ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ ..... الحلقة الثالثة

Leave a Comment



الحلقة الثالثة

ღϠ₡ يــــا من سكـــن فؤادى ₡Ϡღ
=======================
غادرتُ الكافيتريا بعدما أنتظرت طاهر لمدة ربع ساعه كامله ؛ يبدو أن طاهر هذا ليس لديه أى فكره عن إحترام المواعيد.. 



على أى حال سألقنه درساً لن ينساه فى المره القادمه.. هذا إذا قبلتُ أن أقابله مره ثانيه.. 



قاطع تأملاتى صوت رنين هاتفى وحينما أجبتُ أتانى صوت خالتى التى بادرتنى قائله: "أين أنتِ يا ساره؟" 



"إننى عائده إلى المنزل." 



"كلا.. لا تعودى إلى المنزل.. أذهبى إلى المستشفى." 



"لماذا؟ ماذا هناك؟" 



"لا شئ.. فقط أذهبى إلى هناك.. سأكون فى إنتظارك فى الخارج." 



"كلا.. أنتظرى.. أخبرينى ماذا هناك؟" 



"حينما تصلين ستعرفين." 



"خالتى أرجوكِ.. ماذا حدث؟" 



"وقع حادث لزينه." 



"ماذا؟ ماذا أصابها؟" 



"كُسرت زراعها لكن حمداً لله الأمر ليس خطيراً.. إنها بخير.. لا تقلقى." 



"حسناً.. أنا قادمه." 



أغلقتُ الخط وأخذتُ أحث قدمى على السير لكن ساقاى كانتا ترتعشان فتوقفتُ للحظات لأستجمع قوتى لكنى لم أستطيع تمالك نفسى وشعرت بالدموع تسيل على وجنتاى.. 



وبينما كنتُ فى ذلك مر بجانبى شاباً وتجاوزنى بقليل ثم أستدار وعاد وتوقف بجانبى قائلاً: "ماذا بكِ؟ لماذا تبكين؟" 



رفعتُ بصرى إليه ، كان شاب فى أواخر العشرينات تقريباً وكان طويل القامه ، نحيل ، أسمر البشره ، بنى العينين ، شعره أسود ناعم وخفيف ، وجذاب.. 



"لماذا تبكين أيتها الصغيره؟" 



خفضتُ بصرى ولم أجيبه ، فى الواقع كانت طريقته رقيقه للغايه ومهذبه لكنى لم يعجبنى أبداً وصفه لى بالصغيره.. إننى فى الثامنه عشر من عمرى ولستُ صغيره! 



"هل أرسلتكِ والدتكِ لشراء شيئاً ما وأضعتِ النقود؟ لو كان الأمر كذلك بأمكانى مساعدتك" 





تفاجأتُ وفغرت فمى فى دهشههل مظهرى يوحى بأننى فى العاشره من عمرى مثلاً!؟ 



صحيح أننى أبدو أقل من عمرى الحقيقى خاصه وأنا لا أضع مستحضرات تجميل وأيضاً وشعرى مرفوع على هيئه ذيل حصان لكن ليس لدرجة أن يظننى طفله صغيره تضيع النقود.. 



لكن.. هل تتوقعون ماذا قلتُ له؟لا.. أقسم أنكم لن تتوقعوا ما قلته له أبداً 



********************************** 



كان الطريق مزدحم للغايه وأنا فى طريقى إلى الكافيتريا التى سأقابل فيها تلك الفتاه التى وجدت هاتفى ؛ لذا فقد وصلتُ متأخراً.. 



وضعت سيارتى بالمرآب القريب من الكافيتريا وبينما كنت متوجهاً إلى باب الكافيتريا وجدتُ فتاه صغيره تبدو فى الرابعة عشر من عمرها أو أقل من ذلك ، وكانت هذه الفتاه تبكى ، فظننتُ أنها ربما أرستلها والدتها لشراء شئ فأضاعت النقود وحينما عرضتُ عليها المساعده بدت لطيفه للغايه وقالت لى بمنتهى الرقه والعذوبه:"ليس هذا من شأنك يا هذا." 



تفاجأتُ من جملتها لكنها فى النهايه ليست سوى طفله صغيره.. لكن أنظروا ماذا قالت أيضاً: "أنصحك ألا تدُس أنفك فيما لا يعنيك حتى لا تسمع ما لا يرضيك." 



أى طفله تلك !؟ إن لسانها السليط يفوق ألسنة السيدات المُسنات..قررتُ ألا أعيرها أهتمامى وقبل أن أبتعد عنها قلتُ لها:"شكراً للنصيحه الغاليه.. لقد أردتُ المساعده وحسب." 





