندلف إلى حجرة زينه لأستلقى بعض الوقت على السرير المجاور لها و



الذى يفصله عنها ستار رقيق ، و لستُ أدرى كيف أستطعتُ النوم فى هذا الوقت و فى هذه الظروف ؟ ! لكنى عادة ما أفضل النوم و الهروب من الواقع الأليم على أمل أن أستيقظ لأجد كل شئ قد أصبح على ما يرام . . و ليتنآ أستيقظ لأجد زينه صارت على ما يرام ، و لأجد مشكلتى مع هانى قد أنتهت تماماً . .فى لحظة ما ، بينما كنتُ نائمه شعرتُ بيد تمسح على شعرى برفق و بأحداً ما يقبلنى برقه على جبينى و يهمس بأذنى قائلاً :" لن أتخلى عنكِ أبداً و لن أتركك لأى شخص مهما حدث ؛ فأنتِ حبيبتى رغم أنف الجميع . " !لم أفتح عينى لأرى صاحب هذه العباره لأننى كنتُ واثقه من أنه كان هانى ، و هذا ما زادنى حيره و جعلنى أضرب أخماساً بأسداس ! ألم يطلب منى اليوم أن ننفصل ؟ هل غير رأيه بهذه السرعه ؟ بل لماذا غير رأيه ؟





لا . . رُبما لم يغير رأيه و لا شئ و أنا من توهمتُ سماع هذا . .بلى . . لابد أن هذا كله مجرد حلم و لن ألبث أن أستفيق منه . .حين أستيقظتُ كانت الساعه تناهز الثامنه صباحاً ، و كان هانى لازال جالساً على إحدى المقاعد القريبه منى ، سألته عن حال زينه فأخبرنى أن الطبيب طمأنه على حالتها و أخبره بأنه سيأتى بعد قليل و يسمح لها بالمغادره . . الحمد لله . .بعد قليل أتى الطبيب ليفحصها و كان يناهز الأربعين من عمره تقريباً ، و حين سألته عن حالها قال :" الحمد لله لقد صارت بخير . . لكن لابد أن تتناوبى رعايتها أنتِ و والدها أثناء الليل و تعطوها الأدويه فى مواعيدها . . "أختلستُ النظر إلى هانى الذى كان ينظر إلىّ بدوره و كدتُ أوضح الخطأ للطبيب و أخبره بأن هانى ليس والدها ، إلا أن هانى سبقنى قائلاً :



" طبعاً سنفعل . "و حين نظرتُ إليه و جدته ينظر لى مُبتسماً !أوصلنى هانى إلى المنزل بسيارته و أوقفها على جانب الطريق أمام المنزل فألتفتُ إليه و قلتُ :" شكراً لك على . . . . "بترت جُملتى حين وجدته يغادر السياره قائلاً :" سأصعد معكِ إلى المنزل . "ظللتُ جالسه بالسياره مصدومه إلى أن دار هانى حول السياره و أتى ليفتح لى الباب قائلاً : " تفضلى . "غادرتُ السياره و سرت بجانبه لبضع خطوات ، إلا أننى لم ألبث أن توقفتُ عن السير و قلتُ :



" هل ستصعد معى فعلاً ؟ "هانى أبتسم و قال :" هذا لو لم تكونى تمانعين . "قلتُ :



" لا أمانع لكن . . . . "و لم أتم جُملتى ، فقال هانى يحثنى على المتابعه :" لكن ماذا ؟ "قلتُ :" لا يوجد أحداً بالمنزل كما تعلم . . . . "هانى تنهد و قال : " أنتِ زوجتى . "نظرتُ إليه نظره ذات مغزى و قلتُ :" لكننا سننفصل . . و لا أجد داعى لأن تصعد مـ . . . "قاطعنى هانى قائلاً بحسم :



" لن ننفصل يا ساره . "نظرتُ إليه بشك و قلتُ : " ماذا ؟ ؟ ! "هانى قال :