تخيلوا ماذا قالت لى؟ 



لقد قالت:"وأنا لا أقبل المساعده من أحد." 



حقيقى أنا نادم لأننى أضعتُ وقتى وعرضتُ على تلك الفتاه المساعده بينما هى لا تستحق الأهتمام. 





حينما وصلتُ إلى الكافيتريا كانت توجد فتاه تجلس وحدها وكانت هذه الفتاه فى حوالى الخامسه والعشرون من عمرها وكانت ترتدى ثوب ما يكشفه أكثر مما يستره وكانت تضع الكثير من مستحضرات التجميل على وجهها.. وكانت هذه الفتاه تتابعنى ببصرها.. 



خمنتُ أنها هى ساره فأقتربتُ منها وألقيتُ عليها التحيه فأجابتها باسمه.. 



أذن فهذه هى ساره.. لقد كنتُ أتوقعها أصغر من هذه الفتاه كثيراً.. 



"تفضل.. أجلس." 



تفاجأتُ حينما دعتنى الفتاه للجلوس قبل أن تعرف إذا كنتُ أنا الذى تنتظره أو لا؟ 



سألتها فى شك: "هل أنتِ ساره؟" 



أبتسمت الفتاه وقالت: "هل تعرفنى؟" 



لم تعجبنى طريقتها فعدتُ أسألها فى شك: "أأنتِ ساره؟" 





"أنا ساره وأميره وأسماء وسوسن لو أحببت." 



قالتها وأنفجرت ضاحكه بصوت مرتفع.. 



أبتعدتُ عنها بضع خطوات ووجدتُ أن جميع من بالكافيتريا يتابعونى بنظراتهم ما عدا فتاه تجلس بمفردها وكانت فى العشرون من عمرها تقريباً وكانت ترتدى عباءه وحجاب.. 



لابد أن هذه هى ساره.. لقد قالت ساره أنها لم تقابل شاباً من قبل ويبدو على هذه الفتاه أنها لم تقابل شاباً من قبل فهى لا ترفع عيناها عن كأسها. 



ذهبتُ إلى الفتاه الأخرى وألقيتُ عليها التحيه فأجابتها وهى تنظر إلىّ فى أرتياب فقلتُ لها بسرعه: "أنتِ ساره.. أليس كذلك؟" 





أجابت الفتاه: "كلا." 





نظرتُ حولى مره أخرى فوجدتُ فتاه دلفت لتوها إلى الكافيتريا وجلستُ فوق مقعد بالقرب من الباب وبينما كنتُ أقترب منها وجدتُ النادل يعترض طريقى قائلاً: "يا أستاذ.. لا يحق لك أن تتصرف هكذا هنا.. من فضلك أنصرف بهدوء." 



********************** 



وصلتُ إلى المستشفى ولا أدرى كيف وصلتُ إليها.. كل ما أتذكره هو أننى وجدتُ خالتى بأنتظارى فى الخارج وقادتنى إلى حجره بالطابق الأرضى وكانت زينه جالسه فوق مقعد وكاحلها محاط بالجبس أما والدتى فكانت جالسه إلى جانبها وعيناها متورمتان من شدة البكاء.. 



تنفستُ الصعداء حينما أبتسمت زينه لى ونادتنى وأخذت تشير إلى الجبس وتتحدث بلغتها الغير مفهومه.. 



يبدو أنها كانت تشرح لى ما حدث.. 





"ما أصاب شقيقتك بسببكِ أنتِ." 



نظرتُ إلى أمى التى قالت العباره السابقه وقلتُ لها: "أمى.. دعينا نتحدث فى هذا الأمر لاحقاً.." 



قاطعتنى قائله: "بل سأتحدث الأن وعليكِ أن تعرفى أنكِ إذا أردتِ مغادرة المنزل بعد ذلك ستكون شقيقتك برفقتك يا ساره إلا إذا كنتِ تريدين أن يصيبها مكروه." 



"حسناً يا أمى..كما تريدين.. أخبرينى كيف كسرت كاحلها؟" 





"سقطت من فوق المنضده." 



"ومن الذى وضعها فوق المنضده؟" 





"شقيقتك هى التى أستعانت بإحدى المقاعد القريبه من المنضده لتصعد فوقها.. لقد قلتُ لكِ مسبقاً أننى لا أقدر على مراقبة زينه طوال الوقت فهى كثيره الحركه." 