" كما سمعتِ . . لن ننفصل . "أثارت جُملته غضبى الشديد ، أيعتبرنى بلا رأى ؟ أيحدد متى ننفصل و متى نعود دون أن يرجع لى فى شئ ؟ ألهذه الدرجه لا يبالى برأيى ؟قلتُ بحسم و حده :" لا يا هانى . . أنا التى أريد أن ننفصل . "هانى نظر إلىّ بدهشه و قال بذهول :" هل تريدين هذا حقاً ؟ "قلتُ :" بلى ؛ فأنا لستُ دميه فى يديك تحركها كما تشاء دون أن تعترض ؛ أنا لن أقبل أن تعاملنى كأننى لا رأى لى . "هانى صر على أسنانه و قال منفعلاً :



" و متى تجاهلتُ رأيك ؟ أخبرينى متى ؟ "قلتُ :" تجاهلت رأيى حين قررت الأنفصال ، و تجاهلته مره ثانيه حين قررت العوده . "هانى قال :" حسناً يا ساره . . أصعدى إلى المنزل و سأذهب لأشترى بعض الأغراض و أوافيكِ . "أستدرتُ لأنصرف دون أن أنطق بكلمه واحده ، و حين صعدتُ إلى المنزل وضعتُ زينه فى الفراش و بدلتُ ملابسى و أنتظرتُ حضوره ، و بينما كنتُ فى أنتظاره رن جرس الهاتف و حين ذهبتُ لأجيبه وجدتها خالتى التى بادرتنى قائله :



" أين أنتِ يا ساره ؟ منذ الأمس و أنا أحاول الأتصال بكِ . . لماذا لا تجيبى على أتصالاتى ؟ لقد قلقتُ عليكِ للغايه . "قلتُ :" أسفه يا خالتى . . لقد أرتفعت حرارة زينه و ذهبتُ بها إلى المستشفى . . لقد قضينا طوال الليل بالمستشفى . "خالتى قالت بقلق :" و كيف حالها الأن ؟ هل تحسنت ؟ "قلتُ :



" الحمد لله . . لقد صارت أفضل من ذى قبل . "خالتى قالت :" حسناً . . أنا قادمه لأطمئن عليها بنفسى . "و قبل أن أعترض كانت خالتى قد أنهت الأتصال ، أوه يا ألهى . . لابد أن أجعل هانى ينصرف قبل حضورها ، فهى بالتأكيد ستظن أنه معتاد على زيارتى و أنا وحدى بالمنزل و رُبما تطلب منى أن أذهب لأعيش معها . .بعد قليل أتى هانى حاملاً بعض الأغراض و حين دلف إلى المنزل وضعها على المنضده ، فسألته : " ما هذا ؟ "أجاب ببساطه : " بعض الطعام لنا . "نظرتُ إلى الأكياس و قلتُ بحيره :" ما زلتُ لا أفهم . .



من الذى طلب منك أن تشترى هذا ؟ "هانى قال بعصبيه :" لم يطلب منى أحداً أن أشتريهم . . أنتِ زوجتى و كل ما أملك لكِ . "قلتُ :" أنا لستُ زوجتك . . نحن لازلنا مخطوبان و سننفصل . "هانى صر على أسنانه و زمجر قائلاً :" لقد قلتُ لن ننفصل . . لن أتركك لأى شخص . . أنت زوجتى أنا و أنا من يحدد متى ننفصل و متى نعود . . أفهمتِ ؟ "قلتُ بعصبيه :" هذا الكلام تقوله لخالتى و زوجها .



"هانى قال مصدوماً :" ستطلبين منهم التدخل بيننا ؟ "قلتُ بعناد : " بلى . "هانى ظل ينظر إلىّ لفتره بعينان تقدحان شرراً ، قبل أن يقول :" حسناً يا ساره . . أنتِ التى أخترتِ . "و توجهه إلى باب الشقه هاماً بالمغادرة ، فأستوقفته قائله : " أنتظر . "هانى ألتفت إلىّ متسائلاً فقلتُ :" خذ هذه الأغراض معك . "هانى رمقنى بنظره حاده ثم غادر المنزل دون أن ينطق بكلمه واحده ، أما أنا فقد تهاويتُ فوق أقرب مقعد و أطلقتُ العنان لدموعى



.*************************





اليوم خابرتنى أمى و أخبرتنى بأن ساره تريد الأنفصال عن هانى و طلبت منى أن أتى إلى منزلنا لأحاول أقناع ساره بأن تعدل عن قرارها ، لكنى بالرغم من ثقتى بأن ساره لا تسمع لرأى فقد ذهبتُ إلى منزل أمى لأتكلم معها . .





هانى كان يجلس بحجرة الصالون برفقة أبى و أمى ، أما ساره فكانت تجلس بحجرتى هى و زينه التى كانت نائمه و التى أخبرتنى أمى عن مرضها بالأمس ، قبلتُ زينه ثم ألتفتُ إلى ساره و سألتها :



" هل طمأنكِ الطبيب على حالها ؟ "







ساره قالت : " بلى . . الحمد لله . "







رددتُ : " الحمد لله . "







و ظللتُ صامته لبرهه ، فقالت ساره : " كيف حال أحمد ؟ "







قلتُ : " بخير . . "







ساره أبتسمت إبتسامه شاحبه و قالت : " هل يعاملكِ جيداً ؟ "







أبتسمت و قلتُ :" بلى . . و قد وافق على الذهاب إلى الطبيب . . هل تصدقين هذا ؟ "







قالت : " عظيم . . أنتِ تستحقين كل خير يا إيمان . "







ران الصمت للحظات ، إلا أننى قطعته هذه المره قائله :



" أخبرينى . . هل تريدين الأنفصال عن هانى بالفعل ؟ "







ساره أومأت برأسها إيجاباً ، فسألتها مباشرةً : " لماذا ؟ "







ساره قالت :" كانت هذه هى رغبته فى البدايه ، لكنه عدل عنها . "







سألتها :" و لماذا يريد الأنفصال ؟ "







صمتت لوهله ثم قالت :" لأننى خاطبته بأسم طاهر . "







عضضتُ على شفتى السفلى قائله :" أوه . . هل فعلتِ هذا ؟ "







ساره قالت :" كانت ذلة لسان . "







قلتُ :" رُبما . . لكنك جرحتِ هانى بهذا . . و على كلٍ . . أنا واثقه أنها لم تكن مجرد ذلة ؛ فأنتِ لازلتِ تحبين طاهر . "







ساره زفرت بضيق و قالت مستنكره :" أتلوميننى على شئ ليس بيدى ولا دخل لى به ؟ ! "







قلتُ :" كان كل شئ بيدك . . لقد نصحتكِ منذ البدايه و أنتِ التى لم تستمعى لى . "







ساره عقدت زراعيها أمام صدرها و قالت :" و هأنذا أصلح الخطأ الذى أرتكبته . "







قلتُ :" و بعد أن تصلحيه . . هل ستعودين إلى طاهر ؟ "







ساره صمتت لبرهه ثم قالت : " كلا . "







قلتُ :" أذن . . ستظل المشكله قائمه بوجود هانى أو عدم وجوده . "







سألتنى بحيره و تشتت : " ماذا تعنى ؟ "







قلتُ :" أعنى أن المشكله مشكلتكِ يا ساره . . لابد أن تنسى طاهر هذا تماماً و طالما أن عودتكِ له مستحيله فلما تتركين هانى الذى يحبك . "







ساره نظرت إلىّ و بدت عليها إمارات التفكير فقلتُ :" بمرور الوقت ستحبين هانى ؛ فهو شاب رائع و هو يحبكِ جداً . "







ظلت ساره صامته لفتره ، فسألتها : " ماذا قررتِ ؟ "