تدخلت خالتى قائله: "لن يجدى هذا الحديث أبداً وحمداً لله أن زينه أصبحت بخير." 





********************** 



بعدما وصلتُ إلى المنزل أتصلتُ بهاتفى لأطلب من الفتاه تحديد موعد أخر لنتقابل به لكنها بدت مستاءه جداً وقبل أن أبدأ بالكلام بادرتنى قائله:"لقد أنتظرتك لربع ساعه كامله.. ما كان يجب عليك أن تتركنى أنتظرك طوال هذا الوقت ، ثم أنه من الذوق أن تتصل بى لتخبرنى بأنك ستتأخر." 





تفاجأتُ بجملتها لكنى أبتلعتُ دهشتى وأستيائى وحاولتُ أن أكون هادئاً وأنا أقول لها: "فى الواقع أنا أسف جداً ؛ لقد كان الطريق مزدحماً للغايه فتأخرت قليلاً." 



"بل كثيراً.. لقد أنتظرتك لربع ساعه كامله." 



"أنا أسف للمره الثانيه يا ساره." 



"أعتذارك غير مقبول." 



كان يمكن أن أستاء من جملتها وأتحدث إليها بطريقه فظه مثل طريقتها لكن على أى حال فإن تلك الفتاه يبدو عليها من صوتها أنها مُجرد طفله صغيره لا تفهم ماذا تقول؟ 



"أنت لا تعرف ما الذى حدث بسببك." 





"وماذا حدث بسببى؟" 





"ليس هذا من شأنك.. هل تعرف.. سأنتظرك غداً فى الساعه السابعه بنفس الكافيتريا وإذا تأخرت لثانيه واحده سأعتبر هذا الهاتف هديه منك لى." 



"لكن.. دعينا نتقابل فى كافيتريا أخرى هذه المره." 



"لماذا؟" 



"لا لشئ.. فقط.. لأننى لا أحب هذه الكافيتريا." 



"تحبها أو لا.. هذا لا يعنينى بتاتاً.. سأنتظرك بالكافيتريا ذاتها وعليك أن تتذكر أنكِ لو تأخرت لثانيه واحده سيكون هاتفك لى." 



*********************** 



اليوم جاءت لزياتى أبنة خالتى إيمان 



دعونى أعرفكم بها أولاً..إن إيمان هى أبنة خالتى وصديقتى المقربه ، هذا غير أنها زميلتى فى كلية التجاره وهى أفضل صديقه وأبنة خاله لى على الأطلاق.. 



"لماذا تغيبتِ هذا الأسبوع عن الكليه؟" 



سألتنى إيمان فهززتُ كتفاى قائله: "كنتُ أبحث عن عمل لى." 



"وما نتيجه هذا البحث؟" 



"لا شئ." 



"كيف لا شئ؟" 



"لم يقبلونى." 





"ولم تعملين أصلاً؟" 



"لأننى أحتاج إلى المال بالطبع." 



"ساره يا عزيزتى.. إنتِ بأمكانك أن تصبحى أميره فقط أشيرى إلى حاتم ليجئ إليكِ راكعاً على ركبتيه وينتشلكِ من منزلك ليجعلكِ تعيشين فى قصر." 



حاتم هو أبن خالنا وهو يحبنى منذ أن كنا أطفال لكنى بالتأكيد لا أبادله مشاعره ولا أظن أننى سأبادله مشاعره يوماً ما ؛ فإنه ليس فتى أحلامى.. 





نظرتُ إلى إيمان وقلتُ:"إذا كان حاتم يعجبكِ فمنى لكِ" 



مطت إيمان شفتيها قائله: "للأسف إنه يريدك أنتِ." 



هززتُ كتفاى بلا أكتراث وقلتُ: "وأنا لا أريده." 





"لماذا؟" 



"لأنه ليس فتى أحلامى." 



"وما هى مواصفات فتى أحلامك؟" 



"لستُ أدرى ما هى مواصفاته لكنى سأعرفه حينما أقابله." 



"ومتى ستقابلينه؟" 



"سأقابله غداً يا ظريفه." 





"رُبما أكون ظريفه لكنى لستُ ساذجه مثلك وأتخيل أشياء رُبما لا تحدث سوى بعدما تسقط أسنانك ويشيب شعرك وتصحبين أول عروس عجوز من نوعها." 



"لن تتمكنى من أحباطى.. إننى واثقه مما أقوله لكِ." 





"ساره يا حبيبتى.. لابد أن تأخذى برأى من يكبركِ مثلى وإن كان بعام واحد.. أنتِ تضيعين الفرصه من يدك وستندمين يوماً ما." 