ساره قالت بحيره : " لا أعلم يا إيمان . . لا أعلم . "







فى هذه اللحظه أقبلت أمى ، فبادرتها بالسؤال :" ما الأخبار ؟ هل وافق هانى على الأنفصال ؟ "







أمى قالت :" على العكس . . إنه مصمم على عدم الأنفصال . . كما أنه يريد أتمام الزواج بعد شهر من الأن . "







و ألتفتت إلى ساره قائله :" إنه يحبك يا ساره و إلا لما تحمل كل هذا . . هداكِ الله يا بُنيتى لا تخذلى الشاب . "







ساره لم تعلق على كلام أمى و ظلت على صمتها لفتره من الزمن ، فقلتُ أحثها على الكلام :" ماذا قررتِ ؟ "







ساره هزت كتفيها دون أن تتكلم فقالت أمى :" أقبلى يا ساره و أبهجى قلوبنا ؛ فأنا لن أعيش لكِ طوال وأريد أن أطمئن عليكِ قبل أن أموت . "







ساره نظرت إلىّ ثم لخالتى و قالت بلهجة المغلوب على أمرها : " حسناً . . كما تشاؤن . "







تهللت أسارير أمى و غادرت الحجره لتبشر هانى بالخبر ، أما ساره فأخفت وجهها بين كفيها و أجهشت فى بكاء مرير تتقطع له القلوب !







***************





صدر الحكم علىّ بموافقة الجميع و بدأ العد التنازلى و الشهر تضاءل و صار أسبوعين . .







الأيام الماضيه قضيتها أبكى وأتضرع إلى الله لكى يجعلنى أرضى بما قمسه لى أو يأخذنى و يرحينى من حياتى و يريح الجميع . .





أما هانى فإنه يبدو سعيداً للغايه ، و هو يعاملنى برقه و يدللنى كثيراً ، و كم يجعلنى هذا أشعر بوخز الضمير !





اليوم هو حفل زفاف نهله ، و قد وافق هانى على الذهاب إلى الحفل بل و كان يريد أن يعطينى مالاً لأشترى فستان مناسب للحفل إلا أننى رفضتُ و طلبتُ من إيمان أن تقرضنى فستاناً من عندها ، كنتُ أريد أن أذهب إلى الحفل لسببان أولهما هو طاهر ؛ فقد كنتُ أريد رؤيته لأخر مره ، أما السبب الثانى فلأننى وعدتُ نهله بالحضور . .





فى المساء ، بعدما أنتهيتُ من أرتداء ملابسى ، ألتفتُ لإيمان و سألتها :" كيف أبدو ؟ ؟ "





إيمان أبتسمت و قالت : " تبدين رائعه . "







ألتفتُ إليها و قلتُ :" فعلاً ؟ ! أم أنكِ تقولين هذا لتجاملينى ؟ "







إيمان قالت بخبث :" إنكِ رائعه بالفعل ، حتى أن هذا الفستان يلاءمكِ أكثر مما يلاءمنى . "







عقدتُ حاجباى بشده و قلتُ :" أوه يا إيمان . . أنتِ لا تطاقين . . إنها المره العاشره التى تذكريننى فيها بأننى أستعرتُ هذا الثوب منكِ . "







إيمان ضحكت بمرح و قالت :" إننى فقط أمزح معكِ . "







عدتُ لأنظر لصورتى بالمرآه و قلتُ بشرود :" أتظنين أن هذا الثوب سيعجب هانى ؟ "







إيمان غمزت بعينيها و قالت :" طبعاً .. سيعجبه كثيراً .. لكن صاحبته ستعجبه أكثر . "







ضربت إيمان برفق على كتفها و قلتُ :" يا لكِ ظريفه ! "







إيمان ضحكت بينما عدتُ لأنظر إلى المرآه و أضبط حجابى ، و بعدما أنتهيتُ من ضبط حجابى ألتفتُ إلى إيمان وسألتها :" كم الساعه الأن ؟ "







إيمان نظرت فى ساعة يدها و قالت :" إنها الثامنه إلا ربع . . لم يتبق سوى ربع ساعه و يصل هانى . "







رفعتُ يدى بحركه تلقائيه و وضعتها فوق قلبى الذى أخذ يخفق بلا هواده . .





إيمان لا حظت أضطرابى فسألتنى :" ما الأمر ؟ ؟ "







أزدردتُ ريقى بصعوبه و قلتُ بصوت مرتجف ، يكاد يكون مسموع :" طاهر سيكون هناك طبعاً . . أنا خائفه من مواجهته و لا أريد رؤيته . . لا . . بل إننى أحترق شوقاً لرؤيته . "







إيمان نظرت إلىّ معاتبه و قالت :" ساره . . هل ستعودين لترديد هذا الكلام مجدداً ؟ ؟ أنسيتِ ؟ أنتِ مخطوبه لهانى ، و موعد زفافكما قد تحدد بعد أسبوعين فقط . "







نظرتُ إلى إيمان و قلتُ :" رُبما يتوجب علىّ ألا أذهب . "





و فى هذه اللحظه أرتفع بوق سيارة هانى ليعلن عن قدومه . .



إيمان هزت كتفيها قائله :" فات الوقت . "





نظرتُ إلى إيمان بأرتباك و خوف فقالت إيمان تشجعنى :" هيا يا ساره . . لا تدعيه ينتظر أكثر من هذا . "





حملتُ حقيبتى و أنتعلتُ حذائى ثم غادرتُ المنزل بصحبة إيمان و تركتُ زينه عند إحدى جيراننا ثم أتجهتُ نحو سيارة هانى . .





إيمان همست لى قبل أن ندلف :" أتلى بعض الأيات القرآنيه حتى تصلى إلى الحفل . "





جلستُ بجانب هانى بينما جلست إيمان فى المقعد الخلفى ، و بعد قمنا بتوصيلها إلى منزلها أتجهنا نحو القاعه . .





" لماذا أنت صامته ؟ "





ألتفتُ إلى هانى و قلتُ :" لستُ صامته . . إننى أراجع بعض أيات القرآن التى حفظتها مؤخراً . "





هانى أبتسم و قال : " فى المقعد الخلفى يوجد حقيبه أحضريها . "





أحضرتُ الحقيبه فقال هانى :" أفتحيها . . إنها لكِ . "





أخرجتُ من الحقيبه علبة مجوهرات ، و حين فتحتها وقع بصرى على أروع طقم رأيته على الأطلاق ، فنظرتُ لهانى و قلتُ :" أهذا لى أنا ؟ "







هانى أبتسم و قال :" و هل لى سواكِ لأهديه هذا الطقم ؟ "







نظرتُ إلى الطقم و قلتُ بخجل :" لكنه باهظ جداً . "







هانى قال برقه :" إنه أقل ما يمكننى تقديمه لكِ . "





و أبتسم متابعاً :" ما رأيك لو ذهبنا بعد الحفل فى نزهه إلى شاطئ البحر ؟ "





أبتسمت بخجل و قلتُ : " فكره رائعه . "







أما هانى فقد تابع :" و ما رأيك أن نأخذ ملك غداً إلى الملاهى . . أنها لم تذهب إلى الملاهى من قبل . "







قلتُ:" فكره جميله . . أنا واثقه من أنها ستحب الملاهى كثيراً . "





ملك أكملت عامها الأول منذ شهرين ، و قد تعلمت أن تسير بضع خطوات ، كما أنها قد بدأت تنطق بكلامات بسيطه منها ماما . .





لن أستطيع أن أصف لكم مدى سعادتى حين قالت لى ماما ! لقد كدتُ أطير فرحاً رغم أننى لستُ أمها فعلاً . .





كنا قد وصلنا إلى القاعه فى هذه اللحظه فوضعنا السياره بالمرآب و دلفنا إلى القاعه ، و كانت القاعه بالفعل رائعه ، و نهله أكثر من رائعه . .