"لن أندم أبداً أيتها العجوز." 



"بل ستندمين لكنى نصحتكِ على أى حال.. اللهم أنى بلغتُ اللهم فأشهد." 



"من يسمعكِ وأنتِ تتحدثين الأن سينخدع بكِ بالتأكيد وربما يظنكِ عاقله وأنتِ فى الحقيقه مجنونه." 





"أقسم أنه ما من مجنون سواكِ يا ساره." 





"رُبما.. لكنى أعرف جيداً ماذا أريد بينما غيرى لا يعرف ماذا يريد؟" 



"لا تتحدثين عن هذا الأمر ثانيه." 



"أنا حُره.. أتحدث فيما أريد وقتما أريد." 



"سأغطى أذناى كى لا أسمعك." 



قالتها إيمان وغطت أذنيها بالفعل فصرختُ بأعلى صوتى قائله:"يالك من مسكين يا أحمد! فقد حكمت عليك الظروف أن ترتبط بفتاه مُختله عقلياً." 



"مُختله عقلياً ؛ لأننى لا أحب التسرُع!؟" 





"وما التسرًع فى الزواج طالما أنتِ مُغرمه بجاركِ منذ أن كنتما فى الروضه؟" 



"لابد من التفكير الجاد فى هذه الأمور يا ساره ثم أننى لم أنهى دراستى بعد." 



"ما شاء الله.. أنظروا إلى الفتاه التى تضحى بحبها من أجل رسالتها العلميه فهى ستصبح عالمة الذره ذات يوم وتنقذ العالم بأكمله!!" 





"أرأيتِ كيف سأصبح ذات شأن يوماً ما؟ وتريدينى أن أضيع الفرصه وأتزوج؟" 



"ظريفه جداً !" 





"لستُ أشد ظرفاً منكِ." 



"كفى تهريجاً وأسمعينى يا إيمان.. كل ما تقولينه هراء ولا ينتمى البته للحقيقه ؛ فأنت تختلقين الاعذار كى تؤجلى زواجك من أحمد إلى أجل غير مسمى." 



"كلا.. لا.. إننى فقط أريد التفكير فى أمر الزواج بهدوء قبل أن أقدم عليه." 



"إذا فكرتى فى الزواج بهدوء فلن تتزوجى أبداً لأن أحتمال فشله يعادل أحتمال نجاحه.. إن هذه الخطوه لابد أن تأتى بدون تفكير وإلا فلن تأتى أبداً." 



**************************ذهبت إلى الكافيتريا وأنا أنظر حولى لأرى إذا كان هذا النادل مازال موجوداً أم لا ، وحينما لم أجده أخذتُ أدور ببصرى فى أرجاء القاعه بحثاً عن ساره.. 



لكن لا يوجد أى فتاه تجلس بمفردها اليوم.. يبدو أن ساره لم تأتى بعد.. 



مرت بجانبى فتاه ولما أصبحت تسير أمامى كان ظهرها مولياً لى وكانت الفتاه متوسطة الطول ، لها شعر بنى طويل ، وكانت تمسك بيد طفله صغيره.. 



هل تعتقدون أن هذه هى ساره؟ألتفتت الفتاه ونظرت إلىّ ، وكانت الفتاه بيضاء البشره ، لها ملامح طفوليه وبذقنها طابع الحُسن .. 



أقتربت منى الفتاه وقالت: "المعذره.. إننى.." 



بترت الفتاه عبارتها وأشارت إلىّ فى دهشه وصاحت: "أنت!؟" 



أقتربتُ منها قليلاً لأتبين ملامحها وسألتها: "هل تعرفينى؟" 



فتحت فمها لتجيب لكنى كنتُ قد بادرتها قائلاً فى أستنكار: "أنتِ!؟" 



"ماذا تفعل هنا؟" 



سألتنى الفتاه فقلتُ: "بل ماذا تفعلين أنتِ هنا؟" 



قالت: "ليس هذا من شأنك.. هل أنت معتاد على دس أنفك فيما لا يعنيك؟" 





"أسف لأننى أدُس أنفى للمره الثانيه فيما لا يعنينى لكنى فقط كنتُ أبحث عن فتاه مزعجه تهددنى بأنها ستسرق هاتفى وأعتقدتُ أنكِ ربُما تكونى تعرفينها." 





"لا تقل أنك أنت طاهر." 



أنحنيتُ لها نصف إنحناءه وقلتُ: "العفو يا أنسه.. أنا النادل.. هل أحضر لكِ فنجان قهوه أو أحضر لكِ كوب عصير؟" 



"ظريف جداً." 