أما طاهر فلم يظهر بعد . .





كم أنا مشتاقه لرؤيته ! و كم أتمنى أن يظهر بسرعه لأقر عينى برؤيته !





آه يا طاهر لو تعرف كم أنا مشتاقه إليك !





" لما تتلفتين حولك هكذا ؟ "





سألنى هانى ، فقلتُ : " لا . . أبداً . "





و أخذتُ أعبث بمحتويات حقيبتى علنى أكف عن الألتفات و البحث عن طاهر ، و بينما كنتُ فى ذلك صدر عن هانى زفره حانقه ، أكدت لى بما لا يقبل الشك أن من أحترق شوقاً لرؤيته قد وصل . .





و لم أستطع أن أمنع نفسى من رفع بصرى لتصطدم عينى مباشرة بعينا طاهر !





أوه . . يا ألهى . . لماذا يخفق قلبى بهذه القوه ؟ و لماذا ترتعش يدى ؟ و لماذا يتصبب العرق منى على الرغم من برودة الهواء ؟ و لماذا أشعر بتقلصات بمعدتى ؟







" سأذهب إلى المرحاض . "





قلتُ ذلك قبل أن أنهض بسرعه لأذهب إلى المرحاض و أبتعد عن نظرات طاهر التى كانت تحاصرنى من كل جهه . .





و هناك . . أطلقتُ العنان لدموعى . . و بكيتُ كما لم أبكِ من قبل . .





لماذا يحدث لى كل هذا يا ربى ؟ لماذا كتب علىّ أن أحرم من أحب الناس إلى قلبى ؟ لماذا علىّ أن أتزوج من هانى بينما قلبى يخفق بأسم طاهر ؟







بعد فتره من الزمن غادرتُ المرحاض بعد أن قمتُ بإعادة وضع مُستحضرات التجميل ، و هممتُ بالأتجاه نحو المنضده التى يجلس هانى حولها ، إلا أن ذلك الصوت أستوقفنى حين قال :





" ســــــاره . "





*********************



" ســـــــاره . "توقف قلبى لدى سماعى لهذا الصوت الذى طالما عشقته و عشقتُ صاحبه ، و تسمرتُ فى مكانى كتمثال من الخشب لا أقوى على التحرك و لا ألألتفات . . كنتُ أريد أن أنظر إليه و أملى نظرى برؤيته لكنى فى الوقت ذاته كنتُ أخشى أن يحضر هانى فجأه و يتشاجرا كما حدث فى المرة السابقه . .كدتُ أعدو مبتعده عنه بأقصى سرعه لكنى شعرتُ بخطوات تقترب منى من الخلف و يدان تمسكان بى ، فأنتفض جسدى بقوه و أستدرتُ بسرعه لأجد نفسى فجأه فى مواجهة طاهر بل و أنظر إلى عينيه مباشرة .



.ما أن ألتقت نظراتنا حتى تلاشى كل شئ مما حولى و ما عدتُ أرى سوى طاهر و لا أسمع برغم الموسيقى الصاخبه إلا صوت دقات قلبى الذى أخذ يخفق بلا هواده !يا ألهى . . كم أشتقتُ إليك ! إننى أتسأل كيف أستطعتُ ألا أراك طوال هذه الفتره الطويله ؟ ! بل كيف أستطاع قلبى أن ينبض و أنت بعيد عنى ؟ !و كيف سيستطيع قلبى أن ينبض بعدما نفترق ؟ !



" لماذا فزعتِ هكذا ؟ ! "سألنى طاهر بصوت رقيق مس أوتار قلبى و جعل أنفاسى تضطرب ، و جعلنى عاجزه عن الحركه ، فبقيتُ و اقفه بمكانى دون حراك إلا من بعض الأشياء التى أخذت تتحرك بداخلى و التى طالما تحركت فى وجوده و بقربه منى . .عادت ذاكرتى تلقائياً إلى أخر مره تقابلنا فيها ، و تذكرت كيف صرخ بى و قتها فهممتُ بالأبتعاد عنه ، إلا أنه أمسك بيدى ليوقفنى . ." إلى أين تنوين الذهاب ؟ "قلتُ بحده :



" إلى أى مكان بعيداً عنك . "ضاقت عيناه و صر على أسنانه و زمجر :



" أبداً . . هذه المره لن أتركك أبداً . . "قلتُ متهكمه :



" لكنك تركتنى من قبل و تخليت عنى فى أصعب أوقات حياتى . . بل و تركتنى لأتزوج من هانى بينما أنا أحبك أنت . . "تراخت قبضته على يدى حتى تركها تماماً و تنهد بأسى ثم قال :



" أنا أسف . "سألته فى عجب :



" على أى شئ تعتذر ؟ "طاهر قال بأسى ممزوج بالحزن :



" لأننى . . أسأتُ الظن بكِ . . و لأننى كنتُ السبب بكل ِ ما حدث . . أنا الذى تسببت فى بعادك عنى و حرمانى منكِ . . أنا الذى . . . "و صمت لبرهه ثم تابع بصوت رقيق :



" أنا الذى كان و لا زال يعشقكِ و لا يستطيع العيش بدونكِ . "فى هذه اللحظه أمتدت يده لتمسك بيدى بشوق ، أردتُ أن أسحب يدى من بين يديه لكنى لم أقوى على هذا ؛ فطالما تمنيتُ أن يمسك بيدى مثلما يمسكها الأن . .آه يا طاهر . . كم أشتقتُ إليكِ ! و كم أحتاج إليك !ليتك تشعر بى . . بل ليتك تتركنى أعود إلى هانى بسلام ؛ فلم يعد يجدى الأن أن تمسك بيدى أو لا . .سحبتُ يدى من بين يديه برفق و سألته :



" نهله أخبرتك ؟ "أومأ طاهر برأسه إيجاباً و قال :



" أجل . "تنهدتُ و قلتُ مُنفعله :



" طلبتُ منها ألا تخبرك . . لماذا فعلت هذا ؟ "طاهر نظر إلىّ بحيره و قال :



" لماذا لا تريدنى أن أعرف الحقيقه ؟ "قلتُ بأسى :



" لأنه . . لم يعد يجدى الأن . "و لستُ أدرى كيف أتتنى الشجاعه لأقول له هذا ؟ ! فقلتُ فجأه :



" أنا سأتزوج بعد أسبوعين . "ظهر الذهول الممزوج بالغضب على وجهه ، و تبدلت ملامح وجهه فجأه ، و بدأ الشرر يتطاير من عينيه ، فدار حول نفسه بغضب وهو يطلق لعنات غاضبه ، أما أنا فقلتُ بحزن :



" ألم أقل لك ؟ لقد فات الوقت ؟ "طاهر أمسك بزراعاى الأثنان و صاح بى :



" ستتزوجين هانى بعد أسبوعين ؟ ! هه ؟ ردى علىّ . "و أنتفض جسدى بأكمله و كأننى أسمع هذا الخبر لأول مره ، أما طاهر فواصل صراخه :



" أبداً . . لن أتركك تتزوجين منه . . أنتِ فتاتى أنا . . و لن تكونى لغيرى . .لن أسمح لكِ بأن تتزوجى من هانى أو غيره و أنا حى أرزق . .أنفصلى عنه و دعينا نعود إلى بعض . .أنا لن أتحمل أن تكونين لغيرى . .أنا أحبكِ يا ساره و واثق أنكِ أنتِ بدوركِ تحبيننى ؛ فما بيننا لا يمكن أن يُنسى بسهوله . "فى هذه اللحظه أنهمرت الدموع من عينى فجأه و قلتُ بصوت مختلط بالبكاء :