**************أنفجر طاهر ضاحكاً وكأننى ألقيتُ نكته لتوى قبل أن يقترب من منضده قريبه ويسحب منها مقعداً قائلاً: "تفضلى أنستى." 



تركته واقفاً وسحبتُ لى مقعداً اخر وجلستُ فوقه بعدما أجلستُ زينه فوق مقعد قريب منى وقلتُ له: "هل لا أخبرتنى بالأرقام المدونه على الهاتف؟" 



أخبرنى طاهر بعدة أرقام ، فقلت:"حسناً.. لقد تأكدتُ الأن من أنك صاحبه.. تفضل هاتفك." 



ناولته الهاتف ونهضت من مكانى قائله: "لابد أن أنصرف.. الوداع." 



"لن تنصرفى قبل أن تتناولى شيئاً." 



"لا داعى لهذا.. شكراً." 



"لا تجادلينى يا ساره." 



بعد دقائق حضر النادل ووضع كأس العصير أمام زينه ووضع أمام طاهر فنجان القهوه الذى طلبه وأمامى وضع "النسكافيه" ثم أنصرف فألتفتت إلى طاهر وقلتُ: "سأدفع ثمن العصير والنسكافيه." 



هزز طاهر كتفيه بمعنى أنه لا يعترض وقال: "وماذا عن القهوه؟" 



"سأدفع ثمنها لو أردت." 



"بكلِ سرور أيتها الصغيره." 



كنتُ أرتشف من فنجانى ، فكدتُ أسكبه عليه لولا أن تمالكتُ نفسى..لماذا هو مصمم على أننى صغيره؟ 



"رجاء لا تنادينى بالصغيره ، إننى فى الثانيه والعشرون من عمرى." 



أتسعت عيناه فى دهشه قبل أن يقول: "عجباً!! لقد كنتُ أظنك فى الخامسة عشر." 



فغرت فمى فى دهشه ،، أحقاً أبدو أصغر من عمرى بثلاث سنوات كامله!؟ 



"أسف إذا كان كلامى أغضبك لكنى فى الواقع لا أعرف المجامله." 



قلتُ: "لا عليك.. فى الواقع إن هذا الوصف تعتبره معظم الفتيات نوع من أنواع الإطراء." 



*********************************** 



" سعدتُ بلقائك يا أستاذ طاهر.. هل تسمح لى بالأنصراف؟" 



قلتُ وأنا أخرج عدة أوراق ماليه من جيب سترتى: "بالتأكيد.. لكن أقبلى منى هذا رجاء." 



نظرت ساره إلى النقود فى أستنكار قبل أن تقول: "ما هذا!؟ هل تعتقدنى متسوله؟" 



"أسف جداً.. لم أقصد هذا بالطبع.. هذه النقود ليست سوى ثمن أمانتك." 



"أعتبرها هديه منى إليك.. هل لا ناديتُ على النادل لأحاسبه؟" 



"بكلِ تأكيد." 



أشرتُ إلى النادل ودفعتُ له ثمن المشروبات فقالت لى ساره ونحن نغادر الكافيتريا: "لقد قلتُ لك أننى سأدفع ثمن النسكافيه والعصير." 



هززتُ كتفاى قائلاً: "أعتبريه هديه منى إليكِ." 



"كلا.. لا.. أخبرنى كم ثمنهم لأدفعهم؟" 



"لن أخبرك." 



"لكنى لا أحب أن يدفع لى غيرى." 



"بأمكانك أن تسددى لى هذا المبلغ بأن تقبلى دعوتى لعيد ميلاد شقيقتى الصغرى." 



ناولتها بطاقه دعوة عيد الميلاد ، فقالتُ: "لستُ متأكده من أننى بأمكانى الحضور." 



"لماذا؟" 



"لأننى لا أعرفك ثم أننى قبلت أن أقابلك فقط لأعطيك هاتفك وأكثر من هذا لا تتوقع أن يكون يا أستاذ طاهر." 



"أننى لا أتوقع شيئاً على الأطلاق يا ساره وعلى أى حال لتتأكدين من حسن ظنى فإننى أسحب دعوة عيد الميلاد وبأمكانك أن تنصرفى الأن كما تريدين." 



نظرت ساره إلىّ للحظات قبل أن تقول: "حسناً.. إذا كان الأمر هكذا فسأفكر ورُبما أقبل دعوتك.. إلى اللقاء." 





يتبع ان شاء الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

المتابعون