" لن أستطيع يا طاهر . . لا يمكننى أن أفعل هذا بهانى . . لقد وقف بجانبى و أحتملنى كثيراً . . أنا مدينه له بالكثير . "طاهر مسح بيده على شعره بغضب و زمجر قائلاً :



" إذا لم تطلبى منه أن يتركك سأفعل أنا . . أنا لن أدعكِ تتزوجين من رجلاً سواى أبداً . . أتسمعين ؟ أبـــداً . "قلتُ بتوسل :



" أرجوك لا تفعل . . "طاهر أخذ ينظر إلىّ بعمق ، ثم سألنى فجأه و بدون توقع :



" ألازلتِ تحبيننى ؟ "لم أستوعب سؤاله لأول وهله و ظللتُ أنظر إليه بحيره فقال :



" ألا زلتِ تحبيننى يا ساره ؟ ردى علىّ . "قلتُ :



" أجل . . أحبــــك و لكــ .. ... ... "و بترتُ جُملتى فجأه حين و قع بصرى على هانى الذى ظهر فجأه و الذى كان ينظر لنا و الشرر يتطاير من عينيه !



***************

حين تأخرت ساره بالمرحاض أخذتُ أبحث فى الوجوه عن طاهر بجنون ما مثله جنون و لما لم



أجده سيطرت علىّ الظنون و تلاعبت الهواجس برأسى . .







أيكون قد لحق بساره ؟ أيكونا الأن يتحدثان ؟ أيكون المرحاض مجرد حجه لتقابله ؟







أيمكن أن أكون مخدوع بها لهذه الدرجه ؟







نهضتُ من مكانى و أخذتُ أبحث عن دورة المياه الخاصه بالسيدات كالمجنون . .







و أخيراً عثرتُ على الممر المؤدى إلى دورة المياه ، و هممتُ بالدخول إليه لولا أن سمعتُ صوت ساره ، بل لقد ثقب طبلة أذنى !







" لن أستطيع يا طاهر . . لا يمكننى أن أفعل هذا بهانى . . لقد و قف بجانبى و أحتملنى كثيراً . . أنا مدينه له بالكثير . "" أجل . . أحبــــك . . "و عند هذا الحد لم أحتمل و شعرتُ بغضب لا مثيل له يتفجر فى أعماقى ، فأقتربت منهما كالقذيفه و أخذتُ ألكم و أركل بطاهر بمنتهى العنف و القسوه و الجنون . .







طاهر مندهشاً فى البدايه كما فى المره السابقه إلا أنه أخذ يقاومنى و يضربنى هو الأخر ، لكن الغلبه كانت ليدى برغم أن طاهر يفوقنى حجماً ..







رُبما كانت ثورتى قد أعطتنى قوه مضاعفه و جعلتنى أتغلب عليه !







ساره كانت تحاول فض الأشتباك و كانت تصرخ بى مطالبه أن أتركه ، لكنى لم أتركه إلا بعدما أعيانى التعب و شعرتُ بأن قواى قد أنهارت تماماً . .







أنذاك رأيتُ طاهر الذى كان مستنداً على الحائط ، ينظر إلىّ بذهول ما مثله ذهول ، فتركته واقفاً و أتجهتُ نحو ساره لأمسك بيدها و أجذبها نحوى بعنف و خشونه قائلاً بحده : " تعالى معى . "







و كدتُ أغادر معها القاعه لولا أن أستوقفنى طاهر حين قبض على زراعى قائلاً :" أترك يدها . "







ألتفت إليه و لكمته بفكه قائلاً :" تباً لك . . أهتم بشؤونك . "







طاهر جذبنى من ياقة قميصى و صرخ بى :" اللعنه عليك . . أنا لن أسمح لك بأن تعاملها هكذا . "







و أشتبكنا فى جديد فى عراك مميت . .





و بما أن التعب كان قد نال منى ، فإننى لم أستطع حتى أن أقاومه . . و أستسلمت له تماماً . .





********************

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون